أخي الكريم : لقد تفاجأت يوماً من الأيام حينما رأيتك مهموماً حزيناً فأزعجني وضايقني ما أهمك فطرقت الباب لفتح نادي المصارحة معك وطلبت مني أن تكون الجلسة يحلوها الوئام والإخاء وبناء الثقة بيني وبينك وأن يكون الحوار هادياً خالياً من الشحن النفسية والانتصارات الذاتية فوافقتك على ذلك لكنني طلبت منك أمراً بسيطاً وهو أن تكون المصارحة واضحة بعيدة كل البعد عن المجاملات الشخصية وأن تكشف لي الستار الحقيقي لشخصيتك ومشاكلك الداخلية فوافقتني على ذلك فشكرتك كثيراً على الموافقة فبدأت الجلسة بسؤال أطرحه عليك أراك يا أخي الكريم دائم التفكير كثير السرحان مهموماً لا يقر لك قرار ولا يهدأ لك بال ولا يهنا لك عيش أخفقت في دراستك وبدأ الإيمان يتلاشى من قلبك حتى أصبحت حليفاً للفشل تغيرت حالك وانحنى جسمك ما لذي أدلهم بك ؟ فأجبتني بتمتمات لا أفهمها وعبارات ركيكة فقلت لك إن حاجز الخوف من المصارحة لابد أن ينكسر فانطلقت لي تبث همومك وأحزانك وأنا أستمع إليك قلت لي إن مشكلتي بدأت بنظرة محرمة لم أرعى لها بالاً حتى احتقرتها فوقعت في قلبي وأصبحت صورة لا يـنـطمس ضوءها من قلبي فأرقتني ليلاً ونهاراً فلم أهدأ تفكيراً بتلك الصورة المحرمة وضعفت شهيتي للطعام حتى كرهت الحياة وأنا اليوم أسيراً لتلك الصورة إن هذه الصورة التي دمرت حياتي وقلبي هي صورة ذلك الشاب حسن الوجه دَمِث الأخلاق يلبس أحسن الثياب لباسه يختلف تماماً عن لباس الآخرين فتارة يلبس ثوباً فضفاضاً أصفر وأحياناً يلبس ثوباً ضيقاً يبدي ملامح عورته شفافاً وأحياناً يلبس " جنزاً فاتنــــاً لا يلبــــسه إلا النساء الكاسيات العاريات وهناك مسميات كثيرة لملابسه " كالمحضر الضيق . ..." مشيته مشية التغنج والتمايل وكأنه نخلة عصفت بها الرياح نظراته نظرات المعجب بصورته ويفتخر أحياناً بذلك يلفت بمنظره أنظار الآخرين من فتنته العظيمة تعلقت به قلوب الشباب ففي الأسواق والمدارس والمجالس له دعاية خاصة حتى أصبح أضحوكة عند العقلاء ألعوبة عند السفهاء أصحاب القلوب المريضة متمادٍ في غيه تراه دائماً كالطاؤوس غروراً لو خرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لضربة بالدرة حتى أوجعه أو أمره بالحجاب لكف أذاه عن الناس لا تفرق بينه وبين النساء إلا أنه من جنس الرجال عرفاً وهو ليس منهم وهو لا يلد ولا يحيض ،، أحمق رعديد يستغفله الناس بشتى الوسائل والطرق يبحث عن الشهرة لكنه ما عرف طريقها الصحيح باع عرضه وشرفه بثمن بخس يتندر الناس به في المجالس لسذاجته يخاف من الصالحين لأنه خالف الفطرة التي فطره الله عليها أحلا أيامه يوم أن يصف الناس وراءه تصفيقاً لـه وكأنه عروس تزف إلى زوجها هو ليس جميل الصورة لكنه يتجامل ويتظاهر أنه فتى القرن العشرين فقصات الشعر موضة بعد موضة وتطويل الأظافر رمز يعرفه المثقفون من أرباب الشهوات وإسبال الثياب دعاية للأناقة والتحضر قاذورات في قاذورات ويوم فوز فريقه ترى العجب العجاب كأنه في يوم العيد رونقه وجمال ورقص وخيال وتمايل كتمايل النسوان في الأرصفة والشوارع وكأن الإسلام أنتصر فترى الطوابير الهائلة من الشباب لسياراتهم يقودون إزعاجاً للمسلمين وإتلافاً للسيارات بالتفحيط والدوران ويقودهم فتى الأحلام منظم السير العالمي ناهيك عن الحوادث والشجار بين الشباب من أجل هذا الفتى الغرير المنكوس ... ولعلك تسألني ما سر اهتمامه بمظهره فالجواب على ما تسمع هو نقصه في شخصيته وعدم الثقة بذاته وإغراءه بالمال وطلبه للشهرة عند الناس وإهمال الوالدين عن مراقبة أولادهم المراقبة الدقيقة التي تعالج قضاياهم * أما الإغراءات فلها صور عديدة منها * أنه وصل إلى بعض عشاق الصور من الفساق إلى الاهتمام بسيارته كجيب الربع مثلاً اهتماماً بالمظهر الخارجي من أجل إرضاء محبوبة ويقول بعضهم إني أفتخر بهؤلاء عند الناس حينما أركبـــهم بســـيارتـــي
يقــــولون لو ســليت قـلبك لأرعـوى *** فــقـلـت وهـل للعـاشقـــين قلـــوب
وبعضهم يركب محبوبة بسيارته ويذهب به إلى أماكن الدوران والتفحيط ويمارس معه ظاهرة التفحيط بشكل جنوني ومرعب لكي يرضى محبوبة كلما زعم وبئس ما زعم وبعضهم يلتقط بعض الصور لمحبوبة ويجعلها في سيارته وفي جيبه وفي غرفته ينظر إليها في كل لحظة وبعضهم يظهر عضلاته وشجاعته أمام محبوبة لكي لا يهرب محبوبة إلى غيره وأحياناً قد يؤدي بنفسه إلى التهلكة على حساب محبوبة خاصة إذا تعرض أحد لمحبوبة بالضرب أو العداء … وبعضهم يشتري لمحبوبة أحسن الثياب الفاتنة ويذهب به إلى أصدقاءه في أماكن تجمعاتهم كالاستراحات أو الشقق ... ليفتخر به وينافق به وبعضهم لما علم أن محبوبة هجره وذهب إلى غيره حاول الانتحار مراراً وتكراراً ومرض من جراء إعراض محبوبة عنه نسأل الله العافية والسلامة والقصص في ذلك كثيرة بل وصل عند بعضهم إلى ممارسة عملية اللواط مع محبوبة مراراً نعوذ بالله من ذلك . * ولعلك تسألني عن أشعار غرقي الحب في محبيهم فخذها مني على استحيا وخجل فانظر إليها في الحيطان وفي الشوارع وفي أماكن قضاء الحاجة ... وغير ذلك ولو كانوا صادقين ما كتبوها في هذه الأماكن القذرة يقول بعضهم في أبيات له :
ربي بلانـي بحب اثــنين *** محمد وصالح بعـد روحــي
مـحمد أحـبه وطبـعه زين *** صالح أفــديه أنا بروحي
ويقول آخر :
أمي تقــول لي وش فـيك محـزون *** دايم جـالس في وسـط البيـت
قـلت لها من خــلي أنـا محــروم *** وليــت نـرجـع مثــل أول
يا عسل كلامك وصل وبقلبي دخل *** وتفجر شوق صدري ورمى على خدي بوسه ورحل.. 1)
أما رسائل الجوال التي أرسلها إلى محبوبي فحدث ولا حرج فمنها 1. أحبك كثـر ظلمك كثـر مامر طيفك بخيالي تدري إن الحب مخلوق علشانك . أعوذ بالله من ذلك 2. كيف عنك أتوب والقلب حضرتك تملكه أتوب من كل الذنوب وذنب حبك ما أتوب منه ... 3. يا غايتي ومناي اشغلتني وشلون وأنت سبب بلواي 4. أموت فيك غرك زمانك أموت بهواك تنجرح وتنساني الحب لك وحدك 5. والله لولا الحب والخوف من بعض العرب لصيح صيحة من أعلى وأقول يا حبيبي سكن قلبي ... 6. نساني كل همومي أحبه وحبه سر جنوني 7. كل عام وأنت الحب أفديك بقلبي وروحي أنا عايش لك وأنت عايش لي ، أركع واسجد لك وغيرها من العبارات السخيفة التي تغضب الله عز وجل بل تصل إلى الكفر أحياناً أسأل الله العافية والسلامة . * ولعلك تسألني عن المصطلحات والرموز التي أرمز بها لمحبوبي فمنها " يا شقاي ، يا عذابي ، يا خليي يا خلفهم ، الولد ..." M قلب حب رقم سيارته وأول حرف من اسمه منقوشاَ في صدري واكتبه في كل مكان ... الخ واستحي من ذكر أشياء أخرى ... الخ وفي غرفة منزلي الشيء الكثير من هذه السلوكيات الخاطئة ... وأبي لا يعلم بذلك لأنه أعطاني الثقة الزائدة بل لا يهمه شأني مشغول بدنياه... * ولعلك تسألني عن مظاهر العشق لمحبوبي فمنها :1. المشي لحبوبي والاحتكاك بجسده والقبض على يده تلذذاً وشهوة 2. ذكره دائماً في لساني 3. إن رأيته مع غيري من الناس ضاق صدري وأغار من ذلك 4. تقليده بكل لباس يلبسه وكل حركة يفعلها حذوا القذة بالقذة حتى لو دخل جحر ضب لدخلته من قوة تعلقي به 5. إدمان النظر إليه بتلذذ 6. كثرة السؤال عنه وقضاء جميع حاجاته 7. عدم الصبر على مفارقته فأتصل عليه يومياً بالجوال أو الهاتف ونقضي الأوقات الطويلة بالهاتف بكلام تافه وقح !!! 8. كثرة المزاح معه والاستئناس بحديثه 9. تبادل رسائل الحب والغرام عبر الجوال. 10. الجلوس بجنبه ومشاورته في كل شيء وتقديم رأيه حتى ولو خالف الشرع 11. مصارحته بأسراري الخاصة وغير ذلك ... *
ولعلك تسألني عن مواقفي معه فهي كثيرة فمنها :1. أني بذلت الآلاف من الريالات لــه لكي يرضى عني فوجبت العشاء أحياناً من حسابي الخاص وجميع ما يطلبه أوفره له 2. إذا سافر سافرت معه وقدمت جميع التنازلات من أجله أهديته هاتف الجوال وأعطيته مفتاح السيارة وبعته نفسي ووقـتي ومالي وشرفي حتى أصبحت لـه كالحمار وانطمست عني معالم الدين والرجولة وذهب الحياء من الله فأصبح قلبي أسيراً لهواي و والله إني أعيش في نكد وفي عذاب لا يعلمه إلا الله وأرجوك يا أخي أنقذني مما أنا فيه ... * ولعلك تسألني عن الرسائل الورقية التي أرسلها لـه أو أكتبها في كتبه الدراسية وهي رسائل أسأل الله أن يغفر لي لا أدري كيف تجرأت أن أكتبها لكنه الحب يعمي ويصم فمنها : " في يوم الاثنين الساعة 8 صباحاً تركت لخلي رسالة على سيارته ما تركت الرسالة إلا يوم شفته عند باب المدرسة تركت له الرسالة أعبر عن كثر حبي له وشوقي له أنا ما همني الرسالة أنا همي إني شفته هذا أهم شيء عندي وأنه سعيد مع الناس وأتمنى أني أشوفه لو مرة بالأسبوع ثم وسط الرسالة مرسوم قلب حزين ... ،، من سنن الحياة الحب وقال الأباء حياة بدون حب مثل الجسم بدون قلب ... وقد يجد الشخص حبه للشخص الآخر بأول نظرة ينظر لها .!!! فيقع في قلبه وأنا يا حبيبي [...] من أول نظرة وقع في قلبي شيئاً ووالله لو تعلم ما في قلبي لك لاستغربت جداً وما في قلبي أستره ولا أبينه ووالله لو إني إن رايتك فجأة تحرك قلبي وكأني استيقظ من حلم مروع ولكن أستره ... فإذا جاء وقت النوم أجلس في منامي أكثر من نصف ساعة وفكري مشغول بك وكتبت لك هذه الرسالة لكي أنفس عما في قلبي من شوق وحب وليتني أدري ما هو شعورك يا حبيبي [...] نحوي وأتمنى شيئاً من المستحيلات أن تجمع روحي وروحك في جسم واحد ومن أمنياتي أن أضمك إلى صدري لكي يطفئ لهيب قلبي شيء من حنين قلبك وأتمنى أن نتعانق تعانق المحبين العاشقين ,,!!!؟؟ ومن شعري لك يا حبي
يا زين لولا الغلا *** ما جيت لمك يا حبي
العــقل مني خلا *** والجرح صحـيح متين
فأرجو أن تبادلني نفس الشعور ... إلى آخر الرسالة ؟؟ هذه الرسالة حذفنا منها الكلمات التـــي لا تناسـب المقام لخطورتها العقدية ،، وغيرها من الرسائل الكفرية الخطيرة ... الخ. وهذه رسالة أخرى ,, يقول صاحبها : الرساله التعليق على الرسالة : صدق ابن القيم رحمه الله حينما قال : من أحب شيئاً غير الله عذب به ,, فإن من أحب شاباً جميلاً وتعلق قلبه بهذا الشاب فإن الله يعذبه بأن يكله إلى هذا المحبوب فلا ينام ولا يأكل إلا وهو يفكر بهذا المحبوب إلى درجة الغلو والذوبان في المحبوب كأنه صنم يعبده من دون الله ؟؟ مساكين عشاق الصور خالفوا الفطرة التي فطرهم الله عليها فوقعوا في أسر العذاب والنكد الذي نغص عليهم حياتهم فأصبحوا مع الناس أجساماً بلا عقول ؟ أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادق قلباً خالياً فتمكنا
* ولعلك تسألني عن بدايتي في الحب : فأقول لك يا أخي كنت يوماً من الأيام جالساً مع زملائي من قرناء السوء نتناقش عن الأماكن التي يتجمع بها هؤلاء الأحداث وما هي أبرز صفاتهم الخلقية وكنا نخطط لاستخدام أعظم وسيلة لإغراء هؤلاء الأحداث بالمال أحياناً وبأشياء أخرى لا أستطيع أن أذكرها الآن لخشيتي أن يستغلها من في قلبه مرض من عشاق الصور فأفتح باباً للشر منغلق ... فاتفقنا على وسيلة مغرية تجذب أنظار هؤلاء الأحداث ألا وهي الاهتمام بالمركب وبصراحة أكثر ((سيارة جيب الربع )) ولعل الله أن ييسر لي أن أجلس معك جلسة أخرى بعنوان ،، جيب الربع ألعوبة سفهاء القرن العشرين ،، لكي أسمعك جرائم الشباب والقصص الكثيرة من ضحايا الحب والغرام ... ،، وأرجع قليلاً إلى إكمال قصتي فانطلقت واشتريت هذه السيارة بمبلغ مرتفع جداً وجلست مدة طويلة وأنا أسدد ما علي من دين لهذه السيارة وفي أول مغامراتي الوقحة انطلقت بسيارتي إلى إحدى المدارس المتوسطة وفي أثناء خروج الطلاب من المدرسة بدأ مسلسل العبث يدب في فؤادي ففي التفحيط تارة وبالدوران تارة أخرى حتى وقعت على الفريسة بذلك الشاب المغفل الذي أغتر بكلامي المعسول وبمظهر سيارتي الأنيقة ومن هنا كانت بدايتي في الحب أولها نظرة ونهايتها الوقوع فيما حرم الله (( اللواط )) وفي ثناياها العذاب الذي قطع قلبي حسرة وندامة ويا ليتني لم أتورط بهذه المصيبة التي دمرت حياتي وأغضبت ربي وإساءة إلى سمعتي ... وها أنا اليوم فاشلاً في حياتي في ديني في رجولتي منبوذاً من المجتمع معروفاً بالشر أسأل الله أن يمن علي بالتوبة النصوح ... ..الخ
* ولعلك تسألني عن اهتماماتي بمعشوقي فمواقفي معه كثيرة ففي عام واحد اشتريت له أكثر من 25 ثوباً من الطراز الفخم ويدخل معي في صالون الحلاقة يوم بعد يوم ونستخدم معاً أدوات التجميل ،، صنفرة للوجه ،، بسعر 30 ريال ولا تسأل عن قصات الشعر والتسريحات وشراء القبعات الفرنسية ووضعها فوق رأسه وأشتريت له سيارة جيب الربع بسعر 80 ألف ريال ومن رسائل الجوال التي يتداولها الشباب حول هذا الصنف من السيارات (( الشيء الوحيد الذي خلا جيب الربع بـ80 ألف ريال هو الزينين...،، !!!!!؟؟؟
لقد لوحظ في الفترة الأخيرة أنه انتشر في أوساط الفتيات داء يسمى بداء الإعجاب، قام سوقه على غفلة، ساعد على ذلك قصور في التربية عند بعض الفتيات، فأصبحت الفتاة بين فكين أحدهما الفراغ والآخر قصور في التربية مما نشأ عنه مثل هذه الظاهرة.
الإعجاب هذا الداء العضال، داء سري في أوساط الفتيات؛ ففتك بأغلى ثروة تملكها الأمة، تلك الثروة التي هي نصف المجتمع، وهي أيضاً تربي النصف الآخر، إنها الأمة كلها.
بدأ عند بعض الفتيات باسم الحب في الله، وتطور حتى وصل عند البعض إلى عشق وغرام، ذلكم هو داء الإعجاب: وهو الحب الشديد الذي يصاحبه محبة وشغلاً مع حبيبه، يظهر هذا الداء بوجهه القبيح فيخدش جمال الحب في الله ويفتك به، وإرضاء لنفسها ومحاولة لإسكات صوت الضمير، ونداء الفطرة لديها، ومنعاً لتطاول الناس عليها؛ أطلقت عليه اسم الحب في الله بهتاناً وزوراً.
صارت عن طريقه وبه لا تحضر فلانة درساً حتى تحضر فلانة، تعتذر هذه فتعتذر هذه، به هذه مشغولة والأخرى كذلك ولابد.
الزي واحد، والمشية واحدة، والتفكير واحد، وطريقة الكلام واحدة، هما نفسان بجسد واحد، شتان بين مشرق ومغرب.
إن الحب في الله يا أمة الله اسم لصفاء المودة، وهو إيمان وعبادة، وإيثار وتضحية بل هو عقيدة ونور ورغبة وصبر وطهارة عن عقل وتبصر، وقوة إرادة يقرب من الفضيلة؛ هذا هو الحب في الله.
والقصص والحوادث التي تدل على انتشار هذه الظاهرة بين الفتيات إنتشار النار في الهشيم كثيرة جداً وإليك هذه القصة القصيرة: منقوله من كتاب
(((الإعجـــــاب)))
طالبة في أحدى المدارس حضرت يوماً للمدرسة، وقد ربطت ذراعها بقطعة قماش، وحين تساءلت الطالبات عن سبب ذلك، قالت لهن: ستعلمن ذلك بعد أيام، ولما حضرت في يوم من الأيام وقد أزالت تلك اللفافة إذ تظهر تلك المفاجأة، قد نقشت اسم من أعجبت بها على ذراعها عن طريق الكي بالنار . فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فتوى:
سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله: ظهرت بادرة في مدارس البنات وهي الغلو في محبة الطالبات، أو بين طالبة ومعلمة تحت ستار الحب في الله لأجل شكلها وهيئتها، ولو كانت تلك المعلمة أو الطالبة مخالفة لأمر الله، فهل مثل هذا جائز؟ وما هي شروط المحبة في الله ؟.
فأجاب حفظه الله: إذا كانت المحبة لله وفي الله فإنها من أفضل المقربات، وشرطها أن يكون المحبوب مستقيماً على الهدى، قائماً بأمر الله تعالى، محافظاً على العبادات، بعيداً عن المعاصي وأهلها، عاملاً بالشرع الشريف، دائماً على الطاعة، فمثل هذا يحبه كل مؤمن تقي سواء كان ذكراً أو أنثى، يحبونه لأن الله يحبه ومحب المحبوب محبوب، وليس محبته لجمال أو مظهر أو حسن صورته أو صوت أو منفعة دنيوية أو نفع أو شفاعة ونحو ذلك، ومن السنة أن يخبر من يحبه ليقول: أحبك الذي أحببتني له، فينبه من يحب لغير الله أن محبته إن كانت لشهوة فهي حرام، وإن كانت لشكل وهيئة ومظهر مع كون المحبوب مخالفاً لأمر الله فهي حرام، والله أعلم .
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: انتشر عندنا عادة قبيحة بين النساء، ويأسف كل غيور على نساء المسلمين لذلك، وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض، وقد تسمى في بعض المناطق بالصحبة، وخلاصة هذه العادة أن تعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها أو تجعلها ملكاً لها، فلا تجالس إلا هذه الفتاة ولا تتكلم إلا معها وتقلدها في جميع شؤونها،بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبلها في وجهها وصدرها وتكتب اسمها أو الحرف الذي تشير إلى اسمها على حقيبتها وثيابها المدرسية، وقد يصل الأمر يا فضيلة الشيخ أن تعاملها كما تعامل زوجها ولها من الحقوق مثل الزوج إن لم يكن أكثر.
فما رأي الشرع في هذا الأمر، وهل من نصيحة توعون بها من ابتليت بهذا الداء؟
فأجاب حفظه الله ورعاه: هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عز وجل ؛ إما فراغاً كلياً وإما فراغاً كبيراً، والواجب على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عز وجل معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية والسلامة.
الحب لغير الله:
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: هل يجوز الحب لغير الله،حيث إنني تأثرت بمعلمتي ومربيتي في المدرسة؟ أرجو الإفادة.
فأجاب فضيلة الشيخ قائلاً: إذا كانت معلمتك مؤمنة فأحبيها في الله،وإذا كانت غير مؤمنة فلا تحبيها؛ فإنه لا يجوز حب أعداء الله عز وجل من الكفار والمنافقين. وإنما يكون الحب والمودة لأهل الإيمان كما قال سبحانه وتعالى: {إنما المؤمنون إخوة } [الحجرات: 10]، وقال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 51].يعني تحبونهم وتوالونهم وتناصرونهم وتدافعون عنهم وتمدحونهم، {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
إلى قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } [المائدة:55].
وقال سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا يما جاءكم من الحق} [الممتحنة:1] ،إلى قوله: {تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } [الممتحنة:1]، وقال تعالى:{ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} [آل عمران: 119].
وقال تعالئ: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو آبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [ المجادلة: 22].
فالواجب على المؤمن أن يوالي ويحب أولياء الله ويعادي أعداء الله، هذا هو الحب في الله والبغض في الله وهو أوثق عرى الإيمان. وهذا من أصول الدين وأصول العقيدة، الحب في الله والبغض في الله، ومن مقتضى (لا إله إلا الله)، وهو سنة الخليل عليه السلام: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة: 4].
وقال تعالى:{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } [ التوبة: 114].
فكما أنه يجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك، يجب عليه من المشركين والكفار والملحدين وأن يوالي أهل الإيمان وأهل الطاعة ولو كانوا من أبعد الناس عنه نسباً أو داراً. وأن يعادي أهل الكفر ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً وداراً. وهكذا الولاء والبراء في الإسلام.
الإعجاب باللاعبين والفنانين وغيرهم:
ولايقف الإعجاب بين الطالبات فقط؛ بل هناك إعجاب من نوع آخر، وهو الإعجاب باللاعبين والفنانين والفاسقين وأيضاً الإعجاب بالكفار وبلاد الغرب وتمني السفر لتلك البلاد.
يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
لا شك أن قطع الوقت وإضاعته في الحديث عن اللاعبين والفنانين هو من إضاعة الوقت الثمين الذي يحاسب عنه الإنسان ويأسف على إضاعته، فننصح من يريد نفع نفسه ألا يهتم بهؤلاء الرياضيين ولا بأفعالهم، حيث لا نفع يعود إليه من ربحهم أو خسرانهم أو أفعالهم، وإنما يخسر وقتاً ثميناً يحاسب عليه، فننصح الشباب أن يبخلوا بأوقاتهم عن صرفها في الخوض الذي لا فائدة فيه، وأن يشتغلوا بالقراءة والحفظ المفيد والعلم النافع .
أما عن تمني السفر للخارج فيقول حفظه الله:
لا شك أن سفر النساء إلى البلاد التي تظهر فيها المعاصي يعتبر خطراً كبيراً على عفافهن وأعراضهن، حيث تكثر هناك الدعارة والفساد والتبرج، بل الإنكار على من تغطي وجهها حتى تصبح كالشارة بين النساء وذلك حرام، فننصح المرأة التي تريد التعفف والبعد عن الحرام ألا تسافر إلى الخارج إلا إلى بلاد ليس فيها تبرج ولا سفور ولا اختلاط ولا أماكن فساد، أو عند الضرورة القصوى سواء للدارسة أو للعلاج ونحوه مع التزام التحجب والتستر التام حتى لا تكون فتنة.
المراجع إلي المستخدمه في هذه المشاركه
مطوية بعنوان (العشق الشيطاني إعداد حمود السليم) وأيضاً كتاب (الإعجاب) إعداد خالد الصقعبي
رد مع اقتباس
مواقع النشر