الم عنيد
عندما يكون الألم شديدا وغير خاضع للمعالجة المسببة يجد الطبيب نفسه مجبرا على إيجاد وسيلة لتخفيف شعور المريض بالألم أو لتغيير تفاعله تجاهه .فإذا كان الألم ناجما عن مرض مميت وان احتمال الحياة لا يتجاوز الأيام أو الأسابيع يكون إعطاء مركبات الأفيون بمقادير كافية هو الأحسن. والأفيون يغير ارتكاس المريض نحو الألم أكثر مما يغير احساسه به .وهكذا يقدم المورفين ميزتين هما تخفيف القلق وتخفيف الألم.ولا يجوز إعطاء مركبات الأفيون للمصاب بالألم المعند إذا كان احتمال الحياة عنده سويا أو طويلا . فبالرغم من الراحة المؤقتة التي يقدمها ، يؤدي إلى الإدمان وبذا يضيف إلى مرضه مشكلة اخطر . ويحتاج المصابون بالصداع التشنجي أو بالصداع الوعائي الكثير التواتر وآلام الوجه غير الوصفية أو آلام أسفل الظهر المزمنة إلى تحسين توافقهم مع الحياة كما يحتاجون إلى التطمين والعطف والتفهم ومحاولة مساعدتهم على تفهم ارتكاسهم تجاه الصعوبات مع إعطائهم المسكنات غير المخدرة والمهدئات. إما أصعب المشاكل في الألم العنيد فهو عندما يكون الألم يسد حاجة نفسية انفعالية في المريض ،فهؤلاء المرضى الميالون للألم يشكون من الم غريب لا يمكن تفسيره بالموجودات الفيزيائية عند المريض . وقد يجد الطبيب نفسه مرغما إن يرسل المريض لاستقصاء جراحي مدفوعا بخيبة أمله في تسكين ألمه. وقد يتكرر هذا الاستقصاء مضيفا إلى مشاكل المريض مشاكل جديدة يتذرع فيها في شكواه دون إن يتحسن حاله.ورغم ضرورة المعالجة النفسية في هؤلاء المرضى إلا أنهم يرفضونها بشدة. ويمكن إن يستديم الألم عندما يقدم العجز الناجم عنه فائدة للمريض، كما في حالات التعويض المعلقة أمام المحاكم في الحوادث الجنائية أو حوادث العمل. فلا تنجح عندئذ مختلف المعالجات في تسكين الألم حتى يبت في قضيته ( عصاب التعويض ) وعندما يكون الألم العنيد مسببا عن آفة معينة واحتمال الحياة طويل ، شهور أو سنوات ، فيجرب قطع السبل الموصلة للألم ، كقطع الجذور الحسية والأفضل خزع السبيل الشوكي المهادي وكلاهما يتطلب عملية مهمة ،واذا كان الألم عاليا في الرقبة فان عملية خزع السبيل الشوكي المهادي خطرة . ويلجأ الجراحون حاليا إلى خزع مقدم الفص الجبهي أو التداخل مباشرة على المهاد عن طريق التصويب المجسم وهذه العمليات تغير الحالة الوجدانية للمريض كما تغير شخصيته ، ولذا يجب المفاضلة قبل إجرائها بين تسكين الألم وتغير شخصية المريض .
رد مع اقتباس
مواقع النشر