هو عبدالله بن جدعان التميمي وهو ابن عم السيدة عائشة رضي الله عنها وأحد سادات قريش وأشرافها اشتهر بالجود والكرم حتى أنهم قالوا عنه أنه أكرم من حاتم الطائي إلا أنهم عدلوا وقالوا حاتم أفضل فعبد الله ينفق من وسع وغنى وحاتم ينفق من ضيق وفقر، عاش حياة صعبة حتى أنه اضطر للسرقة حتى رزقه الله من فضله وأصبح من سادات قريش وأغناهم.

من هو عبد الله بن جدعان؟
هو عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب، فارس من فرسان العرب كان له ولدان وزوجة هم زهير ومسعود عاش حياته من أجل أن يوفر لهم قوت يومهم حتى ضاقت به السبل وانقطعت كافة موارد الرزق عنه فلم يستطع حتى أن يكفيهم كفافهم، وعجز عن تلبية أبسط مطالبهم وهي الطعام، فخرج هائمًا على وجهه يشكي الحسرة على ضيق الحال وفي الطريق قابل أحد التجار فما كان منه إلا أن قطع الطريق عليه وأخذ منه ما يكفيه من المال وعاد إلى زوجته محملًا بالطعام والمؤمن وعندما اشتكاه هذا التاجر إلى أهله وعشيرته وكانوا من الأغنياء فردوا عليه ماله، وهكذا بدأت رحلة عبدالله كقاطع للطريق يغير على المارة ويسلبهم مالهم ومؤنتهم ويرجعون إلى أهله وأبيه حتى يردوا عليهم ما سلبه عبد الله حتى بدأ أهله يضجون من أفعاله و تصرفاته ولكنه استمر في فعله ولم يعود عنه فما كان منهم إلا أن أهدروا دمه ورفضوا أن يتكفلوا أخطائه وتبرأ منه والده.

الفرج بعد الضيق:
عندما علم عبد الله مما كان من أمر أهله وإهدارهم لدمه خرج هاربًا في شعا مكة يبحث عن مهرب أو مفر وبينما هو في الطريق جعل يتذكر كلام أهله وعشيرته وتبرأ أبيه منه وما وصل إليه من حال فقرر أن يموت فلا حل أمامه سوى الموت للهرب من ذلك الواقع المؤلم، ولكن كيف يموت؟ جلس يفكر حتى اهتدى إلى فتحة صغيرة في الجبل، فقال لنفسه أدخل فيها فأجد من العقارب والحيات حتى تباغتني أحدهم وتلسعني أموت حينها وأتخلص من هذا الألم، وصعد فعلًا إلى هذا الشق في الجبل



وعندما اقترب من الشق وجد ثعبان كبير رأسه ظاهرة داخل الشق ينظر إليه، أطال عبد الله النظر في الثعبان الذي كانت عيناه تلمع في الظلام ولكن الثعبان لم يتحرك فاقترب منه عبد الله فوجده تمثال لثعبان من الذهب وعيناه جوهرتان وعندما اقترب أكثر وجد ما لم يخطر على باله أبدًا. فقد وجد كنز من الذهب والفضة لمجموعة من الهاربين من طاغية جمعوا أموالهم واختبئوا في هذا الشق الذي لا يلاحظه أحد حتى ماتوا جميعًا وتركوا ورائهم هذا الكنز العظيم.

سيد سادات العرب:
عاد عبدالله محملًا بالذهب وبالمال حتى صار سيدًا في قومه ولم يعاملهم كما عاملوه بل كان يوزع على الجميع الذهب والفضة وكان الطعام لا ينقطع في بيته فبلغ من الكرم ما لم يبلغه أحد حتى صار الناس يتندرون بكرمه، عمل بعدها عبدالله في التجارة حتى أن ماله كان يزيد ولا ينقص، وجعل ينفق ويزيد في العطايا حتى طعن في السن، فصار يزيد ويزيد حتى أن أهله لاموه على كرمه وعطاياه التي لا تنقطع فمنعوه إياها ومن نوادره أنه كان يأتيه الرجل ينشده الحاجة والفقر فيلطمه على خده ثم يقول له اذهب واطلب بلطمتك حتى ترضى، فيذهب لأهله فيرضوه من مال عبدالله.