بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس أحبوا أوطانكم
والآن بعد أن عبرنا بطرقنا عن حبنا في اليوم الوطني...
بعد أن استمتعنا بالإحتفالات الصاخبة..
بعد أن أشعلنا المفرقعات ( الطراطيع ) .... أغلقنا المنافذ والطرقات.. رقصنا وغنينا ... صرخنا وهتفنا .... ثم تشاجرنا حتى استنفرنا رجال الشرطة ليفضوا الإشتباكات ... بعد كل هذه الأحداث المثيرة يبدو وكأن أوطاننا قد نالت من ( الحب ) ما يكفيها حتى الموعد القادم ...
تأملوا معي المشهد ..
رهط من الشباب تجمعوا في منتزه عام جاعلين من سياراتهم حلقة أو قل حلبة يقفون في وسطها يرقصون ... أحدهم يرتدي قبعة ( كاو بوي ) وكرفتة وبنطالا يكاد يسقط من على وسطه ( من شدة النط والتمايل )
والآخر قد اعتنى بشعره فرباه ونشّأة تنشئة عظيمة لأيام عظيمة فيصبغه بالأخضر( في اليوم الوطني ) أو الأحمر ( إن فاز مانشستر يونايتد ) أو الأزرق ( إن فاز الهلال )
والثالث والرابع والخامس و.... و.... و...
أما البنات .... فإن كنت تعد ما وصف به الشباب عيباً فعده كذلك عند الشابات اللطيفات ...
إخواني ... إن أوطاننا بحاجة لنا عونا وسندا خصوصاً في مثل هذه الأوقات العصيبة فالأخطار تحدق بنا من كل الجهات من الداخل والخارج على السواء ...
لنصدق مع الله ثم مع أنفسنا ...
إن المعلم الذي يضطهد طلابه ويشغل حصته بالحكايات لا يحب وطنه وإن غنى له ورقص
والممرض ( اللي ما يعرف يعطي إبرة ) وما اتخذ التمريض مهنة إلا بسبب الراتب هو أيضا لا يحب وطنه وإن ادعى
والمدير ( اللي ما يدري وين الله حاطه وشغّال بالمناقصات نصب واحتيال) بالتأكيد لا يحب وطنه ..
(( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ))
إن الوطن في الحقيقة ليس بحاجة إلى الكسول الخمول الذي يصيح في أستاذه آخر العام ( يا دكتور المنهج طويل احذف نصه ) أو يشتري ( التفريغ ) ليحفظه عن ظهر قلب فينجح (وماهمه إلا الشهادة)
إنه ليس بحاجة إلى سيئ الخلق .. أو المنافق الذي يكيل المدح لمديره أو أستاذه إن أصاب أو أخطأ..
إنه ليس بحاجة إلى مسلسلات وتمثيليات ومباريات لكرة القدم ..
إن أوطاننا بحاجة لمن يرعى الأمانة ويصونها (( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )) فذلك من يحب وطنه بحق
إنها بحاجة إلى من يحنو على الفقير والمسكين والضعيف فيها (( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )) فذلك من يحب وطنه بحق
إن أوطاننا بحاجة لمن يعلي من شأنها في المحافل العلمية والتقنية إنها بحاجة إلى علماء وأطباء , مهندسين , ومعلمين أوفياء ...
اخواتي إن من لايخاف الله ويتقه لايمكن بحال من الأحوال أن يكون صادقا في حبه لوطنه وإن ادعى من الحب ما ادعى
وأخيراً أعتذر عن الإطالة وأتمنى أن تجد نصيحتي قلبا يعيها وينتفع بها لينفع بها أمته من ورائه ... أيها الناس أحبوا أوطانكم
مواقع النشر