للحفاظ على "الوزن الجديد"، بعد الخضوع لـ"رجيم" مُعيَّن، ينبغي التركيز على "التاريخ الغذائي"؛ من الملاحظ أن كثيرين ممن يحاولون الحفاظ على أوزانهم، بعد نجاحهم في إنقاصها من خلال اتباع "رجيم" ما، لا يمانعون من العودة مرَّة أخرى إلى تناول كمٍّ ضئيلٍ من أطعمة كانوا أدرجوها في "لائحة المنع"، أثناء فترة التزامهم بالـ"رجيم"، بهدف التحكُّم في السعرات الحراريَّة. إلا أن وجود "تاريخ غذائي" مُتمثِّل في الإسراف في تناول هذه الأطعمة قبل الـ"رجيم"، يجعل تذوُّق ولو قدرًا قليلًا منها يُنشِّط ذاكرة الرغبة، ويفتح الشهيَّة لأكل المزيد منها، ما يخفق عمليَّة "تثبيت الوزن"، ويعيد مرة أخرى إلى اكتساب كيلوغرامات غير مرغوب فيها.

للحفاظ على "الوزن الجديد" بعد الـ"رجيم"، تُعلِّق اختصاصيَّة التغذة صالح أهميَّةً على السلوكيات الآتية:
1. البعد عن "الأطعمة المشبوهة": توضح دراسة أنَّ غالبيَّة الإناث والذكور استعادت "الوزن المفقود"، بسبب معاودة تناول صنوف غذائيَّة كانت تجنبتها أثناء الـ"رجيم"، بعد أن غالت في استهلاكها قبل استهلال الحمية. بالمقابل، إنَّ فردين من بين كلِّ ثلاثة أفراد ممَّن فقدوا الوزن الزائد، حافظوا على أوزانهم الجديدة، من خلال تجنُّب شراء الطعام الذي كان مسؤولًا عن الكيلوغرامات الزائدة في قاماتهم.
2. تحديد هدف معيّن لناحية الوزن: يُنصح باختيار الأنثى رقمًا أقلَّ بـ1.4 من الوزن المراد الوصول إليه، مع محاولة عدم تجاوزه مهما كثرت "المغريات".
3. مراقبة الوزن أسبوعيًّا: يوصى بمراقبة الوزن، أسبوعيًّا، لأنه من المتوقَّع أن تطرأ تغييرات يوميَّة طفيفة عليه لأسباب أخرى غير تناول الطعام، مثل: احتباس الماء في الجسم، الحالة التي تختفي خلال 24 ساعة إلى 48 ساعة.
4. الرياضة، يوميًّا: تسمح الرياضة، عند المدوامة على ممارستها، بالتحكُّم في الوزن الجديد (بعد الخضوع لحمية)، والحفاظ على الأخير لفترة أطول. في هذا الصدد، كانت دراسة منشورة في "كونسيومر ريبورتس" شملت أكثر من 32 ألف متتبع لأنظمة "رجيم" مُختلفة، لاحظت أن الرياضة المُنتظمة نجحت في الحفاظ على الوزن المثالي بعد فقد الكيلوغرامات الزائدة، عند أكثر من 81% ممَّن حاولوا الحفاظ على أوزانهم على المدى الطويل. ومن جهةٍ ثانيةٍ، إنَّ زيادة النشاط في اليوميَّات تحافظ على "الوزن الجديد" عند حوالي 74% من متتبعي الحميات الغذائية.

الحفاظ على الأوزان الجديدة

كانت دراسة صادرة عن كليَّة الطب بجامعة "هارفارد" الأمريكيَّة، أفادت أن من يستطيعون إنقاص أوزانهم بمعدل يراوح ما بين 9 و13 كيلوغرامًا، يعيشون تغييرات إيجابيَّة تُمكِّنهم في الحفاظ على "أوزانهم الجديدة"، وأبرزها:
• خفض الرسائل المُرسلة من براعم التذوُّق إلى المخِّ بهدف تناول المزيد من الطعام، وخصوصًا الدهني منه. علمًا بأنَّ براعم التذوُّق، حسب الاختصاصيَّة صالح هي عبارة عن آلاف الخلايا الموجودة على اللسان والمسؤولة عن حاسة التذوُّق، ما يجعلها العامل الرئيس في تحفيز الشهيَّة والإفراط في تناول أنواع مُعيَّنة من الأطعمة المُفضَّلة من خلال الرسائل العصبية المرسلة منها إلى مراكز الشهية بالدماغ.
• التخلُّص من "التاريخ الغذائي" غير الصحي