أيها الداعية استفد من السيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدعوة إلى الله رسالة عظيمة ومهنة شريفة..فلقد كانت وظيفة أنبياء الله ورسله
وصفوة الخلق وخيرتهم..ولما كانت هذه الوظيفة بهذه الأهمية..
فإن الداعية بحاجة دوما إلى الاستفادة من سيرة سيد الخلق وخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه..فيستفيد من أخلاق المصطفى وسلوكه في الدعوة إلى الله تعالى ..والصفح والعفو والحلم على الجاهلومراعاة جهله..كما أمر الله تعالى نبيه بقوله :
((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))..
فهذه الرسالة العظيمة السامية..بحاجة إلى الاستفادة من المعلم الأول صلوات الله وسلامه عليه
فما أكثر ما جاءتنا به الأخبار والسير عن سلوك محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى دين الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..في غضبه عندما تنتهك محارم الله تعالى ولكنه صلوات الله وسلامه عليه يضبط هذا الغضب بضوابط الشرع فلا يجعل هذا الغضب يتحكم في سلوكه حتى يخرجه عن طوره ..فيصبح ذلك الغضب إنما هو لنفسه لا لله تعالى..فهو لا يغضب لنفسه صلوات الله وسلامه عليه..وإنما يغضب لله وحده..بل وصف الله حال نبيه صلى الله عليه وسلم فقال عنه:
((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))..
وهذا هو صلوات الله وسلامه عليه تقع له المواقف العظيمة التي تستفز فيها نفسه ومع ذلك يتعامل مع أصحابها بحلم وهدوء ..وبشفقة وسعة صدر ..وبتحكم في انفعالاته عليه الصلاة والسلام ..فلم يكن فاحشا ولا متفحشا بل كان رؤوفا رحيما..
يأتيه ذلك الأعرابي فيجره من رداءه حتى يؤثر ذلك في عنق الحبيب صلى الله عليه وسلم ويقول يا محمد أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا جدك ..فيتبسم عليه الصلاة والسلام ويأمر له بعطاء...
بلغ الغاية في الحلم والكرم وحسن السياسة ولطافة التعامل مع الخلق..ملك القلوب ..حتى قال أحدهم والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا..وقال عنه أحد المستشرقين-ولسنا بحاجة لشهادتهم ولكن من باب ذكر الشيء- قال: لو كان محمد حيا اليوم لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجانا من القهوة!..
فما أحوجنا معشر الدعاة إلى الرجوع إلى ذلك المعين الطاهر المليء بالدروس والعبر لنتعلم منه كيف ندعو إلى الله وكيف نعامل عباد الله..لنتعلم منه ونعمل لا لنتعلم ولا نعمل..فإن الاستفادة من سيرة المصطفى إنما تكون بالتأدب بأدبه والاقتداء به في دعوته عليه الصلاة والسلام..فهو القدوة الحقة صلوات الله وسلامه عليه..
وإلى اللقاء مع زهرة جديدة..من أزهاري الجميلة..
مواقع النشر