خلق الله سبحانه وتعالى أجسامنا وأطفالنا لنلد طبيعيًّا، فالولادة الطبيعية مثلها مثل أي وظيفة أخرى في الجسم مثل التنفس والهضم والإخراج. وهي الطريقة الآمنة لخروج جنينك إلى الحياة حسب حالتك وحالته الصحية، بل إن للولادة الطبيعية آثار رائعة على صحة طفلك فيما بعد، واصلي القراءة لتتعرفي عليها.
نُشرت دراسة حديثة في صحيفة بريطانية عن زيادة احتمالات تعرض الأطفال الذين ولدوا قيصريًّا لمشكلات صحية مزمنة، مثل مرض السكر والسمنة والحساسية في مرحلة الطفولة وما بعدها.
تزيد قوة الجهاز المناعي في جسم الطفل المولود ولادة طبيعية، فالأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية لا تتعرض أجسامهم للبكتيريا الموجودة في قناة الولادة بخلاف الأطفال المولودين طبيعيًّا، حيث تغطي البكتيريا أجسامهم التي تمتص بعضًا من هذه البكتيريا. وتعمل هذه البكتيريا على تقوية الجهاز المناعي للطفل، في حين يكون جلد الطفل المولود قيصريًّا أكثر قابلية للإصابة بالبكتيريا الضارة مثل بكتيريا المكورات العنقودية.
تقلل احتمالية أن يعاني المولود من مشكلات في التنفس عند الولادة، حيث تعمل عضلات جسمه في أثناء المخاض على طرد السائل الموجود في رئتي حديثي الولادة.
تعزز رابطة الأمومة بين الطفل وأمه في حالة الولادة الطبيعية بخلاف القيصرية، فالطفل في حالة الولادة القيصرية يكون في حاجة أكثر للرعاية الطبية، كذلك يزيد ألم الأم بسبب جرح الولادة الذي قد يستغرق ما يصل إلى ستة أسابيع ليُشفى، وأيضًا قد تعجز الأم عن الإرضاع طبيعيًّا إما بسبب تأخر نزول حليب الثدي بعد القيصري أو بسبب تعبها من الجرح.
تساعد على تطور المخ لدى الطفل بحسب إحدى الدراسات التي نُشرت على صحيفة "هافينغتون بوست" البريطانية. ويُمكنك تحسين تطور مخ جنينك أيضًا من خلال تناول الأكلات التي تحفز على تطور مخ الجنين في أثناء الحمل.
ولن أخفي عليكِ أيضًا أن الولادة الطبيعية قد تعرض طفلك لعدة مخاطر منها:
1. عسر ولادة الكتف:
وذلك حين يتعسر بروز الكتف بعد نزول الرأس مباشرة، وترتبط نسبة حدوث هذه الحالة بوزن الجنين، فالجنين ذو الوزن المثالي للولادة الطبيعية من (2500 جرام إلى 4000 جرام)، تقل لديه نسبة حدوث عسر ولادة الكتف له وتصل إلى 0.6 - 1.4%. ويمكنك تجنب هذه الحالة بمتابعة سكر الحمل واختيار طبيب نساء وتوليد ماهر.
2. متلازمة الضائقة الجنينية:
التي تحدث عند نقص الأكسجين الذي يتلقاه الجنين في أثناء الولادة، ما قد يعرض الجنين لمضاعفات معرفية وبدنية على المدى القصير والبعيد.
3. إصابة المولود خلال عملية الولادة:
كخلع الكتف أو خلع مفصل الحوض، أو إصابته بتجمع دموي في الجمجمة عند استخدام أدوات شفط الجنين وغيرها من الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها، والتي تقل احتمالية حدوثها كلما قل حجم التدخلات الطبية سواء بأدوية الطلق الصناعي، أو استخدام بعض المخدرات التي قد تطيل من عملية الولادة.
لكن احرصي على اختيار طبيب ماهر لتجنب مثل هذه المخاطر وثقفي نفسك بشأن أنواع الولادة والمناسب لحالتك الصحية ووضع خطة للولادة. ويبقى خيار الولادة الطبيعية هو الآمن والأصح طالما حالتك وحالة جنينك تسمح بها. إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الولادة الطبيعية أكثر أمانًا من القيصرية في 85% إلى 90% من حالات الولادة. كذلك فكل هذه المخاطر لا تتعدى كونها احتمالات قد تحدث - لا قدر الله - وقد تمر ولادتك طبيعيًّا دون أي مضاعفات.
رد مع اقتباس
مواقع النشر