[align=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من هي المرأة التي يبحث عنها الرجل في الزواج؟

حسن الهيثمي



هل هي تلك المرأة، المتجردة من عواطف الزهو والخيلاء، وبات في مقدورها أن تخلص لزوجها، وتجعل منه رجلا

عظيما، دون أن تشعره بأنها مميزة عليه؟

وهل هي تلك المرأة الضعيفة التي تقبل أن تكون "جارية" تلد الأولاد، وتلبي رغبة الزوج وقتما شاء، وكيفما يشاء، دون

إبداء أي اعتراض؟

أم تلك التي لا تكف عن الشكوى من زوجها ومن أهل زوجها؟ أم هي تلك المرأة، الجميلة، الساحرة، التي تشبه

عارضات الأزياء، وفتيات الفيديو كليب؟

وقد تكون هي تلك المرأة التي منَّ الله عليها بوظيفة محترمة، امرأة تؤمن بهذا الشعار "نتقاسم الأولاد.. فلنتقاسم

الأجرة"..

رأي سادس وسابع.. والآراء متعددة، متنوعة، وللناس فيما يعشقون مذاهب..

فالرجل مهما قدم من تعليلات ومبررات، ومهما اشترط من مواصفات، لن يستطيع أن يبقى طويلا، مبتعدا عن قضبان القفص الذهبي..

حياة بلا زواج، حياة بلا حياة..

يقول "زيروف" في كتابه "البحث عن الألفة": "الهروب من الزواج محاولة يائسة لا يقوى على الاستمرار فيها إلا من تزوج

عمله.. أياً كان هذا العمل، ولكن حتى هذا نجده قد ضاق بالحياة والعمل والنجاح الذي ربما يكون قد حققه عندما يشعر

لسبب أو لآخر أنه يستطيع أن يعيش حياة بلا حياة.. الزواج هو الحياة لأنها لا تستمر إلا به.. وعندما يكتشف هذه

الحقيقة تبدأ نظرته تتغير لها.. ومع هذا التغير يبدأ البحث عن الشريك الذي سيمضي معه هذه الرحلة.. وعندما يجده

يتملكه الشعور بأنه سوف يعطيه أخيرا كل شيء افتقده في حياته وحده..".

والرجل يريد امرأة تحبه وترعاه وتعتني به، تماما كما كانت أمه تصنع معه عندما كان طفلا.. يقول "هربرت زيروف" - في

كتابه السالف ذكره -: "الرجل تسحره المرأة الجميلة، وتشده المرأة الذكية.. ويتزوج المرأة التي يرى في عينيها صورة

أمه..".

ورد على لسان بطل قصة "رأيت أمي" لمنير ناصف بأحد أعداد مجلة "العربي": "قلت لها وأنا أضع خاتم الزواج في

أصبعها: هل تعرفين لماذا اخترتك أنت..؟ إنني رأيت فيك أمي.. عندما جرحت أصبع يدي لما كنت طفلا في العاشرة.

. كانت عيناك وأنت تعتذرين لي تقولان نفس المشاعر التي قرأتها في عيني أمي وهي تضمد لي جرحي..".

يعجب الرجل بالمرأة التي يرى فيها أمه..

وجهات نظر صرح بها هؤلاء الذين التقيت بهم، وطرحت عليهم سؤال "من هي المرأة التي يبحث عنها الرجل في

الزواج؟" فجاءت الشهادات كالتالي:



يقول "محمد العلمي" (34 سنة أب لطفلين): لا أنكر حقيقة أن الرجل يعجب بالمرأة التي يرى فيها بعض خصائص أمه؛

ذلك لأنه يفتح عينيه على ملامح وقسمات والدته.. فتنطبع لأول مرة لمحاتها في ذاكرته، وتظل مصاحبة له في كل

وقت وحين.. حتى إن عزم على الزواج وقرر دخول القفص الذهبي، وقع اختياره على شريكة حياته وأم أولاده التي

ستهتم وتعتني به.. ولعمري ما الزواج إلا مودة ورحمة وتآلف بين الزوجين..



أما "سناء" (شابة في العشرين من عمرها) فتقول: على المرأة إذا أرادت أن تنال محبة زوجها أن تبذل جهدا في البحث

في سيرة حياة زوجها لتقف عند مرحلة طفولته وتتعرف على خصائص والدته، لتحاول أن تتمثلها ما أمكنها..



في الاتجاه نفسه "زهور احداكو" (46 سنة، أم لستة أبناء) تؤكد أن الأم لا تستسيغ أن تأتي امرأة، وبين عشية وضحاها

تخطف ابنها من أحضانها، وتعامله معاملة لا يألفها وغير معتاد عليها.. نعم إن عاملت زوجة ابني كما أعامله، سوف

أحترمها وأقدرها.. لكن إن كانت قاسية عليه، لا تهتم به وتشتكي منه صباح مساء، تدعي أنه غير مهتم بها، لا يشتري

لها كذا ولا يقتني لها كذا.. ساعتها ستسقط من عيني.. فالزوجة، ينبغي أن تدخل الفرح والسرور على قلب زوجها،

وأن تصبر أحيانا في حقها كي يبقى الجو هادئا سعيدا.. (هذا التصريح قد يغضب بعض الزوجات لكن قلب الأم لا يرى إلا

بعين واحدة ابنها فقط..).



" محمد قيشاش" (33 سنة مستخدم)
له رأي مختلف، يقول "أظن أن مقولة أن الرجل يعجب بالمرأة التي تشبه أمه

خاطئة إلى حد ما، ذلك لأن واقعنا يحتم على الرجل في بعض الأحيان أن يتزوج المرأة التي تنقذه و تساعده.. امرأة

مهما كان جمالها أو سنها، وسواء كانت تشبه أمه أولا تشبهها..".



"الغالي بو هلال" (أعزب 25 سنة) يتفق مع الفكرة يقول: "أعتقد أن الزيجات الناجحة هي التي تحترم ذلك الشعور،

فالزواج مسؤولية ومشروع ولا بد من ركائز ومقومات تضمن الاستمرارية والسير إلى الأمام دون مشاكل..".

مع هذه الشهادات، وعلى سبيل الدعابة، وردت هذه الطرفة التي حدثت مع سقراط حيث سأله أحد تلامذته: أيهما خير

للمرء أن يتزوج أم لا يتزوج؟

فأجاب سقراط: أيهما فعلت فإنك على الحالين ستعيش المشاكل.. وهذه هي سنة الحياة، فقط الإنسان يبحث عن

الأقل من تلك المشاكل التي هي كالملح في الطعام.
[/align]