[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديانا بعد وضحاء!!
عواطف الخريصي
بين وقت وآخر أراها بشكل مغاير فهي لا تستقر على حال، فمرة شعرها أسود يميل إلى الزرقة، وأخرى أصفر يميل
إلى الشقرة وغيرها من ألوان الطيف، وربما ترى شعرها محلوقاً، أو مدرجاً. ناهيك عن عينيها فالعدسات تجعلهما كل
يوم في حال فمن العسلي إلى البصلي إلى العشبي إلى البحري، وأيضاً قد ترتدي الحذاء الطويــــل (البوت) في
الصيف، أو البنطال خلال المناسبات الكبيرة.
إنها تتلاعب في مظهرها حتى أنني قد ألقي السلام عليها وأنا لا أعرف من هي البته، لكني ألقي السلام امتثالاً
لأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم " سلم على من تعرف ومن لا تعرف".
وخلال يوم آخر ألقيت السلام عليها ومضيت فإذا بي أفاجأ بنداء صوت مبحوح يا ( ...) فالتفت إلى مصدر الصوت فرأيت
جسداً يحمل شعراً قصيراً أشقراً وأنفاً وشفتين، أما العينان فقد غطتها نظارة محت معظم وجهها، خلعت النظارة
وقالت : ما عرفتني؟ فرأيت عينين زرقاوتين، لم أجب فالصوت صوت وضحاء والشكل شكل ديانا، إلا أنني تداركت الوضع
بعد ذهولي وقلت لها : أنت !! قالت : نعم، قلت لها: تغيرت كثيراً فأجابت: وياليتنا نعجبهم !قلت من هم ؟ قالت : شركاء
الحياة، أعني شريك الحياة المنتظر، ألا تسمعين بالمواصفات المطلوبة للعروس، فكلهم يريدون شريكة الحياة بيضاء،
طويلة، جميلة، ناعمة، أنيقة ..
واسترسلت في حديثها ولم أعد أرى إلا شفتين تتحركان، أما ذهني فراح يتساءل هل شركاء الحياة هم من يتقاسمون
الحياة حلوها ومرها وينشأون أسرة يعز بها الإسلام والمسلمين، أم شركاء إثم؟! فمن يرى ما عليه بناتنا اليوم يدرك
مدى التغيير الذي يعيشونه، ويا ليته للأفضل، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام سؤال يفرض نفسه ؟
من الذي جعل وضحاء ديانا إلا تلك الشروط الظالمة لكثير من فتياتنا، ألا فعودوا لتعود وضحاء.[/align]
مواقع النشر