"هل ما أقوم به على المستوى المطلوب؟" مسألة تقلق الرجل اليوم، فمعايير الرجولة لم تعد تقتصر على الشهامة والصدق والكرم وغيرها من المبادئ... ولم يعد نجاح الرجل في حياته المهنية كافياً ليرضى عن نفسه أيضاً بل ظهرت مع مجتمعنا الاستهلاكي شروط جديدة مثل "يجب أن تدوم العلاقة الحميمة لوقت طويل" و "يجب أن نستمتع معاً" و يجب ويجب... بالإضافة إلى أسئلة كثيرة مثل "هل أمارس العلاقة الحميمة بما يكفي؟" و"هل أمتع شريكتي؟" كل ذلك ولّد عند الرجال قلقاً كبيراً جعلهم يدخلون في حلقة مفرغة من الرغبة في تحقيق الإنجازات وما يولده ذلك من قلق يؤثر على القدرات الجنسية. لكن ما هي أبرز مخاوف الرجال:
إمتاع الشريكة
المشكلة أن الرجولة في عصرنا الحالي أصبحت مرادفاً لإشباع متطلبات المرأة والنشوة الأنثوية. وأصبحت مشكلة الرجل في عدد مرات الممارسة أو طول مدة العلاقة الحميمة بالإضافة إلى تحقيق جهوزية سريعة والحفاظ عليها لمدة طويلة. وهذا ما يتطلب جهداً وثقافة جنسية معينة عند الرجل. فالمرأة اليوم باتت تسأل عن حقها في الاستمتاع ولم تعد تقبل أن تكون مجرّد "غرض جنسي". والكثير من الرجال يحاولون ملاحظة رد فعل شريكتهم خوفاً من عدم إرضائها أو أن لا يكونوا على المستوى المطلوب والخوف من خسارة الشريكة إن لم يستجب الرجل لحاجاتها الجنسية
الأفلام الإباحية
ترتكز مخيّلة الشبان على المشاهد التي تقدّمها الأفلام الإباحية والتي تتضمّن علاقات جنسية من دون أي مشاعر وتصوّر العلاقة الحميمة بمشاهد غير واقعية، والمشكلة أن التربية الجنسية معدومة في مجتمعاتنا وما يقدَّم في المدارس لا يتعدى الوظيفة الإنجابية، لذلك تشكل هذه الأفلام المصدر الرئيسي لثقافة الشبّان الجنسية.
تأثير المرأة على الرجل
الرجل في السابق لم يكن يقيّم أداءه الجنسي لأن المرأة لم تكن مخوّلة أن تصدر عليه الأحكام في هذا المجال.. كما نلاحظ التشجيع الكبير الذي تلقاه المرأة للتعبير عن رغباتها وخيباتها أيضاً. الضغط إذاً يكون كبيراً جداً على الرجال الذين أصبحوا مجبرين على إرضاء شريكاتهم. وحتى لو سامحته المرأة على بعض الهفوات الجنسية فهو لن يسامح نفسه أو ينسى ذلك.
أسطورة الفحولة الجنسية
من الأمور التي يمكن أن تسمّم الحياة الجنسية، استمرار بعض الأفكار الموروثة، ومن أكثرها شيوعاً تلك التي تؤكد أن القدرة على إمتاع الشريكة لها علاقة بقياس العضو. هذا الاعتقاد ليس بجديد فمنذ زمن بعيد كان العضو الكبير رمزاً للذكورة، وعزّزت هذا الوهم في عصرنا الحاضر الأفلام الإباحية.
مواقع النشر