كل ما يجب ان تعرفه عن الكولسترولنبذة عن الكوليسترول:
بمناسبة شهر التوعية بالكولسترول
يعد ارتفاع مستوي الكوليسترول أحد الأسباب الرئيسية وراء العديد من الأمراض المزمنة الحديثة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ، تصلّب الشّرايين والسكتات الدماغية. الكولسترول هو نوع من انواع الدهون وهو يتصف بأنه مادة شمعية لينة مهمة لأداء بعض التفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
يشارك الكوليسترول في تكوين الهرمونات وبعض الفيتامينات ولا يمكن تكوينها بدونه، وعلي الرغم من الدور الذي يلعبه الكوليسترول في تكوين هذه المواد، فإن ارتفاع مستوياته عن الطبيعي يترتب عليه الكثير من الاَثار الضارة. لذلك ينصح دائماً بالتوازن وعدم الإفراط في استهلاك الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الكوليسترول.
من المصادر الرئيسية للكوليسترول هي البيض، والكبد، واللحوم، والمخ، و بعض المأكولات البحرية كالمحار.
ينتقل الكوليسترول خلال مجري الدم محملا ًعلي نوع من البروتينات تسمي الدهون البروتينية. هناك خمسة أنواع من هذه الدهون البروتينية من أهمها: الدهون البروتينية ذات الكثافـة العالية، الدهون البروتينية ذات الكثافـة المنخفضة، والدهون البروتينية ذات الكثافـة شديدة الإنخفاض.
1- الدهون البروتينية ذات الكثافـة العالية(HDL)
يطلق عليها ايضاً (الكوليسترول الحميد /النافع) نظراً لمدي قيمته في الحماية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية، وإنخفاض مستوياته يزيد من خطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين.
2- الدهون البروتينية ذات الكثافـة المنخفــضة (LDL)
تعرف هذه الدهون "بالكوليسترول الضار"، لأنها تُظهٍرمدي زيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين. تترسب هذه الدهون علي جدران الشرايين فيؤدي ترسبها الي تصلب وضيق الشرايين.
3- الدهون البروتينية ذات الكثافـة شديدة الانخفاض(VLDL)
هذا النوع من الدهون البروتينية يفرز من الكبد ثم يتحول الي دهون بروتينية ذات كثافة منخفضة في الدم و يتمثل دورها في حمل الكوليسترول والدهون الثلاثية.
تؤثر مجالات الحياة علي مستوي الكوليسترول في الدم سواء الكوليسترول النافع/الضار. فالبدانة و قلة ممارسة الرياضة تقلل من مستويات الدهون البروتينية ذات الكثافة العالية المفيدة، وتزيد من مستويات الدهون البروتينية ذات الكثافة المنخفضة الضارة.
بعض الحقائق:
· يحتاج الرجال الذين تجاوزوا 35عاماً والسيدات فوق 45 عاماً الي فحص روتيني لإرتفاع الكوليسترول في الدم (مستويات الكوليسترول في الدم يجب ان لا تتعدي 240
ملليجرام/ ديسيلتر) من أجل منع مضاعفات ارتفاع الكولسترول في وقت مبكر.
· يعاني واحد من كل 6 أشخاص بالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع الكوليسترول بنسبة 16,3% من سكان الولايات المتحدة. هذه النسبة هي ضعف ما كانت عليه منذ
50عاماً، وذكر مركز السيطرة علي الامراض والوقاية منها (CDC) ان 75% من الأمريكيين قد قاموا بفحص مستوي الكوليسترول لديهم خلال الخمس سنوات السابقة.
· إن نسبة الإصابة بإرتفاع مستوي الكوليسترول في الدم تكون أعلي عند الرجال مقارنتاً بالنساء اللاتي تقل اعمارهن عن 55عاماً. بينما ترتفع النسبة عند النساء اللاتي تتجاوز
أعمارهن 55عاماً لتصبح اعلي من الرجال في نفس الفئة العمرية.
. إن الكثير من العوامل يمكن ان تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خصوصاً مع إرتفاع مستوي الكوليسترول، من ضمن هذه العوامل:
· السمنة
· قلة ممارسة التمارين الرياضية
· التدخين
· مرض السكر
· مرض الضغط
· العصبية والتوتر
· العوامل الوراثية
· التقدم في العمر
الأعراض :
إن الكوليسترول يؤثر و يتأثر بمجموعة من الأمراض التي تتميز بأعراض مختلفة، و قد تظهر بسبب الكوليسترول ترسبات دهنية صفراء علي الشرايين تسبب إنسداد الشرايين التي تضخ الدم الي جميع أنحاء الجسم. هذه الأعراض تتحدد بناء علي الجزء من الجسم الذي يتغذي بهذا الشريان المسدود.
القلب :اذا تأثرت الشرايين المغذية للقلب نتيجة الكوليسترول فإن الأعراض المصاحبة تكون عبارة عن ألم في الصدر، سهولة التعب، ضيق التنفس، و يمكن في حالة الانسداد المفاجئ في الشريان التاجي ان يصاب الانسان بأزمة قلبية.
المخ: اذا تاثر الشريان المغذي للمخ فإنه قد يسبب الدوخة، عمى مؤقت، صعوبة في الكلام و الحركة في جانب واحد من الجسم .
العين: في حالة تأثر الشريان المغذي للعين نتيجة ارتفاع الكوليسترول يمكن ان يصاب المريض بفقدان بصري عابر في أحد العينين .
يوجد احد اشكال مرض ارتفاع الكوليسترول يسمي بارتفاع الكوليسترول العائلي و تظهر أعراضه علي شكل بقع دهنية صفراء تحت جفن العين، و علي الجلد، و ظهور لون رمادي في قرنية العين، وخطوط مائلة صفراء في الأطراف و خاصة الاصابع.
العلاج
إن علاج الكوليسترول في الدم هو مزيج من استخدام الأدوية و تغيير نمط الحياة، بمعني ان الأدوية لاتكفي وحدها لعلاج هذا المرض و لذك لابد من احداث تغييرات في اسلوب/نمط الحياة مثل:
· ممارسة التمارين الرياضية
· الإقلاع عن التدخين
· ان تكون في نطاق الوزن الصحي
· الإلتزام بنظام غذائي صحي يحتوي علي مستوي منخفض من الدهون المشبعة
هناك العديد من الأدوية المختلفة التي تستخدم في علاج أوالسيطرة علي إرتفاع الكوليسترول، وهي تختلف من حالة لحالة كلٍ علي حدة. يجب ايضاً الأخذ في الإعتبار بالاَثارالجانبية لهذه الأدوية و التي منها:
1- ستاتينز ( Statins):
تعتبر هي من أكثر الأدوية الموصي بها في علاج إرتفاع الكوليسترول، ولها مهام اخري في الحماية من أمراض قصور الشريان التاجي. لذا يفضل هذا النوع من الأدوية مع المرضي الذين يعانون من خطر الإصابة بأمراض القلب و الاوعية الدموية وتشمل أدوية ستاتينز: 123
§ سيمفاستاتين (زوكور) (Zocor) (simvastatin).
§ برافاستاتين (برافاتشول)( ) (Pravachol pravastatin).
§ اتورفاستين(ليبيتور) Lipitor)) (atorvastin).
2- مثبطات إمتصاص الكولسترول (Cholesterol absorption inhibitors):
هذا النوع من الأدوية يقلل من امتصاص الكوليسترول من الأمعاء الدقيقة و تظهر هذه المثبطات في ادوية مثل زيتيا ازتيمبي (zetia ezetimibe).
3- أدوية تساعد علي عدم إعادة امتصاص الأحماض الصفراوية (Bile-acid-binding resins)
هذا النوع من الأدوية يشجع الكبد علي استخدام الكولسترول الفائض في انتاج الأحماض الصفراوية . توجد في الأدوية مثل كولستيرامين(كويستران,بريفاليت )cholestyramin (prevalite، questran).
يمكن استخدام الأدوية المذكورة أعلاه منفردة أو كمجموعة مع بعضها البعض. على سبيل المثال يمكن استخدام المواد المثبطة للكوليسترول مع ستاتينز(سيمفاستاتين- ازتيمبي zetia ezetimibe - imvastatins )تحت مسمي (Vytorin)- (فيتورين).
الخاتمة:
يسبب مرض إرتفاع الكوليسترول في الدم اَثار خطيرة علي المدي البعيد، حيث يتوفي 800 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الأمراض المزمنة الناجمة عن إرتفاع مستوي الكوليسترول في الدم .لذلك من المهم جداً ان تحافظ علي فحص مستوي الكوليسترول لديك بصفة دورية، ومن الأفضل ايضاً ان يكون مستوي الكوليسترول اقل من 200 ملليجرام /ديسيلتر. اتباع حمية مناسبة مع الحفاظ علي ممارسة التمارين الرياضية تعتبر أفضل الطرق للوقاية من إرتفاع مستوي الكوليسترول في الدم والأمراض المصاحبة له.
مواقع النشر