وجهت أزمة اللاجئين السوريين أنظار العالم الأوروبي إلى ناحية المسلمين في أوروبا، و زادت من نسبة العداء تجاه المسلمين في أوروبا خاصة، و نشرت قناة “ناشيونال جيو غرافيك” تقريرا عرضت فيه الزواج التقليدي لمسلمين في قرية ريبنوفو في بلغاريا لتؤكد أن المجتمعات المسلمة هي جزء أساسي في القارة منذ عصور طويلة.


سقالات خشبية و غرفة نوم في الخارج


و في هذه القرية البعيدة مازال المسلمون “السلافيك” و هم السكان المحليين إضافة إلى قرية أخرى في البلد على تقاليد الاحتفال بالزواج الذي يتم في فصل الشتاء و هو بالنسبة لهم فصل الزواج التقليدي. حيث تستمر الاحتفالات لمدة يومين كاملين كل سبت و أحد ففي آخر كل أسبوع في ريبنوفو لا بد أن تجد السكان في هذه القرية يرقصون و يتناولون الولائم و يقومون ببناء غرف النوم بشكل متقن و جميل للاحتفال بالعرسان الجدد.




فيتم وضع غرف النوم خارج بيت الأسرة في بداية الصباح من يوم السبت في تقليد يوضح للأقارب و الجيران و المعارف كيف ستكون عليه الحياة الزوجية الجديدة بين الزوجين و من اجل التباهي بالغرفة المتقنة و الكبيرة التي جهزت لهما. و في وقت قصير يصل الضيوف و في أيديهم الهدايا التي يضعونها خارج منزل العروسين، حيث تجهز سقالات خشبية في خارج المنزل، و يقوم الناس بتعليق هداياهم من البطانيات و السجاد و البسط التي تكون بعضهما مصنوعة بطريقة حرفية يدوية، كهدية للعروسان لبيتهما الجديد.


يوم السبت عند أهل العروس


و يرجع سبب القيام بهذه الطقوس هو مشاركة الناس المحليين فيما بينهم، حيث أن بناء السقالات يحتاج إلى 10 إلى 15 رجلا، بما في ذلك تركيب غرفة النوم خارج المنزل ثم تفكيكه بعد نهاية الحفل، إجمالا يحتاج العرس إلى مجهود نحو 60 رجلا. و بعد الظهر من يوم السبت تستقبل عائلة العروس الاحتفال ، فيأكل الناس و يقومون بتعليق المال على ملابس العروسين، و يرقصون في مجموعات رقصا تقليديا في ساحة القرية، و فيما بعد تجتمع العروس و صديقاتها و قريباتها من أجل رسم الحناء على أيديهن.


يوم الأحد عند أهل العريس


و في اليوم التالي و هو يوم الأحد يتكرر الاحتفال مرة أخرى، تنصب غرفة النوم و تصل الهدايا، أما عائلة العريس فتستقبل الحفل بعد الظهر. و في تلك الليلة تكون العروس بيدين مخضبتين بالحناء كما أن وجهها يكون مطليا كذلك، حيث تقوم صديقاتها بتزيينه بطلاء أبيض مخصص لذلك و مجوهرات صغيرة، و هو الطقس الذي يسمى “غيلينا” و الذي يستمر لعدة ساعات. بعد هذا الطقس ترفع قدمي العروس من على الأرض و تغمض عينيها لتغادر بين والدها، و هو ما يعني أن هذه الفتاة لن تعود للعيش في هذا المنزل فيما بعد.


بيت الزوجية


في الخارج تجد حشدا من الناس و من ضمنهم العريس، تقف العروس قرب العريس و يستلمون الهدايا و يلتقطون الصور، في حين تبقى العروس مغمضة العينين، كما يمكن أن يحضر الإمام الذي يقوم بالدعاء لهما. ثم تذهب العروس على قدميها إلى بيت الزوجية مهما كانت المسافة بينهما، التي من الممكن أن تكون قصيرة أو طويلة جدا. عندما يصل العريس و العروس لبيتهما تلحق العائلة بالعروسين إلى غرفة نومهما، حيث يرفع العريس الحجاب الأحمر عن وجه زوجته فيغادر الجميع ليتركوهما لمدة ثلاثة أيام كاملة.


هذه العروس كانت تبلغ 17 عاما و تدعى فكرية و قد انتهى الزفاف بفتح عيناها المغمضتين في بيت زوجها و ما زال وجهها مطليا بالأبيض و مزينا بالترتر اللامع. صحيح أنهما يعيشان في نهاية العالم لكنهما متمسكين بالتقاليد التي ظلت باقية بين الأقلية المسلمة في وسط تسكنه أغلبية مسيحية. مازالت قريبة ريبنوفو النائية عند سفح جبل ثلجي في جنوب غرب بلغاريا تمارس الزواج بتقاليده الشتوية المعتادة.