فترة مراهقة أبنائنا، هي فترة شائكة بالنسبة لعلاقتهم بنا كأهل، وخصوصا البنات، حيث أنّهنّ يملن إلى التكتّم على حياتهن، إليك أهم التحدّيات التي من شأنك أن تعيشيها مع فتاتك
مشاكل تعيشينها مع فتاتك المراهقة
فترة مراهقة بناتنا من الفترات المعقدة التي من شأنها أن تجمعنا بهن، فتشكل أحيانا مؤشرا لنا لمدى صحة علاقتنا معهن.
تنبع صعوبة هذه الفترة بالأساس من كمية الضغوطات الجديدة التي تستهدف الفتاة المراهقة،فهي تختبر العديد من التجارب الجديدة بالنسبة لها لأول مرة.
سنتناول هنا أهم التحديات التي تجمع بين الأهل وبناتهن المراهقات وأكثرها شيوعا:
1- المظهر الخارجي
يمكننا اعتبار هذه المعضلة الأكثر شيوعا عند المراهقين وأهلهم.
ستبدأ طفلتك بالشعور بتغييرات متعددة في جسمها، الأمر الذي سيمنعها من الثبات على نوعية ملابس معينة، فستختبر ملابسها بما يتماشى مع تطورات جسمها، ومع ضغط الإعلام وضغط الأقران.
هذا عدا عن اهتمامها باخر الصرعات التي تتعلق بتسريحات الشعر وألوانه، الأظافر، الحلق وأخرى.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
راقبي فتاتك عن كثب، دون تصنع وبعفوية ودون أن تشعريها بذلك.
حاوريها كثيرا حول مفهوم الجوهر أمام المظهر، واعكسي لها ما يميز جوهرها عن الاخرين وما يجعلها متفردة.
اهتمي بالتأكد من أن ابنتك لا تتبنى عادات غذائية سيئة (الإفراط في الطعام أو حرمان نفسها منه).
تحدثي معها حول هذه التغييرات التي تمر على جسدها، دعيها تحب هذ الجسد وتتصالح معه ومع تغيراته.
تعرفي على أصحابها، وتأكدي من كونهم رفاقا جيدين، وأصحاب سلوكيات حميدة.
2- التعليم والدراسة
على الأغلب فأنك قادرة على تذكر هذه الفترة من حياتك.
في هذه المرحلة من حياتها، تكون فتاتك في أوج المنافسة من حيث التعليم والتحصيل، وهو أوج ضغط التوقعات منها أيضا.
في حال كان الضغط مبالغا به فإن ذلك من شأنه أن يتحول إلى مشاكل سلوكية تتخطى المدرسة وصولاً إلى المنزل.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
حاولي دائما تذكيرها، أن العلامات في المدرسة ليست الطريقة لتقييم الإنسان، وأنه من الممكن أن تكون فتاة موهوبة في مجالات عديدة أخرى. وفي حين أن العلامات تفتح لها افاقا أوسع، إلا أنه هناك دائما فرصة لتعزيز تحصيلاتها في امتحانات قادمة.
شجعي فتاتك على القيام بنشاطات خارج حدود المناهج الدراسية، تجعلها تكتشف مواهبها ومكامنها الأخرى، هذا الأمر سيساعدها على الاسترخاء وتعزيز ثقتها بنفسها.
3- المواعدة
على الرغم من أن مجتمعنا في الغالب لا يسمح للفتيات بموضوع المواعدة، إلا أن ذلك لا ينفي ما تمر به الفتاة من تغييرات هرمونية تؤثر على ميولها لاختبار هذه الأمور، خصوصا مع ضغط الأقران وسهولة التواصل الاجتماعي اليوم.
لذا سواء كنت من بيئة محافظة تمنع المواعدة، أو كنت من بيئة تتيحها، عليك تثقيف فتاتك بنفس الدرجة من الأهمية وتحصينها.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
كوني واضحة معها، ناقشيها وفسري لها مبادئك بمحبة واحترام، هكذا ستحاول فهمك أكثر وستلتزم باتفاقكما النهائي كنوع من مبادلة للمحبة والاحترام.
ثقفيها حول تأثير الهرمونات على الجسد والتغييرات التي تطرأ على جسدها في هذه المرحلة العمرية، عندما تحصل على أجوبة لأسئلتها لن تضطر لاختبار الأمور بنفسها.
كوني قريبة منها واملأي وقتها بنشاطات مفيدة، واتركي لها دائما باب الوصول إليك مفتوحا لتحدثك بأي موضوع يشغلها دون خوف.
4- التنمر/ الاستقواء
تعتبر ظاهرة التنمر أمرا مميزا لفئة عمر المراهقين، وتعني أن يقوم الأفراد الأقوى جسديا أو نفسيا بالاستقواء على من هم أضعف منهم، وذلك باستخدام ممارسات فعلية وضغوطات نفسية عليهم.
تقع العديد من الفتيات ضحية تنمر أخريات واخرين في المدرسة، فيما يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الانغلاق على النفس وحتى الاكتئاب.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
تأكدي من أن ابنتك تستطيع مناقشة أي أمر يخصها معك، دعي قنوات التواصل بينكما متاحة كي تخبرك بما يزعجها.
شاركيها بتجارب سابقة لك مع الموضوع أو لأحد من معارفكما، من المهم أن تشعر ابنتك انها ليست وحدها من تمر في مثل هذه الظروف.
ناقشي معها ما تمر به، وساعديها في إيجاد الحلول، لا تتصرفي دون الرجوع إليها وموافقتها على ما ستقومين به.
5- الصداقة
يميل المراهقون إلى تعقيد كل نوع من أنواع العلاقات التي يعيشونها، من الممكن أن تعاني فتاتك من انتهاء علاقة صداقة قوية لأتفه الأسباب، إذ أن اختلافا بسيطا في وجهات النظر قد يتحول إلى خلاف كبير وعنيف.
لا بد لفتاتك أن تتأثر من هذه الأحداث التي تعيشها مع أصدقائها وستنقل هذا التأثر إلى المنزل فينعكس ذلك على علاقتها بأفراد العائلة.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
علمي ابنتك أنه من الطبيعي أن يختلف الصديق مع صديقه، إلا أن هذا لا يجعل منه شخصا سيئا.علميها جمالية وجود الاختلاف بينها وبين أصدقائها على أنه لا ينتقص من قوة العلاقة معهم.
يمكنك أيضا أن تهتمي بمناقشة المشكلة التي تمر بها ابنتك مع صديقتها، وحاولي أن تعكسي لها نقاط القوة ونقاط التحسين في تصرفها، ثم انسي تماما الموضوع.
راقبي أنواع الصداقات التي تكونها ابنتك، واعملي على توجيهها إلى الصداقات الأنسب لها.
علميها أن الإعتذار عند الخطأ من الفضائل.
6- احترام الذات/ تقدير الذات
تميل الفتيات في هذا العمر إلى مقارنة نفسها، حياتها وشكلها بنظيراتها .
هذا الأمر يترك أثرا في نفسها ويشكل نوعا من أنواع الضغط عليها. بالإضافة إلى ذلك فأن التغييرات التي تحدث في جسد الفتاة يجعل ثقتها في نفسها تتضعضع، ما يؤثر على نظرتها لنفسها، عائلتها، حياتها.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
اهتمي أن تشرحي لها مدى الزيف الذي تراه في صور وأجسام الممثلات، وحاولي أن تقنعيها بعدم جدوى التمثل بهن، فالجمال الصناعي لا يوفر السعادة.
اشرحي لها عن الأنواع المختلفة للجمال، وأن الجمال هو بالتنوع بين البشر لا بأن نكون نموذجا واحدا.
شجعيها على التمرن والانغماس في النشاطات التي تمارسها ستحب أنها تنتج شيئا يخصها وسيرفع ذلك من ثقتها بنفسها، بالإضافة إلى كونه سيشغلها عن هذه الأفكار.
7- ضغط الأقران/ النظائر
ينبع هذا الضغط من حاجة ابنتك إلى الانتماء لمجموعة معينة من الأصدقاء، الأمر الذي يضطرها إلى التمثل بنظام مظهر أفرادها الخارجي، أسلوب حياتهم، هواياتهم، سلوكياتهم.
هذه الحاجة للانتماء قد تضطر ابنتك لتبني عادات وسلوكيات لم تعتد عليها في السابق، عادات يمكن أن تكون مرفوضة لديك كأمها وكبالغة، الأمر الذي يجعلكما تتصادمان معا.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
ارفعي درجة وعي ابنتك لمفهوم ضغط الأقران، واعكسي لها بلطف وموضوعية كيف يؤثر عليها هذا الضغط.
ساعديها كي تعي ذاتها أكثر، ساعديها من أجل تطوير مهاراتها في النظر لنفسها بنظرات نقدية بناءة.
أخبريها كم تجدينها فريدة من نوعها، وأنها ليست بحاجة للتخلي عن هذه الميزات في شخصيتها ومظهرها كي تكون جزءا من مجموعة أصحابها، بإمكانها أن تختلف عنهم وتبقى صديقة لهم.
8- تعاطي المخدرات والكحول والسجائر
مهما ظننا أن بيتنا حصين ضد هذه الأمور، ومهما اعتقدنا اننا نضع ابنتنا في مدرسة امنة، فهي دائما عرضة لأصحاب السوء ولمستغلي الأطفال.
بشكل عام يبدأ تعاطي المخدرات بسبب ضغط الأقران، وفي الأساس في إطار المدرسة أو بعدها.
يلجأ المراهقون لهذه الوسائل في محاولة منهم لتخفيف ضغط المرحلة عن أنفسهم، وذلك لأن أسئلتهم تصبح أكبر وكثيرا ما تبقى دون إجابات.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
إبحثا معا عن معلومات حول مدى أضرار هذه المواد، والاثار الجانبية السلبية لها. هكذا لن تكوني بحاجة لاقناعها بمدى ضررها بل ستكتشفان ذلك معا.
وضحي لابنتك جيدا كيف أن هذه المواد تعطي مخرجا مؤقتا جدا لضغوطات مستخدمها لكنها تتحول إلى أكبر مشاكله في المستقبل.
الأمر ذاته ينطبق على تناول الكحول.
9- الدورة الشهرية/ الحيض
خلال هذه الفترة ستعيش ابنتك الصغيرة تجربة حيضها الأول.
تجربة الحيض قد تشكل صدمة لبعض الفتيات وقد تجعلها تتبنى تفسيرات ومفاهيم خاطئة. عملية الفهم لما يجري هنا هي أمر في غاية الأهمية كي تتفاعل الفتاة مع فترة الطمث بشكل سليم.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
منطقيا، أنت الملجأ الأول الذي يمكن لفتاتك أن تلجأ إليه، طمئنيها بأنها تعيش ما تعيشه كل امرأة، وأنها لا تعاني من مشكلة ما.
اشرحي لها مفهوم الحيض، ولماذا يحدث للنساء، وما هي الالام التي يمكن لها أن تشعر بها.
فسري لها كيف تضع الفوطة الصحية، وأن تحفظ معها لحالات الطوارئ زوجا إضافية من الملابس الداخلية، والفوط الصحية، بالإضافة إلى دواء مهدئ للالام.
علميها كيف تحسب عادتها الشهرية، لأن توقع الأمر سيسهل عليها تقبلها والتعامل معها.
10-الاكتئاب
من أخطر الأمراض النفسية التي تهدد المراهقين هو الاكتئاب.
لا بد أنك تستطيعين أن تدركي الان كمية الضغوطات التي قد تعاني منها فتاتك الصغيرة: تحصيل منخفض، فقدان الأصحاب، ارتفاع الوزن، توقعات الأهل المرتفعة، استخدام المواد الممنوعة، كل هذه عوامل تؤدي إلى رفع مستوى الضغط على المراهق.
ماذا علي أن أفعل حيال ذلك؟
لقد قمنا بتوجيهك من أجل التعامل مع كل مسبب من مسببات الضغط في البنود السابقة، فافعلي بها.
إصغي دائما لتصرفات ابنتك وامتحنيها، في حال وجدت انها تعاني من عوارض الإكتئاب عليك طرح الموضوع على الطبيب وعدم التواني عنه.
إن لاحظت أنها تفقد الرغبة في العديد من الأشياء التي كانت تحبها، اعكسي لها ذلك وأعطيها فرصة لتفسير الأمر.
تأكدي أنها تمارس نشاطاتها المعتادة ولا تتملص منها.
الاعتكاف، الرغبة الشديدة بالنوم الطويل أو عدم القدرة على النوم، كل هذه من عوارض الاكتئاب، انتبهي في حال كانت تعاني منها عليك بعرضها على الطبيب.
عزيزتي، أفضل الطرق للطمأنة على ابنتك هو المحافظة على قنوات اتصال مفتوحة دائما، احرصي عليها، وذكري ابنتك انها قادرة دائما على اللجوء إليك، وأنك تحبينها أبدا.
رد مع اقتباس
مواقع النشر