[ALIGN=CENTER]وقفت منيرة ترقب أمها وهي تعد آخر الأغراض الضرورية، فيما كان أبوها وإخوتها الثلاثة يتساعدون في حمل الأغراض إلى السيارة التي بدأت تنوء بأحمالها.
- تعالي ساعديني.. ألا ترين حاجتي للمساعدة.
- حسناً يا أمي ..أنا قادمة.
هرولت منيرة إلى أمها، ورزمت معها الوسائد والأغطية، قبل أن تحمل بيدها عدة (القهوة) وتأخذ مكانها في السيارة وتنتظر أن ينتهي الجميع من أعمالهم ويتخذون أماكنهم، لتنطلق بهم السيارة في إجازة عائلية ستستمر شهراً كاملاً.
في الطريق استمعت العائلة إلى بعض الأشرطة الدينية، ثم فتح الأب (الراديو) على محطة إذاعية، ومن قبيل الصدفة، كان الموضوع يتمحور حول العطلات الصيفية وأفضل السبل للاستمتاع بها والابتعاد عن السلبيات.
- هذه البرامج لا تنتهي.. كلما فتحت المذياع أو التلفاز أو الإنترنت؛ طالعتني هذه النصائح والإحصائيات، كأننا نفعل جرماً.
- كلا يا بني (أجاب الأب على تذمر ابنه) الإجازة موسم، وفي المواسم تركز معظم وسائل الإعلام على الحدث الأهم، والعبرة ليست في كثرة المواضيع والنصائح وكثرة الاستماع إليها، وإنما في تطبيق ذلك والاستفادة بالقدر المطلوب.
كانت منيرة لا تعي كثيراً مما يقوله الجميع حول السفر والعطلات، ولكن شيئاً كان قد حدث في نفسها حين وصلوا إلى مكان قضاء الإجازة بعد سفر طويل وممل.
كانت مدة الإجازة كافية لأن تلاحظ وتتعلم الشيء الكثير من هذه المدينة الغريبة والجديدة عليها، فقد كانت سنوات عمرها الثمانية كفيلة بأن تعلمها وتساعدها في حفظ الأشياء والاهتمام بها.
سلاح ذو حدين:
مثلها مثل الكثير من الأمور الأخرى، ذات الحدين الإيجابي والسلبي، تعد الرحلات العائلية في العطلات الصيفية ظاهرة ذات بعدين، حيث يمكن أن تتحول الرحلة إلى نقطة سوداء في حياة معظم أفراد العائلة، وتترك لديهم آثاراً وانطباعات سلبية، وتولد لديهم رغبات وتصرفات غير أخلاقية، كما يمكن أن تتحول درساً من دروس الأدب والأخلاق والالتزام والحشمة واللباقة وغيرها.
المسألة هي أولاً وآخراً بيد قائدي سفينة العائلة، والراعين لها، والمستأمنين عليها.
وفيما تكثر التحذيرات من الأخطاء التي قد تقع فيها العائلة خلال السفر والإجازات والعطلات، تقل المواضيع التي تخبرنا بالطريقة المثلى للاستفادة من الإجازة.
ورب حال البعض يقول: " لقد استمعنا للكثير من السلبيات في الإجازة، واستمعنا إلى جملة (لا تفعل كذا فهذا خطأ) إذن ماذا يمكننا أن نفعل في الإجازة".[/ALIGN]
مواقع النشر