مشكلتي مع أخت لي في الله . ارجوا المساعدة يا شيخ

[ام سليم]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي مع أخت لي في الله أنا أعزها يا شيخ كثير ولها مكان عندي خاص لكن المشكلة في زلتها وتجريحها والكلام المحرج وكنت اذا قالت لي كلمة تأثرت منها يا أخي أحاول أني أنساها ولا اضغنها في قلبي وأقول في نفسي ما في شئ يستاهل عشان أخسر أخت غالية عليه ولكن لاسف ترجع وترمي كلام اوتفتعل مشكلة ودائم اذا تأثرت منها ادعوا بسرعة وقبل ما أقوم من المجلس اللهم لا تدع في قلبي غل للذين أمنوا .
وأحاول اقهر شيطان نفسي وادفع الوسواس بأني احسن لهاكل ما أساءت لى ادعوا لها كل ما حسيت بأحراج منها واحاول ابادرها بعمل حسن كان اعزمها عندي في البيت او ارسل لها هدية كل هذا لأني اخاف يوم احقد او يكون في قلبي شئ عليها ولكن تعبت لان مافي فايدة ما تغيرت احوالها وأنا اتمنى انك ترشدني لوسيلة انجح لتعامل معاها
والله يعطيك العافية.
أختك أم سليم

[الشيخ محمد العويد]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الذي لاحظته أنك تتمنين أن تستمر العلاقة بينكما ، وهذا يتطلب ابتداءً الصبر ومحاولة تعويد النفس على تحملها وكل منا له أصدقاء وكل صديق فيه خلل معين ، ومن تمام الصداقة تحملل الزلل من الصديق ومحاولة عدم إثارة نقطة الخلل معه ، وبهذا الاعتبار نجحت صداقات الأذكياء الذين لم يثيروا مكامن الخلل عند أصدقائهم .

لكن هناك أنواع من الخلل لا يمكن الاستمرار في تحملها لن تهدم الصداقة من أساسها وهي سوء الخلق المستمر ، مع أنه ممكن التغيير كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود :
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه .

والخلق السيء الذي لم تجد معه الحلول لا يتوقف عند استمرار صاحبه بل ربما يمتد إلى صديقه ، وكلنا يعلم أن الصديق مؤثر في صديقه كما في الحديث الصحيح :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . رواه أحمد والترمذي وأبو داود .

فليس الأمر متوقفاً على إصلاح خلل هذا الأخت بل إنه يمتد إلى حفظ النفس من التأثر بها ، ولذا فرأيي أن حرصك عليها في محله وأنت مأجورة إن استجابت لك ، وأزيد حرصاً بأن هدايتها للخلق الحسن هو من أعظم الهداية وفي الحديث الصحيح :
لأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم .متفق عليه .

اصبري معها واحتسبي الأجر وذكريها بفضيلة الخلق الحسن والمحبة في الله ، وإذا رأيتي أنها لم تتغير فغيري أسلوبك ، فإن تغيرت فالحمد لله وإن لم تتغير فتركها أولى منعاً للتأثر بها ، فإن عرفت خطأها وعدلت من سلوكها فالحمد لله وإن لم تعدل من سلوكها فلا حاجة لك بها ، ويعوضك الله خيراً منها .
وترك الصديق مؤلم لكن الأشد ألماً أن يفقد الدين بسبب صديق .
نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات عليها
والله أعلم