هل هذه هي الحياة التي كنت أحلم بها يوم كنت املك أحلاما؟ قطعا لا. هل هذه هي طريقة الحياة التي خفت منها عندما تمت خطبتي؟ قطعا أجل. لقد خفت أكثر ما خفته أن يكون زوجي من نمط الرجال الذين اسمع عنهم من صديقاتي أو أعرفهم من عائلتي، وأولهم أبي ، الذي أعتز به وأفتخر، فكل فتاة بأبيها معجبة، ولكني خفت أن يكون زوجي على شاكلته، وأن تنتهي بي الحياة كما هي الآن مع أمي وأبي، حيث لا يكادان .يتبادلان كلمة ولا يلبثا أن يختلفا على كل شيء، وهذا ما أظننا صائرين إليه مع تراكم الخلافات وانعدام الحوار والتصارح بيننا، فأنت إما غائب عن البيت أو على وشك الخروج، أو مسترخ على التلفاز وحتى الوقت الذي تقضيه في البيت على التلفاز تريد أن تحرمنا به بجعل التلفاز في غرفة خارجية، لكي لا نراك أبدا، فإذا كنت زاهدا فينا وغير راغبا في رؤيتنا وتريد التنصل من مسؤولياتك كزوج وأب -- فربما كان الزواج خطوة ندمت عليها -- فبإمكانك التراجع وإذا كنت تريد من زوجتكم أن تعيش مهملة تشتعل كالآلة، صماء بكماء لا تطلب شيئا ولا تشتكي ولا تتكلم فهذه ليست أنا، فإنني لست بالأمية ولا الجاهلة الغبية عديمة الشخصية ولا أرضى بأن أعيش وأنا ألعق قدميك وأقضي مآربك في السرير وأهيئ لك الطعام. من حقك أن تكون أنت، ومن حقي أن أكون أنا، ومن حق أبنائنا علينا أن نصل إلى تفاهم ونلتزم به ويرضي جميع الأطراف ونبني عليه حياتنا السعيدة. نحن لا نتفق حتى على أولويات الاتفاق وما هو الشيء الضروري وما هو الشيء غير الضروري .
لعلك لن تقرأ هذه الكلمات كما فعلت مع رسائلي السابقة أو لعلك تقرأه وأنت تهز رأسك قائلا "تفاهات وكلام فاضي"، وهذه هي مشكلتك فأنك غير مستعد لتتقبل أي رأي أخر ما عدا رأيك، وغير مستعد للتنازل والاعتذار مهما كان خطؤك وحتى لو أدركت أنك مخطئ، ولو كنت جاهلا وغير متعلم ولا تقرأ ولا تسمع أراء الشيوخ وعلماء النفس والمحاورين والمحللين النفسانيين ولوجدنا لك عذرا، ولكن أن تكون على مستوى من الفهم والذكاء والمتابعة وبالرغم من ذلك تظل بعقلية جدك الذي أسمع عنه فهذا أمر غير مقبول، وأن تكون خائر الهمة لا تستطيع أن تتخذ خطوة ايجابية تغير بها حياتك إلى الأفضل فهذه كارثة، وأما إذا كنت تراني لست أهلا لأكون زوجة لك تشاركك أحلامك وآراءك وأهدافك، وأن نعمل معا لنكون أسرة سعيدة في الدنيا والآخرة فهذا ما لا أرضاه لنفسي ولا أستطيع تحمله.
فإن وافقت كلامي فأعمد إلى أسئلتي هذه فأجبها وأقرأ إجابتي عنها:
سؤال: ما هي أول ثلاث حقوق للزوج على زوجته؟
جواب: أن تمتعه ، تحفظه في بيته ، أن تكرم أهله.
سؤال: وما هي أول ثلاث حقوق للزوجة على زوجها؟
جواب: المعاملة الحسنة والاحترام ، أن يصل رحمها ، وأن ينفق عليها .
سؤال: وما هي حقوق الأبناء على أبيهم ؟ (أول ثلاثة)
جواب: اختيار أمهم وأسمائهم ، النفقة عليهم ، تعليمهم .
سؤال: ما هي الطريقة الأمثل لحل الخلافات؟
جواب: الحوار وبهدوء والابتعاد عن العناد والعنف .
سؤال: ما هو هدفك الأسمى؟
جواب: الجنة.
سؤال: ما تقييمك لأعمالك لبلوغ هدفك؟
جواب: الأمل برحمة الله ، أنا أحس نفسي مقصرة في أداء العبادات ولكن أظن أني معقولة في التعامل مع الناس والدين معاملة، كما أعتقد أني أتمتع والحمد لله بالأخلاق.
سؤال: ما هي أهدافك المنظورة؟
جواب: أن أخلص في عملي داخل وخارج البيت، أن أحسن ظروف معيشة أطفالي، وأن أرضي الله ورسوله (ص) وأن أجعل أطفالي رجالا ونساء ناجحين وفعالين في مجتمعهم المسلم، مسلمين مؤمنين لأقابل وجه ربي فيكونون ثمرة جدي ووسيلتي لنيل رضا ربي .
وأخيرا أريد أن أذكرك ببعض آيات التنزيل الحكيم :
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلىالمقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين" سورة البقرة الآية 236
"هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين" سورة الأعراف الآية 189
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" سورة الروم الآية 21
" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" سورة النساء الآية 34
"وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم" سورة اليقرة الآية 231
"وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض و أخذن منكم ميثاقا غليظا" سورة النساء الآية 21
[img]http://www.************/pic-vb/34.gif[/img]
مواقع النشر