ادرة الازمات ومواجهة المحن

يقول المولى عز وجل
الم ( 1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ( 2 ) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ( 3 ) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ ( 4 ) مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 5 ) وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( 6 ) ( العنكبوت )

يتعرض كثير منا إلى المحن والأزمات في حياته
وتحتاج هذه الأزمات إلى حسن تصرف وفطنه في التعامل معها
حتى نخرج منها معافين بأمر الله
وإليكم إخواني وأخواتي بعض الأسس التي من الممكن الاعتماد عليها
للخروج من الأزمات:

أولا : الإتكال والإعتماد على الله وحده: فهو خالقنا وهو من وضعنا في هذه المحن للإختبار فيجب التوكل عليه سبحانه وتعالى ليكون العون لنا
( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق 3 )
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم) ( الأنفال 49)
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد)
( الزمر 36 )

ثانياً: التركيز على الثوابت التربوية: إن المسلم كالجندي في المعركة لابد وأن يكون مستعد دائما فهو في معركة مع الشيطان والنفس والهوي والباطل
فيجب أن نطهر قلوبنا ونحارب أهوائنا وشهواتنا
يقول أحد الدعاة " ان من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح أعجز من أن ينتصر على غيره في معركة السلاح "
(مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْ مِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)( ال عمران 179 )

ثالثاً : الثقة في نصر الله : فلنثق فيما عند الله ونضحي من أجله
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)( الأحزاب 35 )

رابعاً : وضوح الهدف : ماذا أريد من الدنيا ولماذا خلقنا الله
وأن الله خلقنا لعبادته وتعمير الأرض ونشرالدين وتبليغ الرسالة
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ( الذاريات 56 )
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( ال عمران 110 )

يجب إخواني و أخواتي تزكية الايمان في النفوس وبث الأمل في أن العاقبة للمتقين وجهاد النفس و الثقة في نصر الله حسن الصله به سبحانه وتعالى و ايقاظ الهمم والعزائم
ركضا إلى الله بغير زاد
وكل زاد عرضة النفاد
إلى التقى وعمل المعاد
منقول