ها نحن قد عدنا من إجازتنا ، ما بين محمل بالحسنات ، و آخر محمل بالسيئات ، و ها نحن نستقبل عامانا الدراسي الجديد
الوقفة الاولى
نرى كثيرا من الآباء عند شراء مستلزمات المدارس ؛ ما بين إفراط و تفريط ، فهناك أب لا يبالي بما يشتري لأبنائه و لو كان في ذلك إسراف و تبذير ، بل لا يسال أبنائه عن مدى حاجتهم لتلك الأشياء ، و في المقابل نرى بعض الآباء يقتر على أولاده و يشدد عليهم في شراء تلك الأشياء ، و ربما تضجر و تافف من كثرة طلبات أبنائه .
فأما الأول فأقول له : اتق الله ، و اعلم أنك مسئول بين يدي الله عن كل ريال تنفقه ، فيا لله من الريالات بل الآلاف التي سوف تسال عنها و التي ربما تكون سببا في حجبك عن الجنة
الوقفة الثانيه احذر أيه الأب الكريم من عدة مخالفات يقع فيها كثير من الناس ، و هي ربما أصبحت عند كثير من الناس أمرا عاديا و قد تكون من كبائر الذنوب :
1- شراء الأشياء التي تشتمل على بعض المحرمات و من ذلك شراء الأشياء بها صور لذوات الأرواح : فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم انه قال : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة ) متفق عليه من حديث أبي طلحة ، فهل ترضى أن تحرم من دخول الملائكة إلى بيتك .
و بعض هذه الصور تحمل صورا لأهل الشرك أحيانا ، وإذا بابن الإسلام يحمل فوق حقيبته أو دفتره صورة لمشرك ، أو عقيدة من عقائدهم .
2- الاختلاط بين الرجال و النساء في الأسواق و المكتبات :
إن مما يؤسف له أن ترى كثيرا من المسلمين في أول أسبوع من الدراسة و فقد أخذ أهله فزج بهم في زحمة الأسواق و المكتبات ، حيث ترى اختلاط الرجال بالنساء ، و الشباب الذين أكثرهم ممن لا يخاف الله بالشابات .
فا يا عبد الله : اتق الله وكن غيورا على محارمك ، وليس هذا و الله من باب الشك و الريبة ، أو عدم الثقة بالأهل ، و لكنها الغيرة المحمودة التي يحبها الله ، و لا خير في رجل لا يغار على أهله .
الوقفة الثالثه
أخي الحبيب ؛ هل تذكرت و أنت تشتري لأبنائك هذه المستلزمات أبناء جيرانك ، و إخوانك من المسلمين ممن حرموا من المال .
هل تذكرت وأنت ترى البسمة على شفاه أبنائك ، كم من أبناء المسلمين من حرم هذه البسمةفبادر يا أخي و تصدق بشيء من مالك ، أو بشراء بعض المستلزمات و الأدوات المدرسية و إهدائها إلى جيرانك .
فيا لله كم من الفرحة ، و كم من السرور سوف يدخل على قلب ذلك الطفل
أسأل الله أن يوفقنا أجمعين لما يحب و يرضى ،
مواقع النشر