[ALIGN=CENTER]
إليكِ يا من أهمها وأتعبها ترطيب وتبييض وتفتيح بل وتقشير " بشرتها " لتبدوا نضرة شابة ، فأشغلها ملاحقة الجديد في عالم الكريمات ، والمرطبات والزيوت الطبيعية وغير الطبيعية ؟ ومستحضرات التجميل لتبعد عنها شبح الترهل والتجاعيد والهالات ليستمر شباب بشرتها وجمال مظهرها ـ وهذا الأمر لا يعيب المسلمة إذا كان في حدود المعقول والمسموح به شرعًا ـ فاقبلي هذه الباقة من الوصايا والتي سطرت بقلم مشفق عليكـ أملاً منه أن تواصلي المحافظة على بشرتك من النار حتى تدلفي أبواب الجنان ، فإن هذا البدن الذي أضناك أمر العناية به ، وتلك البشرة التي أتعبك ترطيبها ، يجب عليك أختاه أن تعملي على إنقاذها من أن تشوى وتكوى بجمر النار أعاذك الله من حرها وسعيرها ..
أما لماذا توجه هذه الرسالة إليك أيتها المسلمة خاصة ؟
فلأن الحبيب صلوات الله وسلامه عليه اطلع على النار فرأى أكثر أهلها النساء ، فخوفًا على هذه البشرة الناعمة من أن تحرق وتصلى بنار السعير أدعوك إلى الانشغال في فترة هذه الحياة الدنيا إلى إنقاذ نفسك من النار من حر السموم بدلاً من ترطيبها في الدنيا ثم تكسى غدًا سرابيل القطران وتقطع عليها أثواب النيران ، ثم اعلمي أختاه أن جلود أهل النار سود كالفحم محترقة يبدلون ( كلما نضجت ) جلودًا غيرها لا لتعود نضارتها بل ( ليذوقوا العذاب ) نسأل الله السلامة والعافية ..
فاعتني أيتها المسلمة بهذا الجلد بالوقوف عند حدود الله ، ثم تذكري أن هذا البدن الذي أشغلك تمتيعه وتجميله على موعدٍ غدًا مع الدود إذا أودع اللحود ، والذي سينقض عليه وينخره ويذهب جماله ونعومته ونضارته ، فلو رأيتِ أجمل نساء الدنيا بعد ثلاث ليالٍ من القبر لأفزعك المنظر ، فاعملي أختاه على جعل تلك الحفرة الضيقة روضة من رياض الجنة، فحافظي على هذه البشرة من نوافذ النار ولفح جهنم ..
ثم تأملي أخناه حالك في المحشر وقد دنت الشمس منك ، وعرق هذا البدن وأنت حافية عارية شاخصة البصر واجفة القلب ( وقد جيء بالنار لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) في ذاك الموقف تُظل بعض الأبدان من حرارة الشمس ، إنها الأبدان التي كانت مقيمة على طاعة الله ولم تتشاغل عن حكمة خلقها فحافظت على هذا البدن وتلك البشرة من حرارة الشمس وإلجام العرق في المحشر ..
رســــائل عاجلة ..
إليكِ أيتها النامصة والواشمة وأنت يا من أبرزت مفاتن بدنك بإخراج الساقين والصدر والظهر ، وأنتِ يا من لبستي الضيق والعاري ـ ولو أمام النساء ـ ويا من كشفتي عن عورتك المغلظة في حمامات دور التجميل بدعوى الترطيب والتفتيح وإزالة الشعر الغير مرغوب فيه وأنتِ يا تاركة الصلاة ..
إن كان هذا البدن يهمك أمره ، وتخشين عليه من مسوح النار ومن جمرها فاتق الله فيه واستري مفاتنة ـ إلا عن زوج ـ قبل أن تقولي غدًا ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت ) فإن أغلى ما تملكه المرأة المسلمة دينها وحياؤها ، فإن الجمال في الملبس والزينة في البدن لم يكونا يومًا من الأيام بإخراج العورات أو إبراز المفاتن ، فإن الحرية التي تنشدها بعض النساء تعني الانحلال وتعدي حدود الله فلا تكوني أختاه من هذا الصنف طاعة له وخوفًا على هذا البدن من العذاب ، فلا سبيل للنجاة من ذلك إلا بالوقوف عند حدوده جلا وعلا ..
بشــــــــرى ..
البشارة الأولى : أبشري أختاه فإن الجنة لا يدخلها عجوز فإن الترهل والتجاعيد التي لابد أن تبدوا على بشرتك بمضي الأيام وتقادم العمر ستزول وسيعود إليك شبابك بمجرد دخول أبواب الجنة ، يقول الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ( إن الجنة لا يدخلها عجوز إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا )
البشارة الثانية : إليكِ يا من لم ترزقي زوجًا في الحياة الدنيا وعشت هم العنوسة والتفكير في انتظار زوج المستقبل ولما يأت بعد ، عليك أختاه الرضا بالقضاء ثم أبشري فإنه لا أعزب في الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ما في الجنة أعزب )
فإن للنساء في الجنة أزواجًا من بني آدم لمن لم يكن لها زوج في الدنيا أو من دخلت الجنة ولم يلحق بها زوجها .
فانشغلي أختاه بما طُلب منك من تحقيق العبودية لله ووقاية النفس من النار واتركي التفكير فيما ضمن لك ..
وتكري أنه بمجرد دخول أبواب الجنة ستختفي وتزول كل تعاسة وحزن وهم وكدر ..
أسأل المولى الكريم كما سترنا أن يغفر لنا والله أعلم
ــــــــــ
كتبه : سعد بن عتيق العتيق[/ALIGN]
مواقع النشر