السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أتطرق لموضوع مهم انتشر في مجتمعنا العربي والسعودي خاصة بأسلوب بسيط يعتمد على مشاهد خيالية ولكنها قريبة جداً من واقعنا الذي أصبح كمجموعة من القصص المأساوية نسمعها ونحزن لها ولكننا لا نحتسب ولا نستفيد منها للأسف.
المهم في هذا كله العبرة أولاً، والتطبيق ثانياً، وليس لتناقلها كحديث للمجالس ..
المشهد الأول:
مجموعة فتيات تخرجن من الثانوية واحتفلوا في أحد المطاعم بوجبة غداء وتصوير جماعي بكاميرة إحداهن.
صورة بابتسامة، وصورة بقبلة في الهواء، وصورة بدون حجاب، وصورة بقرع كؤوس البيبسي احتفالاً وتقليداً للغرب، وصورة بضحكة وفرحة أنساها الطيش توخي الحذر فيها.
تفرقوا وتبادلوا الصور للذكرى.
سرق الجوال من إحداهن وانتشرت الصور ولكن بعناوين مختلفة:
" صور خليجيات سكيرات في إحدى الحفلات "
" صور خليجيات في فندق المملكة "
صور ... صور ... صور ... الخ
المشهد الثاني:
حفلة زواج في إحدى الاستراحات,
النساء فيه بأجمل صورة,
لبس قصير,
لبس عار,
والجميع بدون حجاب فرحة بهذه المناسبة ورقصاً مع كل أغنية تصدح بها المطربة.
امرأة استطاعت تهريب إحدى جوالات الكاميرا.
صورت النساء لغرض في نفسها.
قد يكون بحسن نية وقد يكون لأسباب سيئة.
انتشرت الصور بين جوالات النساء كنقاش لجمال الفساتين أو سخرية من بعضهن ولكن في النهاية انتشرت في صفحات النت وجوالات الرجال والنساء بعناوين كثيره:
" صور حفلة في الثمامة "
" صور بنات في استراحة "
صور ... صور ... صور ... الخ
المشهد الثالث:
في إحدى الدول الأوروبية,
عائلة هربت من صيف الخليج لتنعم بنسيم هذه الدولة الجميل.
صور للرحلات وصور في إحدى المناطق الريفية أو صور على شاطئ هذه المدينة الساحرة ..
صور مختلفة التقطتها العائلة بعشوائية لأرشفتها في إحدى الألبومات والتباهي بها أمام الأهل والأصدقاء.
أرسلت برسالة بريدية إلى إحدى القريبات أو الصديقات.
سرقت الصور من الجهاز على يد مراهق أو شاب اخترق البريد ونشر الصور كعلامة نصر يبتاهي بها أمام أصدقائه على مقدرته الفذة في القرصنة.
والمحصلة صور انتشرت بعناوين كثيرة:
"خليجيات في لبنان "
" طالبات خليجيات في أمريكا "
" بنات الديرة في أسبانيا "
صور ... صور ... صور ... الخ
المشهد الرابع:
صديقات اختلفوا بعد عشرة عمر وانقلبت المحبة إلى عداوة.
إحداهن مزقت كل الصور التي جمعتهن مع بعض في أيام الصداقة والأخرى نشرتها انتقاماً في صفحات النت.
قد تكون القصة مستحيلة، وقد تكون غريبة ولكنها حصلت كثيراً.
والنهاية صور بعناوين كثيرة:
" خليجية في غرف البالتوك "
" خليجية في الشات "
" خليجية ...... "
صور ... صور ... صور ... الخ
المشهد الخامس:
سافرت العائلة إلى إحدى المدن لزيارة الأقارب في إجازة الأسبوع وعند عودتهم سرق المنزل.
سرقت الأجهزة والذهب والمجوهرات.
من بين المسروقات آلة كاميرا امتلأت ذاكرتها بمئات الصور ..
صور نساء ..
أطفال ..
زوجين يتمازحان في شهر العسل ..
ألبومات كثيرة وأسرار كثيرة والمحصلة انتشرت هذه الصور والأفلام في صفحات النت بعناوين كثيرة:
" فلانة وخويها "
" فلانة وفلان "
" خليجية ومغربية في استراحة "
صور ... صور ... صور ... الخ
المشهد السادس:
حب نشأ بين صفحات النت وتبادلوا الصور فضولاً وعربوناً للثقة والحب.
صور كثيرة ..
منها الستير ومنها الخليع ..
زادت العلاقة حدة وغيرة وشب الخلاف ..
هو يتهمها بالخيانة وهي تتهمه باللامبالة ..
انقلب الحب كرهاً وحقداً وفي لحظة غضب نشر الصور بين أصدقائه وتطور النقل إلى صفحات النت وجوالات الشباب.
والنهاية صور بعناوين أكثر وأكثر:
" فلانة بنت فلان "
" طالبة جامعة "
صور ... صور ... صور ... الخ
الخاتمة:
المحصلة فضيحة للبنات ..
قد تقع في يد أحد أهاليهم وعوضاً عن الستر قد تحصل كارثة تؤدي إلى عنوسة أو قصة تلتصق بهم إلى أمد الدهر وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى القتل هرباً من العار.
صور كثيرة وعناوين كثيرة وقصص عجيبة والنهاية حزينة لصاحبة الصورة وأكثر حزناً لأهلها.
رسالتي ليست لمن التقط هذه الصور ونشرها لأنه مجرد قذر لا تنفع معه نصيحة أو عبرة. وليست للبنات أو أهاليهم لأن أخذ الحيطة في هذه الصور واجب ولا يحتاج إلى تذكير أو نصيحة.
رسالتي لكل شخص وصلته هذه الصور بشكل أو آخر,
امسحها عوضاً عن نشرها,
استر عليهن بدل فضيحتهن,
لا تكن قاضياً فتحكم على شرفهن، ولا جلاداً فتنشر صورهن عقاباً وتأديباً.
نصحت الكثير من الشباب والبنات والجواب وإن اختلف فمضمونه واحد:
محد ضربهم على يدينهم وصوروا ..
قليلات حياء ويستاهلون ..
ما جابوا خبر الصور وتلقاهم مبسوطين مع هالشهرة ..
الصور أساساً منتشرة وموب ضارهم لو حطها واحد زيادة ..
المضمون هو نحن القضاة ونحن الجلادين، ولكن لا نملك دليلاً واحداً على هذا الحكم لتنفيذ أقبح عقاب.
رأيت الكثير من الشباب والبنات يستخدمن صور بعض البنات التي انتشرت
صورهم في النت كصورة شخصية أو توقيع له في المنتديات ..
وضعوها إعجاباً بصورتها ..
بجمالها ..
صورة لسعودية تقفز طيشاً في إحدى مباريات المنتخب السعودي ..
صورة لفتيات في سيارة يضحكن في طريقهن لحفلة أو زواج ..
صورة لامرأة مع زوجها ..
هل تعرفون ماذا حل بهم؟
أو هل هم أحياء؟
مجانين؟
محبوسين؟
طلقوا؟
ضربوا؟
ماذا حل بهن؟
أخي وأختي ..
لو مسحنا كل صورة وصلتنا عوضاً عن نشرها لسترنا على عائلة بأكملها ..
لو نصحنا صديقاً أو صديقة بنفس النصيحه فسوف نعمل فارقاً ..
نستطيع أن نغير الكثير ونستر على الكثير ..
إن بعض الظن إثم .. فلا تحكموا عليهن
« ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم »
ابتدئ بمسح كل صورة تصل إليك بدلاً من نقاش فساد المجتمع في المجالس.
هل تقبل أن تنتشر صورة لأهلك أو لزوجتك أو أختك بسبب قذر ساعده على نشرها الكثير بدون أن يعلموا ..
لسانك لا تذكر به عورات الناس
فكلك عورات وللناس ألسن
أرجو أن تكون رسالتي واضحة على عكس كلماتي المبعثرة ..
من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة
منقووول
مواقع النشر