[align=center]هذه قصة واقعيه لعمة صديقتي
تحكي كاتبة القصة :
الصبر مفتاح الفرج
{يارب إلى من اقصد وأنت الرب المقصود . وإلى من أتوجه وأنت الرب المعبود الذي يلجأ أليه العابدون . ومن ذا الذي يعطني وأنت صاحب الكرم والجود. ربي إلى من أشتكي إلا أليك ولا أتوكل إلا عليك، . يا من علية يتوكل المتوكلون ، ويا من إليه يلجأ الراجون. }
إلى كل مؤمن ومؤمنة أشكو إليكم قصتي بعد الله تعالى بقلب منفطر ودمع صادق. عند ما كنت في الثالثة والعشرين من عمري تزوجت وكنت أحلم بحياة سعيدة واستقرار وكنت سعيدة بزوجي. ولكن الحياة لا تخلو من المشاكل العائلية فبعد ثلاثة أشهر من زواجي حملت وكنت فرحة جداً وعندما كنت في الشهر السابع شاء الله أن أنفصل عن زوجي بسبب تدخلات خارجية خارج عن إرادتنا ورضيت بما قضاة الله لي ، ولكن ليست هذه المشكلة . فالمشكلة الحقيقية المؤلمة بعدما وضعت طفلتي فرحت بها كثيرا . ولاكني تذكرت كيف سيكون حالي بعد فراقي لها. وفي اليوم الثالث من ولادتي قرر والدي أن يسلمها إلى أبيها لأنهم أحق الناس بها . وخوفا عليّ من تعلقي بها . وخوفا من المشاكل المستقبلية التي لا يعلمها إلا الله .كان كلام والدي على حق ولكن التنفيذ كان أصعب عليّ . وبعد أخذها مني أحسست أنني فقدت قلبي وعقلي ويعلم الله أن هذا اليوم كان أصعب يوم في حياتي وأيضا على أبي وأمي اللذان حزنا لحزني. فكنت أتخيلها في كل مكان وأسمع بكاؤها في أذني فيزداد بكائي عليها ولا أحس بمن حولي وكان أبي وأمي يدعون لي بالصبر وأن الله تعالى كان رءوف بي بأنه علقني بالقرآن والاستغفار والصلاة على النبي وكنت أدعو الله تعالى بأن يحفظها ويجمعني بها في الدنيا قبل الآخرة . وبقيت على حالي هذا حتى تقدم لي زوج طيب القلب وتزوجته وانتقلت معه إلى مدينة أخرى بحكم عملة . وأنجبت له ولدا وكنت أتذكر به ابنتي وأتخيلها فيه عند ضحكة وبكائه ومرضه ولعبه . وبعد أن أصبح في السنة الرابعة من عمرة شاء الله بإصابته بمرض السكر ورضيت بقضاء الله وقدرة وجعلت القرآن جلاء حزني وهمي وقيام الليل رجائي .ثم رزقني الله بطفله أراد زوجي أن يسميها باسم ابنتي التي فقدتها ولكني رفضت على أمل ورجاء أن يجمعني الله بابنتي ثم أكرمني الله بابنتين وولدين وكنت دائما أتكلم معهم عن أختهم الكبرى وادعوا الله أن يجمعني ويجعهم بها . وكان والدي وأخواني يسألون عن أخبار ابنتي ولكن كانوا يلاقون الرفض من والدها عن السؤال عنها حتى انه قال لهم بأن ابنتي قد ماتت حتى لا يسألوا عنها مرة أخرى ولكن لم نصدق هذا الخبر وما زلنا نسأل حتى انقطعت أخبارها لأنهم تركوا منزلهم ولا نعلم إلى أين ذهبوا . وبما أن المؤمن مبتلى فقد شاء الله أن يموت أحد أولادي في حادث سيارة وكان عمره ثمانية سنوات فصبرت واحتسبت على ما قدره الله لي . وتقلبت أحزاني على فقدان ابنتي الأولى ومرض أبني وموت أبني الثاني وما زلت أضم كتاب الله إلى صدري كي يهدأ فؤادي وأدعو الله أن يجبرني في مصيبتي فعوضني الله بولد سميته باسم أخيه الذي توفي ثم أكرمني الله بولد آخر فأصبح لدي أربعة أولاد وثلاثة بنات وابنتي الأولى التي فقدتها وكنت أراها كثيرا في منامي فهي أول ما حملت بطني ورآها قلبي قبل عيني وحضنها صدري قبل يدي . وبعد مرور السنين عرف أبي بمشيئة الله أخبار عن ابنتي بأنها على قيد الحياة وأنها من المتفوقات ومن حفظة القرآن وعرفنا مكانها وهذا كله بفضل الله عليّ. وجاءت الحيرة والقلق في قلبي وأخذت أسأل نفسي هل تعرف عني شيئا ؟ أم قيل لها بأن والدتها قد توفيت ؟ أو عرفوها بأم أخرى وأخت لها ؟ وهل تُقبل عليّ عندما تعرف الحقيقة أم تصدني ؟ ولكني أسئل الله تعالى بأن يصبرني حتى ألقاها وأن يعينها على تقبل الحقيقة وأنا على يقين بأن الله سيأتي بكل خير لي ولها .
أما الآن بعد أن عرفتم قصتي أريد حلاً فأنا في شوق إلى لقيآها بعد ما عرفت مكانها. هل أذهب إليها وأخبرها بالحقيقة ؟ أم بتصرفي هذا أضرها خوفا من أن يعرفوا أهلها فيحرموها من دراستها أو يحبسوها في المنزل فأكون أنا الجانية عليها .أم أصبر وأحتسب لعل الله يجمعني بها من غير أن أضرها في حياتها .
أفيدوني يا أهل العلم والدين وجزآكم الله خيراً .
ملحوظة:
وأحس بشوق أن أراها من بعيد، فهل أتمالك أعصابي ؟ ولكن أعرف قلبي سيدفعني إليها وأضمها وأقبلها بحرارة ، فأتراجع عن قراري فأصبر وأحتسب وألزم الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي وأعلم أنة ليس بعيداً عن الله بأنة سيأتي بها إلي وتدق بابي بدون أي مشاكل .
الكاتبـــة :
الأم الحزينة
رد الله ابنتها
واسعدها برؤيتها
وافرحها ببرها
واثابها على صبرها
وجعل الجنة دارها[/align]
مواقع النشر