[align=center]




المستمع إلى قصصهن وتجاربهن يدرك مدى المشكلة التي يعانيها الأهل مع أولادهم المراهقين في مجال القراءة.

مداخلاتهن التي جاءت تفاعلاً مع محاضرة الدكتورة وفاء السبيل عن المراهق والقراءة عكست حاجتهن إلى النقاش حول هذا الموضوع مع المختصين والمختصات والاستفادة من تجاربهن الحياتية والثقافية.

قاعة مكتبة الملك عبد العزيز العامة القاطنة بقرب مكتبة الطفل عودتنا على إلقاء المحاضرات التي تناقش أهمية الكتاب والقراءة أو القراءة في كتاب ما.، وضمن هذا الإطار ألقت الدكتورة وفاء إبراهيم السبيل محاضرتها التي تحدثت فيها عن أهمية وجود الكتاب في المنزل مبينة أنه المكون الأساسي لتأسيس بيئة منزلية غنية بالثقافة والنمو اللغوي والقراءة عادة ومهارة مهمة يجب على الآباء والأمهات أن يشجعوا أبناءهم على اكتسابها وممارستها.

وأشارت "السبيل" إلى أن الشخص الذي يقرأ باستمرار في الغالب يتحقق له كل من هذه الأمور:

- يكمل تعليمه حتى المرحلة الجامعية.

- يحصل على فرص عمل أفضل ودخل أعلى؛ لأن القارئ يرتقي ويكون أكثر مهارة وهذا ما يتطلبه أي عمل.

وأكدت "السبيل" على قاعدة مهمة وصلت إليها من خلال تجاربها التربوية أنه ليس سهلاً أن نجعل مراهقنا يقرأ، وأنه يصعب توجيه المراهق للقراءة فهو ليس كطفل الثلاث سنوات الذي يبحث عن اهتمام والديه الذي يجده من خلال قراءتهم له.

خصائص المراهق:

دعت الدكتورة وفاء السبيل إلى التعرف أولاً على خصائص المراهق قبل بحث قضيته مع القراءة؛ لأنها تساعدنا في التعرف عليه أكثر وكيفية التعامل معه.

- يتجه نحو الاستقلالية: الاستقلالية بالنسبة للمراهق تعني تأسيس الهوية والتحول بكل الطرق إلى شخصية مستقلة منفصلة.

- إحساس قوي بالذات والهوية.

- اختبار لخبراته الداخلية.

- زيادة في الاستقرار العاطفي.

- زيادة في الاهتمام بالآخرين.

- زيادة في الاعتماد على النفس.

- القدرة على نقد الأفكار.

ودعت "السبيل"لمساعدة الإبن المراهق أو الإبنة في طريقهما نحو الاستقلالية وأن نكون عوناً لهم ليكون مستقلين وليس الوقوف بوجههم.

ويكون ذلك بـ:

- منحهم خيارات مستقلة: كأن يترك الخيار للمراهق في أمور معينة (ماذا يلبس، متى وكيف يقص شعره، متى يذاكر دروسه ويحل واجباته، كيف يصرف ماله، من يدعو من أصدقائه).

- منحه صوتاً في القرارات الأسرية؛ إذ أن المراهق يرغب في اتخاذ القرارات العائلية .

- تركه يعبر عن رأيه وإن لم يأخذ به.

وتؤكد "السبيل" أنه إذا قمنا بهذه الخطوات سنفوز بثقة اولادنا المراهقين ودعهم لقراراتنا.

القيم الخلقية للمراهق:

- لديه قدرة عالية على وضع الأهداف إذ لدى المراهق القدرة على تحديد ما يريد.

- الاهتمام بالتفكير والتساؤلات الخلقية (الإيمان- الأخلاق- المثل العليا) ويتطلع إلى المثاليات إذ أنه في هذه المرحلة يشعر بإحساس ديني عالي.

- قدرة على التبصر بالأمور.

ثورة المراهق:

تؤكد "السبيل" على أن ثورة المراهق هي عرف شائع في المجتمع، طارحة تساؤلها:" ولكن هل يصعب التعايش مع هذه الثورة وهذا التمرد؟

تنصح "السبيل" الآباء والأمهات أن يأخذوا الأمور بهدوء وأريحية وألا يشعروا بالقلق الشديد على أبنائهم ومستقبلهم، وألا يقلقوا من اختياراتهم التي قد تكون غير صحيحة؛ لأنه غالباً ما يتمسك المراهقون بأمور ثم يتركونها خاصة إذا لم يجدوا منّا الإصرار على تركها.

نظرة المراهق لنفسه:

تؤكد الدكتورة وفاء السبيل على أن نظرة المراهق لذاته من الأشياء الهامة؛ إذ يقصد بها مدى تقديره لذاته وتقييمه لها مبينة أن هذه النظرة تتكون منذ سن الطفولة (في السنوات الست الأولى) وهي التي تحدد إما أن يفخر بذاته أو يخجل منها.

ويتأثر ذلك بعدة عوامل:

عدم الواقعية: فالمراهق غير واقعي بنظرته لذاته يكبر ويضخم بعض الأمور.

تتأثر نظرة المراهق لنفسه بنظرته لجسده وشكله الخارجي.

تنحدر ثقته بنفسه في حالات الضعف الدراسي.



كيف نساعد المراهق ليستعيد ثقته بنفسه؟

تجيب ""السبيل" على هذا التساؤل: يمكن للوالدين أن يساعدا المراهق في استعادة ثقته بنفسه التي قد تهتز في فترة المراهقة عبر:

- مساعدته في اكتساب الخبرات لما لها من أثر إيجابي في رؤيته لذاته.

- المشاركة بالأنشطة المختلفة لجعله يثق بنفسه وخاصة الأنشطة الرياضية التي تساعد على صرف طاقاتهم من جهة وتعزز ثقتهم بأنفسهم.

- تشجيعهم على الخوض في تحديات جديدة من خلال اشراكهم في العمل والانتاج مع الأسرة لتحقيق النجاح وسطها ومعها.

- مساعدتهم على النجاح في دراستهم.

خطط وتكتيكات لتحويل المراهق إلى قارئ:

دعت الدكتورة وفاء السبيل إلى اهتمام الأهل بالقراءة اهتمامهم بأكل الطفل وملبسه وطريقة حياته حتى تكون القراءة نمط في حياتهم، وهذا ما نفتقده كثير من الأمهات.

ولكنها اكدت أنه إذا بذلت الأم كل جهودها فلا تلقي باللوم على نفسها إن رأت أولادها في إحدى مراحل حياتهم لا يقرؤون؛ لأن الشاهد أنهم عندما يكبرون سيعودون إلى القراءة وربما بشغف أيضاً، ومن المهم أن لا تلاحق الأم ابنها المراهق بكلمة اقرأ لأن المراهق إذ أصررت عليه عمل عكسه.

وذكرت "السبيل" عدة خطوات وتكتيكات لتحويل المراهق إلى قارئ منها:

1- أنت القدوة وهذا العنصر يعتبر الأهم على كل الأصعدة في علاقتك مع أبناءك، فإذا لم يرك تقرئين لن يقرأ، وإذا كان نمط البيت لا يشجع على القراءة كوجود مكتبة وكتب لن يقرأ وكل هذا لن يكون بيوم أو يومين، إنما يجب أن يكون الكتاب جزء من حياتك، وأن يكون في البيت كل مصادر الثقافة من كتب ومجلات.

2- اقرأ للمتعة ودعيه يرى الاستماع وأنت تقرأين، أي أظهري للمراهق أن القراءة تمتعك بدلاً من أن تقولي له ذلك، فإذا رآك مستمتعة اكتشف أن الكتاب مصدر متعة وتسلية، عندها سيصدقك المراهق لأنه يرى سلوكك وبالتالي سيحاول أن يجرب ما رآه منك.

3- وفري في المكتبة كتب تثير اهتمام المراهق إذا لم يكن في منزلك كتب تهم المراهق فهذا يعني أنك لا تمنحيه خياراً وهنا أدعوك لأن تذهبي إلى أقرب مكتبة لشرتء الكتب التي توافق هوياته (سيارات –هواية رياضية) وهنا أشير إلى أن بعض الأمهات يقلقون من كون مثل هذه الكتب لاتحقق الفائدة المرجوة، ولكن تعتبر السبيل لتحبيب المراهق وجذبه إلى القراءة.

4- اشتركي في مجلات ذات موضوع يهم المراهق وهي وجبة خفيفة ؛إذ أن المجلة متنوعة ومقالاتها قصيرة ومتجددة في كل عدد وهنا أنا أعرض ابني لمتعة القراءة خاصة للمراهق الذي ينصرف عن القراءة.

5- شاركي أو ابدئي بجماعة للقراءة سواء من أفراد الأسرة ذاتها أو مع الأقارب والصدقاء وهذا فيه تشجيع على النقاش والتنافس على القراءة وهو نشاط اجتماعي فيه متعة ودفع للقراءة.

6- امنحي ابنك فرصة وامضي وقتك مع مراهقك في رحلة إلى المكتبة واشربي معه كوباً من القهوة والشاي سيربط هذه التجربة بمشاعر جميلة تجعله يحب أجواء المكتبة والكتب.

7- دعيه يذهب إلى المكتبة ويختار منها ما يريد، فعندما يختار الكتاب بنفسه سيكون لديه الحافز لقراءته.

8- اجعلي بيتك غنياً بالثقافة وتوفير الكتب والمجلات والجرائد بمتناول الأيدي.

9- شجعي النقاش مع مراهقك مع الاهتمام بضوابط الحوار ومنها:

· لا تتفاعلي معه بطريقة (تقيم وتوجيه).

· حاولي أن تجعلي في الحوار ندية وتساوي هذا يجعل المراهق يتفاعل معك أكثر.

10- من الأفكار المهمة التي تشجع المراهق على القراءة تخصيص مكتبة شخصية له، أو ركن خاص مريح وجميل للقراءة غير ذاك المخصص للدراسة، ويمكن للمراهق أن يضع فيه الكتب التي توافق اهتماماته أو التي اختارها في المكتبة.


نقاط هامة حول المكتبة الشخصية:

- ما هو أفضل مكان يمكن أن نخصصه للمكتبة

غرفة المعيشة.

- ما هو حجم المكتبة المنزلية؟

لايوجد حجم محدد، المهم أن تكون المكتبة متنوعة وثرية في محتواها.

- كيف نعرض الكتب؟

بطريقة يسهل استعمالها ومن الأفضل وضع الكتب ذات الموضوعات المتشابهة بجانب بعضها.

- ما ذا تضم؟

من الكتب المهمة لاتي يجب أن تكون موجوة في المكتبة الشخصية:

- اللغة (معجم باللغة العربية) ومعجم باللغات الأخرى التي يستخدمها أبناؤنا.

- تفسير القرآن الكريم.

- موسوعات علمية (كالموسوعة العربية العالمية (30) جزء أو (موسوعة صغارنا) (3 أجزاء).


أبناؤنا والقراءة وسط التلفاز والانترنت

طرحت الدكتورة "السبيل" تساؤلاً: هل نستطيع أن نجعل أبنائنا وبناتنا يقرؤون إذا كان التلفاز مفتوح والانترنت متاح والألعاب الالكترونية متوفرة؟

ترى "السبيل" أنه لابد من تقنين وضبط استخدام هذه الأدوات وأن يتم المر تدريجياً ومشاركة المراهق في تبيان المشكلة مناستخدام مثل هذه الأدوات على حساب القراءة وأشياء أخرى مفيدة والبحث معه عن حلول ترضينا وترضيه.

وأشارت إحدى الحاضرات مؤيدة كلام الدكتورة وفاء أن بيل غيتس صاحب شركة ما يكروسفت حدد لابنته 45 دقيقة فقط للعمل على الانترنت.

وعن التحديات التي تواجهنا في اختيار الكتاب المناسب للمراهق تقول السبيل:" نحن أمام معضلة كبرى فالكتب الموجهة للمراهق قليلة جداً، وبالمقابل تكثر الروايات المسلية فيما توجد العديد من الكتب باللغة الانجليزية الموجهة للقراء اليافعين

ونحن مضطرون حول ذلك من أن ننقلهم إلى عالم الكبار.. كما أكدت على أن من الكتب المفيدة والتي تجذب المراهق للقراءة وقد تكون مناسبة لعمره كتب تطوير الذات.

[/align]