تعلّم التهدئة الذّاتيّة
يولد الطّفل مزوّداً بحركات لا إرادية طبيعيّة مفيدة جدّاً, والمصّ هي الأقوى عنده, ومن الواضح أنها أساسيّةُ للغذاء. لكن المصّ هي أيضاً حركة مريحةًٌ لطفلك حين يشعر بالتّعب أو الغضب. يميل طفلك في هذا العمر طبيعيّاً إلى أن يمدّ يديه إلى فمه, فيمصّ أصابعه وقبضتيه الصّغيرتين في الأسابيع الأولى من حياته ليشعر بالرّاحة. وقد تجدي أنّ طفلك يهدأ عندما يمصّ أصبعك الصّغير, وهي حيلةٌ عمليّةٌ حين تكونين بحاجةٍ إلى حل سريعٍ لتهدئته.
نصائح مفيدة
أتركي يدي طفلك الرّضيع عاريتين (من دون قفّازات) وذراعيه حرّين بهدف مساعدته على الاستفادة من قدراته على المصّ أو قمّطيه بشكل أن تكون يداه قريبتين من وجهه. وتنتج منافع عدّة عن تشجيع طفلك على الاعتماد على مصّ أصابعه عوضاً عن المصّاصة. فأصابعه متوفّرةُ دوماً فيما قد تفلت المصّاصة من الفم أو تقع بعيداً عن متناوله أو على الأرض وتتطلّب تنظيفاً مستمرّاً! وينصحك مستشارو الإرضاع ومساعدة التوليد ألاّ تعطي طفلك مصّاصةً خلال شهره الأوّل إذ أنّها قد تؤثّر على تطوّر قدرات التغذية الذاتية لديه. وإن كنت قرّرتِ أن تعطي طفلك المصّاصة, انتظري حتّى يصبح متمرّساً في أخذ الغذاء ثمّ راقبي جيّداً الإيجابيّات والسّلبيّات. فأصابع طفلك وإبهامه أكثر عمليّةً لكن قد يكون من الأسهل التّخلّي عن المصّاصة على المدى البعيد. عليكِ أيضاً أن تتذكّري أن الأطفال مختلفين عن بعضهم البعض وسيجد طفلك طريقته الخاصّة ليريح نفسه. وقد تكتشفي أنّه لا يهتمّ بمصّ أصابعه ولا مصّاصته بل يفضّل ما يزوّده بحليبٍ فاترٍ وشهي.
حماية بشرة طفلك
الوقاية من الشمس
تؤذي أشعّة الشّمس بشرة طفلك الحسّاسة لذلك احميه بوضع قبّعةً على رأسه أو بإبقائه في الظلّ. احذري من النوافذ فهي لا تحول بشكل كاف دون دخول الأشعة فوق البنفسجية, لذلك عليك أن تحميه منها حتى في السّيارة أو في المنزل. لا تضعي على بشرة طفلك مستحضر الوقاية من الشّمس إلا عندما يكون قد بلغ الستة أشهر من العمر وما فوق، لكن إذا اضطرّ الأمر، من الأفضل وضع هذا المستحضر على بعض النواحي المحدّدة كاليدين والوجه.
متى يجدر القلق؟
لائحة الأعراض
إنّ المولود الجديد ككلّ الأطفال الصغار معرّض لالتقاط الفيروسات والالتهابات لأنّ جسده لم يكوّن بعد المناعة الضروريّة لمكافحتها. إذا كنت ترضّعين طفلك, فجسدك هو الذي يزوّده بمضادات الجسم الحيويّة, إلاّ أنّه من المحتمل جدّاً حتى في حال الإرضاع أن يصاب طفلك بزكام على الأقل خلال الشهرين الأوّلين من حياته. فمن الشّائع جدّاً أن يتنشوق طفلك بشكل متكرّر, وليس في الأمر ما يدعو إلى القلق إذا ما كان التنشوق هو العارض الوحيد. إلاّ أنّ هناك أعراض أخرى يجب أخذها على محمل الجدّ لدى الأطفال الصغار، فعليك الاتصال بطبيب طفلك في حال ظهرت أي من الأعراض التالية:
- حرارةُ مرتفعةً تخطّت 38.5 درجة مئوية لا تنخفض بعد محاولة تبريد جسد الطفل
- انخفاض حرارةُ الجسم تحت 37.5 درجة مئويّة لا تتغيّر حتى بعد تدفئة الطفل بأغطيةٍ إضافيّة
- تنفّسٌ سريع
- رفضُ الطعام
- صعوبةٌ في الاستيقاظ وعدم تجاوب مع الأم ومزاجٌ متعكّر
- التقيّؤ (وهو مختلفٌ عمّا يخرجه الطفل عادة عند التجشّؤ)
-حفاضات غير رطبة أو عدم التبويل خلال فترة ست ساعات أو أكثر
إذا اعتقدت أنّ طفلك يعاني من هذه الأعراض لا تعطيه أي دواءٍ إلاّ بموجب وصفةٍ طبيّة. لا تتردّدي في الاتصال بطبيب طفلك في حال أحسستِ أن هناك خطبٌ ما. ثقي بحدس الأمومة لديك إذ أنه قلّما يخطئ.
عادات النّوم لدى الأطفال
حان وقت النّوم
بعد مرور الشّهر الأول على دخولك عالم الأمومة، تشعرين على الأرجح بأنّك مستعدّة لتنظيم حياتك من جديد. حان الوقت فعلاً للتّفكير في إدخال بعض العادات المنتظمة إلى حياة طفلك اليوميّة. ومن الجيّد أن تبدئي بعادة وقت النّوم لأنّها الفترة الأكثر ملاءمة لإقامة الرّوابط، ولكي يتعلّم طفلك كيف يتوقّع حلول المساء. تذكّري أنّ طفلك في هذا العمر لا يدرك تمامًا كيف يميّز بين النّهار والّليل في ما يتعلّق بتناول الطّعام وبالخلود إلى النّوم. وهذا ما يحتاج إلى تعلّمه، وتكمن الطّريقة المثلى لمساعدة طفلك في إعطائه بعض الإشارات الموثوقة التي تُعْلِمه بأنّ وقت النّوم قد حان.
"يا الله تنام"
على وقت النّوم أن يتألّف من فترة منظّمة تهدف إلى تهدئة الطفل وتبدأ بالاستحمام. حاولي أن تحمّمي طفلك في وقت مبكرٍ يكون نفسه كل مساء. وبعد أن تحمّمي صغيرك وتلبسيه ثياب النّوم، أرضعيه وجبته المسائيّة. في الواقع، يبدو الكثير من المولودين الجدد أكثر يقظة خلال هذه الفترة من اليوم. لذا، قد يدوم الإرضاع "قبل النّوم" لساعات وساعات، تتخلّله وجبات عديدة، وبعض "اللعب"، وقسط من البكاء. لا تقلقي، فهذا طبيعي، وسرعان ما سيكبر طفلك ويتخطّى ذلك. حاولي أن تقاومي ميلك إلى التّفاعل مع طفلك كثيرًا خلال فترة النّوم هذه، فهو يحتاج لأن يربط وقت الخلود إلى النّوم بالهدوء وبجوّ ساكن ومريح. غنّي له أو ضعي له موسيقى مهدّئة أو هزّيه أو ربّتيه بلطف، فيحظى بالفرصة ليتعلّم كيف ينام لوحده.
يتبع
مواقع النشر