يعتبر منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الاولاد منهج حياة عمرها من عمر دعوته صلى الله عليه وسلم
ومن اضطلاعه - وربما إعداده - لهذه الأمانة , فقد كان أبا قبل أن يبعث , ثم بعد أن بعث صار أباومعلما رحيما لهذه
البشرية كلها :" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " . والمتأمل لرمزية تربية الفرد داخل الأسرة لتربيتة كفرد مسلم
وعضو فعال في هذه الجماعة " الأمة الأسلامية " من خلال الحديث الشريف : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من
ثلاث : صدقة جارية , وعلم ينتفع به , وولد صالح يدعو له " رواه مسلم .
" يلحظ أول ما يلحظ أن الاعمال الثلاثة التي تنفع الإنسان بعد موته إنما هي ثمرات يجنيها المسلم من تربيته لأبنائه
وربما لا يتوفر هذا في عمل آخر مثل تربية الأبناء , فإبنك الذي علمته الإسلام قد تعلم أن بره لوالديه من طاعة الله ,
وهي من أوائل ما يتعلمه ويشب عليه , ومن بره بوالديه أن يدعو لهما بعد مماتهما , هذه واحدة . ثم إن تعليمك له
الصلاة والصيام واخلق الحسن وغيرهما من صالح الأعمال هي علم ينتفع به , فهذه ثانية . والجميل جدا في العمل
الثالث وهو الصدقة الجارية , فأنت تعلمه الصلاة فتثاب على صلاته , كما يثاب هو , وعندما يتزوج يعلم أولاده ماعلمته
إياه فيصلون فتثاب كما يثابون , وهكذا باقي الأعمال الصالحة . وهذا مصداق لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسلم فيما يرويه الإمام مسلم في صحيحه : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك
من أجورهم شيئا , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لاينقصه ذلك من آثامهم شيئا " .
فالوالد قدوة في الصالح والطالح ....
مواقع النشر