الصبر يعد من الكلمات التي لا مثيل لها في الحياة من جمال ، حيث أنه من غير صبر لا يسعد الإنسان بما قد أتاه من أشياء بعد تجربة الصبر أولاً ، حيث أن الصبر هو ذلك الدواء الذي يقوم بمواساة الإنسان عن الأحزان ويقوم على مواساة النفس البشرية على أن تصبر لحكم ربها وقضاه ليعوضها الله عز وجل بأجمل ما كانت تتمنى حيث قول الله تعالى ( الصابرين إن صبروا ) حيث أن الصبر هو الهدية الربانية التي أرسلها الله عز وجل لعبده ليعطيه بها الثواب و الخير و البشارة ، حيث أن مفهوم الصبر هو ذلك المفهوم الذي يعني منع النفس و حبسها عندما ما تشتهيه أي أنه هو التحمل و القوة في المنع للنفس عن ما تريده من أشياء .


أنواع الصبر :- حيث أن للصبر العديد من الأنواع ومنها :–


أولاً :- الصبر على أشتهاء النفس :- حيث أن النفس البشرية غالباً ما تشتهي أشياء كثيرة ، حيث أنها نفساً أمارة بالسوء و بالأخص فيما يخص الرغبات و الشهوات الإنسانية كالزنا و شرب الخمر و الربا و الظلم و حب المال و غيرها من الشهوات الإنسانية ، حيث أنه عندما ينجح الإنسان من كبح زمام النفس و مسكها من تلك السهوات و الرغبات للبعد عن الخطايا و الذنوب فإن بذلك قد أستخدم و علم نفسه الصبر و علم نفسه الشدة و القوة وجزاه الله خيراً على صبره و عوضه في الخير عن ما تركه في الشر أو في الذنب .


ثانياً :- صبر الإنسان على ما يبغضه :- يوجد الكثير بل العديد من الأشياء المحيطة بالإنسان هو يكرهها و لا يجبها سواء كانت تلك الأشياء في أشخاص أو في عمله أو في بيته ، حيث أن الصبر في هذه الأمور هو شيء عظيم حيث من الممكن أن يكون في هؤلاء الأشخاص الكثير من العيوب مثل الكذب أو النفاق أو حب النفس ، و على الرغم من ذلك يصبر الإنسان عليها بل أنه يقوم بنصحهم و إرشادهم إلى تركها و الصبر عليهم .


ثالثاً :- الصبر على المصائب :– كم من الناس مرارة ذاق مرارة المصائب و ألامها و أوجاعها على نفس الإنسان مثل أن يموت والدي الإنسان أو أن يفشل في دراسته أو أن يضيق عليه الحال مادياً بعد يسر أو أن تتراكم عليه الديون أون أن يناله من الناس الكلام السيئ و غيرها من الأمور المؤلمة و السيئة على النفس البشرية ، حيث تتسبب في ألامها و جرحها و لكن يصبر الإنسان عليها و تحسبه لله و علم بأن من أعطى و أخذ و قدر هو الله عز وجل و صبر فإن الله سوف يجازيه بالخير و العوض الكريم .


رابعاً :- الصبر على الطاعات :– حيث يجب على الإنسان أن يصبر على أداء الطاعات ، حيث أن جميعنا نفعل الخير و نسامح من أساء إلينا و نصل الرحم حتى إلى من لا يقوم بصلته ، حيث أن ذلك هو نوع من أنواع الصبر لله و تنفيذ أومراه ، على الرغم من مخالفة البعض من حولنا لا و أمره من ناحيتنا ، حيث أن الإنسان لابد و أن يدرك أن إذا لم يجد من يقوم الإحسان إليه من البسر فإنه سيجد الله عز وجل رؤوفاً و رحيماً به و سيعوضها بالخير من عنده .


خامساً :- الصبر على طلب العلم :- لابد للإنسان و لطالب العلم أن يصبر على متاعب سلك طريق التعلم و الدراسة ، حيث لابد أن يصبر على التعب و السهر و التحصيل ، لكن يتم له الحصول على العلم النافع ، و يحصل على المكانة اللائقة له في مجتمعه .


ماهو جزاء الصبر :- جزاء الصبر هو من عند الله ، حيث أن الله عز و جل هو من يجازي العبد الصابر حيث يضاعف له الحسنات ، حيث أن كل أعمال الفرد المسلم الصابر يثاب عليها من عند الله ، حيث أن المسلم الصابر و الذي تحمل البلاء فحمد الله تعالى عليه أو تعرض للأذى فصبر طمعاً بما عند الله تعالى كمثل الصوم ، حيث صبر الصائم على الجوع و العطش ابتغاءاً لوجه الله سبحانه و تعالى أملاً فيما لدى ربه جزاء ، فكم من الأنبياء و الرسل صبروا على الابتلاء و الأذى فنالوا الدرجات و المكانة العالية عند ربهم جل شأنه مث سيدنا أيوب عليه السلام ، حيث أصبح مثالاً يحتذى به للمؤمنين في الصبر و تحمل البلاء و المصية و شكر الله عليها و حمده ، حيث كانت نتيجة صبره على البلاء و أتاه من فضله بل عوضه بما هو أفضل مما كان نظيراً لصبره و أحتسابه ، فمن يصبر من المؤمنين على الأذى أو الابتلاء أو الهموم فيسترجع ربه و يحمده ويجازيه بالثواب و المكانة العظيمة لدى ربه حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم ( إنما يوفي الله الصابرون أجرهم بغير حساب ) إذن فجزاء الصبر عند الله هو يجازي به عبده .