هذي قصة طريفة لكن فيها عبرة للبشر ...
بطلة قصتنا باعوضة ( أي ناموسة ) ترعرعت في كنف ذبابة عاقر ( يعني ما تجيب عيال ) ، وذلك بعد أن إنتحر والد الباعوضة بقذف نفسة في فنجان من الشاهي الساخن ليلقى حتفه على الفور بعد أن ضاقت به سبل العيش الكريمة وبعد أن شن الناس حربا على الباعوض حينما أشيع عن تسببه في نقل مرض حمى الوادي المتصدع ( يعني ميت منذ مبطي ) فلم يطق العيش بعد أن سلبت كرامته
أما والدة الباعوضه فقد أصيبت بشلل نصفي أقعدها عن الأكل وذلك حينما تمكن رب المنزل الذي يعيشون فيه من بخها بالفليت !!( قلوب ماترحم ) مما أصابها بالشلل وسرعان ما فارقت الحياه متأثرة بتلك البخة الجائرة ( عطونا آهااااات )
فعاشت هذه الناموسة في رعاية الذبابة العاقر وقد رعتها أحسن من أمها وعلمتها فنون الطيران و المراوغة التي تشتهر بها الذباب وتفتقدها البعوض فبرعت في تعلم هذه الفنون (شفتوا مجتهده )
وعاشت حياة سعيدة في منزل معزبها ، وهو رجل من عامة الناس ويعمل في وظيفة متواضعة في إحدى الوزارات الحكومية وكان هذا (المعزب ) مثالا للشرف والنقاء والأمانة .
أما ربة المزل ( زوجة المعزب ) فهي امرأة فاضلة تربت على التربية الإسلامية الصحيحة وكذلك ربت أبنائها الثلاثة وكانت حالتهم المالية متواضعة جدا لقلة الراتب لعائلهم وعم وجود مصدر آخر للدخل .
وقد عاشت بعوضتنا في حب وسلام مع هذه العائلة لكن كان دم هذه العائلة يفتقد للكثير من الفيتامينات والحديد !!!
فكانت البعوضة هزيلة حتى أنها إذا حضرت عرس لإحدى صديقاتها من البعوض لا تسلم من بعض التعليقات الساخرة مثل ( هاه إيش فيكي .... معزبك مسوي رجيم )!!!! ومن مثل هذه وأزود
ففكرت هذه الباعوضة ذات مساء وبما أنها في سن ( المراهقة ) قررت بدون علم أمها بالتبني أن تغادر هذا المنزل والذهاب لأحد الأحياء الراقية لتستقر فيها وبالفعل حزمت حقائبها في اليوم الثاني واتجهت بعد صلاة المغرب لذاك الحي الذي يبعد 1 كلم وقد استغرقت رحلتها ما يقارب 7 ساعات متواصلة وحينما وصلت إلى المنزل الذي إختارته
كانت هناك مجموعة من السيارات الفارهة ( فياقرا -كاديلاك - بي ام دبليو )ومن آخر موديل فقالت لنفسها لقد أحسنت الإختيارفالكتاب يعرف من عنوانه
دخلت للمنزل مسرعة بعد أن أعياها التعب والجوع فلم تستطع الصبرحتى تتفحص الغرف بل ذهبت مسرعة لغرفة الحارس وشاهدت سيقانه ( عصاقيله ) تلمع تحت إنارة الكشاف فغرست أنيابها في عصاقيله وشربت ما يسند طولها ويقيها الجفاف ثم ذهبت للحمام واغتسلت وفرشت أسنانها ( شوفوا تربية الذبابة ) ودخلت الفيلا وأدهشتها مارأت من فخامة التصميم والفرش الوثير ورأت رب الأسرة الجديد وهو مسؤول كبير في نفس الوزارة التي يعمل بها معزبها السابق ( يامحاسن الصدف ) وزوجته تزن 100 كيلو من النعمة ، وعندهم بنت وولد وعلى الرغم من ثرائهم الفاحش إلا أنها متفككون إجتماعيا كل لاه بنفسه
قارنت الباعوضة بين هاتين الأسرتين وكان الفرق واضحا لصالح الأسرة الغنية حتى طعم دمها مختلف فهو طيب المذاق ( هذا رايها ) وغني بالفيتامينات من الألف إلى الياء خالي من الشوائب ولم تمض في ضيافتهم سوى3 أيام وقد تغير شكلها واحمرت خدودها وامتلأ جسمها ( اللهم لا حسد ) وذات مساء دخلت البعوضة لمكتب معزبها الجديد للتذوق من دمه ( ما بعد ذاقته )
وكان يتحدث بالهاتف مع شخص آخر وسمعت ما دار بينهما وعرفت أنه حرامي مختلس ويقبل الرشوة بصدر رحب والسيارات الواقفة أمام منزله ليست سوى هدايا وأرصدته في البنوك كلها حرام فدهشت وصدمت وضرب بيدها على صدرها على عجل ورجعت مسرعة لمنزل معزبها السابق وهي تبكي طول الطريق على ما اقترفت يداها وما شربته من دم حرام بعد أن كانت تتمرغ في الحلال ~
وتوته توته خلصت الحتوته
صحيح إنها ساخرة بس تحمل بعض الفوائد والعبر ... كل وحدة تعطيني ما يستفاد من الدرس السابق ولا أحد يجاوب وهو جالس كل وحدة ترفع يدها وبدون إزعاج شوي شوي اللي تزعج مابقومها ....
معليش متأثرة بالدوام ودمتم سالمين ...
مواقع النشر