أخيرًا انتهت رحلة التسعة أشهر، وتمت الولادة على خير، وجاء الضيف المنتظر إلى الدنيا، فتتجه العناية والرعاية للضيف الجديد، لكن للأم نصيب واجب أيضًا من الرعاية والمتابعة.


متابعة الأم في مرحلة ما بعد الولادة (النفاس) ضرورية جدًا، فهي المرحلة الانعكاسية لكل التغيرات الفسيولوجية التي طرأت على جسم الأم خلال فترة الحمل.


في حالات نادرة، قد تصاب الأم بمضاعفات ما بعد الولادة، التي تتضمن:


نزيف ما بعد الولادة.
التهاب بطانة الرحم.
التهابات الجهاز البولي (المثانة أو الكليتان).
التهابات الثدي.
اكتئاب ما بعد الولادة.


متابعة الأم عن كثب بعد الولادة، خصوصًا في أول 24 ساعة، تساعد كثيرًا في تشخيص هذه المضاعفات وعلاجها.


خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى بعد الولادة، يجب متابعة كل من:


النبض.
الضغط، خصوصًا في حالات الإصابة بتسمم الحمل.
درجة الحرارة، التي قد ترتفع قليلًا.
دم النفاس.
البول، إذ تزيد كميته خلال الأسبوع الأول بعد الولادة.
الرحم يبدأ في الانكماش.
حجم الثديين يكبر قليلًا.


عند الحاجة، يمكن إجراء بعض التحاليل الطبية للتعرف على مدى استجابة الجسم الطبيعية لانتهاء الحمل، حيث:


يزيد عدد كرات الدم البيضاء.
تزيد سرعة الترسيب.
تستمر هذه التغييرات عادة لمدة 3- 4 أيام بعد الولادة، بعدها تشعر الأم بامتلاء الثديين، وتبدأ كرات الدم البيضاء في الانخفاض.
اقرئي أيضًا: قائمة بأهم المكملات الغذائية لفترة ما بعد الولادة


تهدف المتابعة المبكرة بعد الولادة أساسًا إلى إمكانية تشخيص حدوث نزيف أو عدوى والسيطرة عليهما مبكرًا، وتقليل النزيف يتم أساسًا عبر تدليك الرحم لمساعدته على الانقباض، وإعطاء هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساعد على انقباض الرحم أيضًا، ويجب تدليك الرحم بانتظام خلال الثلاث ساعات الأولى بعد الولادة.


يجب أن تتوافر لدى المستشفى مصادر للأكسجين، بنكًا للدم أو وحدات دم، ومحاليل طبية، ويمكن أيضًا للأم استعمال المسكنات، مثل البروفين أو الباراسيتامول عند اللزوم.


في حالات تعرض الأم للتخدير الكلي، في الولادة القيصرية، يجب متابعة عودة الأمعاء لحركتها الطبيعية، عن طريق التبرز أو إخراج الريح، ويمكن استعمال لبوس الجلسرين للتأكد من قدرة المرأة على التبرز قبل مغادرة المستشفى.


الإمساك قد يظل مشكلة تعاني منها الأم لفترة بعد الولادة، وينصح الأطباء عادةً بشرب كثير من الماء، وتناول كثير من الخضروات الورقية.