صحة الأم
يشير مصطلح رعاية صحة الأم (بالإنجليزية: Maternal health) إلى ذلك المفهوم الذي يشمل كلاً من رعاية تنظيم الأسرة، التفكير المسبق، مرحلة الحمل، ومرحلة ما بعد الولادة. كما تتضمن الرعاية المسبقة توفير فرص التعليم، الارتقاء بالصحة، وعمليات الفحص بالأشعة والتدخلات بالنسبة للنساء في مرحلة الأعمار الإنجابية للتقليل من عوامل الخطورة والتي قد تؤثر على عمليات الحمل المستقبلية. بينما تعد عملية الرعاية في مرحلة ما قبل الولادة الرعاية الشاملة التي تتلقاها النساء أو توفرها لأنفسهن في أثناء مرحلة الحمل. ويتضح هذا من خلال أن النساء اللاتي تتلقين رعايةً صحيةً لمرحلة ما قبل الولادة في فترةٍ مبكرةٍ يتمتعن بعمليات ولادةٍ أفضل من هؤلاء النساء اللاتي تتلقين رعايةً أثناء فترة الحمل بصورةٍ أقل أو لا تتلقين رعايةً على الإطلاق خلال فترة حملهن. وتتضمن قضايا الرعاية لمرحلة ما بعد الولادة التعافي بعد الولادة والمخاوف المرتبطة برعاية المولود الجديد والتغذية والرضاعة الطبيعية بالإضافة إلى قضية تنظيم اللأأسرة.
المشكلات[عدل]
اطلع أيضاً على: موت الأم

تتمثل المشكلات في أن أغلبية النساء ليس عندهن القدرة على الوصول لخدمات الرعاية الصحية وخدمات التربية الصحية الجنسية التي يحتاجون إليها. وتعد مضاعفات الحمل والولادة (خاصةً على مستوى الرعاية أثناء فترة الحمل والتفكير المسبق)، في العديد من الدول النامية، من الأسباب الرئيسية وراء موت النساء في مرحلة سن الإنجاب. حيث تموت أكثر من امرأةٍ تقريباً كل دقيقةٍ جراء مثل تلك الأسباب؛ وتصبح حصيلة الوفيات من وراء تلك الأسباب نحو 585000 امرأة كل عام (منظمة الصحة العالمية). في حين تقع نسبة أقل من 1% من نسبة الوفيات تلك بالدول المتقدمة، مما يوضح أنه يمكن تجنب مثل تلك النسبة من الوفيات في حالة تم توفير الخدمات والموارد اللازمة (منظمة الصحة العالمية). وقد تعاني أية امرأةٍ من مضاعفاتٍ مفاجئةٍ أو غير متوقعةٍ خلال فترة الحمل، الولادة أو حتى مباشرةً بعد مرحلة الولادة. وبالرغم من أن الجودة العالية وسهولة الوصول لخدمات الرعاية الصحية جعلا من موت الأم حدثاً نادراً بالدول المتقدمة، إلا أن تلك المضاعفات قد تصبح مميتةً ومهلكةً بالدول النامية.

نتيجةً لذلك تعاني النساء بالدول النامية من معدلات أعلى في الوفاة أثناء الولادة والتي تصل إلى مئة مرة أو أكثر عن مثيلاتهن بالدول المتقدمة (أهداف التنمية للألفية؛ التابعة للأمم المتحدة). مما يوضح أن خدمات رعاية التوليد في الحالات الحرجة، والتي تعد أهم علاجٍ للنساء بتلك المناطق، لا يُنظر إليها على أنها أولويةٌ. وقد أوضح كلٌ من رفيقل تشودري وزفرلله تشودري أنه في دولٍ كثيرةٍ ومنها بنغلاديش، تلد 68.7% من النساء بدون الحصول على المساعدة من القابلات المتدربات. بل تكون الولادة على يد الأقارب أو القابلات التقليديات واللاتي غالباً ما تكن غير قادراتٍ على التعامل مع المضاعفات أثناء عملية الولادة[1].

و تتضمن العوامل التي تعيق النساء بالدول النامية من الحصول على خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجونها البعد عن الخدات الصحية، التكلفة (الأتعاب المباشرة بالإضافة إلى تكلفة الانتقال والأدوية والإمدادات المختلفة)، المطالب المتعددة على عاتقهن، بالإضافة إلى افتقار النساء إلى سلطة صنع القرار داخل أسرهن. كما يؤدي ضعف كفاءة الخدمات ومنها المعاملة السيئة لمقدمي الخدمات الصحية إلى تردد النساء في محاولة الاستفادة من تلك الخدمات.

و بناءً على تقرير الصحة العالمية عام 2004، فإن سوء الظروف الصحية للأم يمثل السبب الرئيسي الرابع لوفاة النساء من جراء أمراض نقص المناعة المكتسب والملاريا والسل. وتقع نسبة 99% من تلك الوفيات بالدول منخفضة الدخل؛ في حين تتعرض النساء بمعدل امرأةٍ واحدةٍ من كل أربعة آلاف امرأة لفرصة الوفاة أثناء مرحلة الحمل أو الولادة بالدول المتقدمة، وأن المرأة بمنطقة الصحراء الإفريقية تتعرض لمخاطر الوفاة بمعدل امرأةٍ واحدةٍ لكل 16 امرأةٍ. هذا بالإضافة إلى أن مشكلات الأمومة تتسبب غالباً في نحو 20% من إجمالي أعباء المرض للمرأة في الدول النامية.

و غالباً ما تقع نسبة 50% من الولادات بالدول النامية بدون حضور قابلةٍ متمرسةٍ طبياً لمساعدة الأم، وتصل لنسبٍ أعلى من تلك بدولة جنوب أفريقيا (منظمة الأمم المتحدة للطفولة). حيث تستخدم النساء بالصحراء الجنوب الأفريقي قابلات التوليد التقليديات، واللاتي تلقين كماً منخفضاً من التدريب أو لم تتلقين أي تدريبٍ على الإطلاق. وهذا يفسر معدل الوفيات المرتفع للنساء في تلك المنطقة.

الحلول المقترحة[عدل]
قدر البنك العالمي أن إجمالي 300 دولاً أمريكياً لكل فردٍ سنوياً تكفي المرأة في الدول النامية[2] للحصول على خدمات رعاية تنظيم الأسرة الأساسية ورعاية الأم والرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة. وتوفر العديد من المنظمات الغير ربحية برامجاً تربويةً للعامة ولمساعدة النساء بالدول النامية على الحصول على الرعاية اللازمة أثناء عمليات الولادة الطارئة.

و غالباً ما تتضمن الخدمات المطلوبة ما يلي:

رعاية الأم الثابتة أثناء فترات الحمل ومنها الحصول على مرافقاتٍ متمرساتٍ (سواءً قابلةً أو طبيبةً) أثناء مرحلة الولادة.
قد يكون التدريب الطبي للقابلات التقليديات أحادي الإتجاه لتوفير تلك الخدمة. [بحاجة لمصدر]
العلاج الطاريء للمضاعفات أثناء عملية الحمل والولادة ومرحلة ما بعد الولادة.
تنظيم الأسرة في مرحلة ما بعد الولادة والرعاية الأساسية لحديثي الولادة.
تعليم المرأة ومجتمعاتهن حول أهمية الرعاية الصحية للأم والتي تمنح المرأة مكانتها الاجتماعية لإتخاذ قرارات الرعاية الصحية والتماس العناية الطبية.
تقديم أي شكلٍ من أشكال التعليم وحتى الستة أعوام من التعليم للبنات يمكن أن يحسن بشكلٍ كبيرٍ من صحة الأم الشاملة (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)
البحث في مجال العوامل الاجتماعية والنفسية المؤثرة على صحة الأم.
تنمية وضعٍ أفضلٍ للتدخلات (و تقويم التدخلات) في مواجهة المشكلات المركبة (و منها السلوكية والاجتماعية والحيوية والثقافية) القائمة بالمجتمعات المهمشة.
وفقاً للمنطقة[عدل]
و بناءً على ما ورد بفقرة "الاستثمار في التنمية" الموجودة بقائمة الأهداف الإنمائية للألفية، فإنه توجد العديد من الإتجاهات لتحسين صحة الأم:

مناطق لبت أهداف "قائمة الأهداف الإنمائية للألفية" والخاصة بصحة الأم ما يلي:

صحراء الجنوب الأفريقي
جنوب شرق آسيا
جنوب آسيا
أوقيانوسيا
المناطق تحرز تقدماً بطيءً:

شمال أفريقيا
غرب آسيا
أمريكا اللاتينية والكاريبي
مناطق لا تحرز أي تقدم أو تحقق تقدماً سلبياً:

شرق آسيا
أوروبا (مجموعة دول الكومونولث والدول المستقلة)
آسيا (مجموعة دول الكومونولث والدول المستقلة)
و بالرغم من إنجاز بعض التحسينات تالهامة في مجال صحة الأم على مدار القرن الماضي، إلا ان العقد الأخير قد شهد معدلاً منخفضاً في مستوى تحسن وفيات الأمهات واعتلال صحتهن، وبصورةٍ خاصةٍ في أمريكا اللاتينية والكاريبي (الأهداف الإنمائية للألفية). حيث أن نسبة 17% من الدول فقط هي ما تسعى لتلبية وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
منقول