[color=#4169E1][size=4][align=center]المشكلة الثالثة: قلق الانفصال[/align]

قلق الانفصال هو( حالة انفعالية تصيب الطفل تتمثل بشعوره بعدم الارتياح والقلق بسبب ابتعاده عن الحاضن(غالبا الام) وفقدانه مصدر الامن).
وتحدث هذه الحالة عند الطفل بسبب الارتباط القوي الذي كونه مع أهله وتعوده على التواجد بقربهم لفترات متواصلة و خصوصا الام لذلك عندما تبتعد الام عن الطفل لقضاء حاجة معينة نجد أن الطفل يبدي أعراض قلق الانفصال.
ويبدأ الطفل بتطوير علاقة التعلق بالاشخاص ذوي المكانة لديه بين الشهر السادس والتاسع من عمر الطفل ويزداد حدة في الاشهر التالية ويكون مرافقا لمشاعر قوية فيسر الطفل بملازمة الشخص الذي تعلق به ويضطرب أذا فارقه وفي العادة يخف تعلق الطفل بامه عند بدء اكتشاف البيئة وتطوير العلاقات الاجتماعية مع الاخرين.
ويعود فيتضح تعلق الطفل بامه مرة اخرى عند دخول الطفل الحضانة أو الروضة أو المدرسة للمرة الاولى.

وتختلف تعلق الاطفال بامهاتهم حسب اختلاف شخصياتهم (فبعض الاطفال قد يتعلق بأهله اكثر من شقيقه مثلا)/كذلك حسب سن الطفل(الطفل الاصغر يطور تعلقا اكبر بالام من الطفل الاصغر) ،كذلك حسب طبيعة التعلق الذي طوره الطفل نحو أمه وهو أما أن يكون:

1ــ تعلق آمن: وهو الافضل طبعا فالطفل يكون علاقة عاطفية بأمه ولكن لا يحس بالفزع عند ابتعادها عنه ويحدث ذلك عندما تهتم الام باشباع حاجات الطفل الجسمية والنفسية ولا تكذب عليه

2ــ تعلق غير أمن : ويحدث عندما تتأخر الام في اشباع حاجات طفلها الجسمية والنفسية أوعندما تشبعها بصورة غير كافية وعندما تكذب عليه(بعض الامهات تكذب على طفلها فتقول له انا ساذهب الى المطبخ مثلا ثم تغادر المنزل خلسة والطفل يظن انها في المنزل فيفاجىء انها غير موجودة فيصيبه الفزع لان امه اختفت ويفقد الثقة بها ويكون علاقة غير آمنة معها).

ومن المعروف ان جميع الاطفال يطورون علاقات قريبة مع أهلهم وجميع الاطفال ينتابهم القلق عند بعد اهلهم عنهم ولكن مع الوقت يدرك الاطفال انهم قد يضطرون للبعد عن أهلهم لفترات من الوقت وأنهم سيلتقون بهم ثانية بعد هذه الفترات من البعد،ولكن قد يطور بعض الاطفال أعراض مرضية لقلق الانفصال تسبب الانزعاج للأم وتعيقها عن أداء مهماتها أحيانا

أسباب حدوث قلق الانفصال :

1ــ التعلق غير الآمن بالام وعدم ثقة الطفل بها
2ــ التغيب المستمر والمتواصل للأم عن الطفل (تلاحظ هذه الظاهرة بكثرة عند الام العاملة فنجد أن طفلها يبكي بكثرة كلما تركته وذهبت للعمل واذا كانت موجودة يبقى متشبثا بها ويرفض تركها ويبكي كلما تحركت من جانبه)
3ــ كثرة الخلافات الاسرية تسبب توتر الطفل الدائم وخوفه من خسارة اهله

وتختفي معظم حلات قلق الانفصال عند نمو الطفل واتساع مداركه وتخف بوضوح حتى تختفي بعد دخول الطفل المدرسة.

أعراض قلق الانفصال :

1ــ الاحساس بالقلق والخوف
2ــ محاولة الالتصاق الجسدي بالام لمنعها من الابتعاد ومحاولة اللحاق بها عند خروجها من المنزل
3ــ البكاء بشدة عند ذهاب الام أو الشخص الحاضن
4ــ مقاومة وضرب اي شخص يمنع الطفل من اللحاق بأمه
5ــ تجنب الآخرين والانزواء خوفا منهم
6ــ قد يضع الطفل اصبعه في فمه للأحساس بالامن أو يقف بجوار الباب لانتظار امه طيلة غيابها وقد لا يتناول الطعام خلال غيابها
7ــ بعد عودة الام يتشبث الطفل بها بشدة ويرفض اقتراب أي شخص منه ويلتصق بها لفترة حتى يحس بالامن ورفضه الشديد ان تذهب ألى أي مكان ...حتى دورة المياة


ماذا يفعل الوالدان للتعامل مع حالة قلق الانفصال:

1ــ تطوير علاقة ثقة مع الطفل وبناء علاقة آمنة معه من خلال اشباع حاجاته الجسمية والنفسية وعدم الكذب عليه خصوصا عند الخروج من المنزل (اذا ارادت الام مغادرة المنزل عليها ان تترك الطفل مع شخص يعتبره الطفل مصدر ثقة وتشرح لطفلها قبل الخروج أنها مضطرة لمغادرة المنزل لفترة وانها ستعود بعد انهاء ما تريده وأنها ستحضر له بعض الحلوى مثلا..علما بأن الطفل قد يبكي في جميع الحالات الا انه لن يكون خائفا من فقدان امه وسيبقى واثقا بها، فبجميع الحالات هذا افضل من التسلل من المنزل!!!)

2ــ تطوير علاقات آمنه بين الطفل وأشخاص آخرين غير الام والاب مثل الجدة/الخالة/العمة/وأحيانا..الجيران أن كانوا مصدرا للثقة حتى يتاح للأم ترك الطفل دون الاحساس بالغربة والوحدة

3ــ تجنب الجدل والنقاشات الحادة والخلافات أمام الابناء لان هذا من أكبر مصادر القلق لدى الابناء سواء كانوا كبارا ام صغارا علما بان معظم الاهالي لا يدركون ذلك (ربما لا يفهم الاطفال اسباب الخلاف ولكنهم دائما يفهمون النبرة الحادة والانفعال والاصوات العالية والمهددة..وهذا بحد ذاته كفيل بتطوير حالة القلق عند جميع الابناء!!)

4ــ تخصيص بعض الوقت للعب والحديث مع الابناء فهذا أسلوب ممتاز لتطوير علاقة الثقة والقرب النفسي بين الآباءو الابناء (من المهم ان يحس الابن ان الاسرة التي يعيش فيها هي أسرة داعمة (الاسرةالداعمة هي اسرة تتفهم حاجات ابناءها وتقف الى جانبهم في الازمات وتدعمهم وتقدم لهم النصيحة عند اتخاذ قراراتهم الدراسية والمهنية والحياتية وغير ذلك الكثير..) اما الاسرة غير الداعمة فتدفع الابن لأخفاء كثير من الامور عن اهله ولذلك يمارس كثير من الامور الخاطئة ويقع في كثير من المشكلات