قال تعالى " كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "
" تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا "
فالقرآن هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم..
لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء.. ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا..
قال تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
أيها الأحباب الكرام..
اسمعوا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم يقص رؤياه على صحابته بل على أمته فيقول في جزء من حديث رواه الامام البخاري:
" فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع واذا آخر قائم عليه بصخرة واذا هوى يهوى بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع الى الرجل حتى يصبح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل فى المرة الأولى…..
وذكر فى آخر الحديث… أما هذا الرجل فهو الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة.."
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " يمثل القرآن يوم القيامة فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره فيمثل له خصما فيقول يارب حملته اياي فبئس الحامل تعد حدودي وضيع فرائضى وركب معصيتى وترك طاعتى .. فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال شأنك به ..فيأخذ ببيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار "
فيا من كان القرآن خصمه .. كيف ترجوا ممن جعلته خصمك الشفاعه؟
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه يوم القيامه..
ألم تعلـموا أيها الأحــبه :
أنه يقال لقارئ القرآن يوم القيامه اقرأ ورتل وارتقى كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.
فعلينا جميعا أن نعمل بما فيه فنحل حلاله ونحرم حرامه ونحكمه فى كل حياتنا..
فالقرآن لم ينزل لعمل الأحجبة ولا يكون بضاعة للموتى ولكن لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين.
لذا كان القرآن الكريم في حياة سلفنا الصالح كالماء والهواء بالنسبة لحياتهم يعملون بما فيه ويتخلقون به.
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:
وينبغى لحامل القرآن أن يعرف بليله اذ الناس نائمون وبنهاره اذ الناس مفطرون وبحزنه اذ الناس يفرحون وببكائه اذ الناس يضحكون وبصمته اذ الناس يخوضون وبخشوعه اذ الناس يختالون "
وهذا عمر بن الخطاب لما سمع قول الله تعالى " ان عذاب ربك لواقع " فمرض فيها يعوده الناس لا يدرون سبب مرضه ...مرض رضى الله عنه من سماع ايه ومنهم من مات من سماع ايه.. عاشوا القرآن بقلوبهم بل كانوا لا يملون من قراءته ليل نهار فمنهم من كان يختم القران في رمضان ستين مره ومنهم من كان يختمه في اليوم مرة ومنهم كل ثلاث ...
فيا أيها الأحبه : حامل القرآن حامل راية الإسلام لاينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغوا تعظيما لحق القرآن.
أيها الأحبه
لقد وقعنا تحت شكوى النبي صلي الله عليه وسلم ..قال تعالى" وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "وانا لله وانا اليه راجعون ..
اللهم ذكرنا من القرآن مانسينا وعلمنا منه ما جهلنا..
وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا .
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
مواقع النشر