السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخيّلي وأنت في بيتك ليلا
تتنقلين من مكان إلى مكان ومن شغل لآخر
*
*
*
قُطع الكهرباء وانطفأ النور
لم تعرفي إلى أين تتجهين
تسّمرت مكانك
إلى اليمين أو إلى اليسار!
إلى الأمام أو إلى الخلف!
أي وجهة ستأخذيها تخافي أن تصطدمي بحائط أو قطعة أثاث
في ماذا تفكرين حينها؟
طبعا في إشعال جذوة من نور تكفي للتحرك على الأقل
هذا هو حالنا لو إنطفأ نور الهداية عنا
صرنا نتخبط
وأمواج الحياة تلطمنا من كلّ جانب
أي حكمة نملك حتى لانضل؟
وأي رأي سديد نطمع أن يقودنا؟
لقد ضل كل من سار في درب ليس فيه نور الله وهدي نبيه
يقول تعالى:
"أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
الأنعام (122)
لا يمكن للإنسان مهما أوتي من حكمة أن يسير على هدى
من غير أن ينتهج منهاج الله جل وعلا
قد يتفوق على أقرانه ويطغى على محيطه ولكن يعشش في نفسه الضلال
وتحوم على قلبه ظلمة
فهو يحساب نفسه على خير إلى أن يدرك عجزه عند أي بلوى
فلا توكل يمدّه بالصبر ولا أفق يجعل منه هدفا
فيقع عند الصدمة وينكسر عند الوقعة
إن ظلمة القلب لأخطر على الإنسان من ظلمة المحيط
فقد نجد أعمى ولكنه مفتوح البصيرة بل وقد يكون داعي إلى الخير والهدى
بينما مفتوح البصر سائر وراء الشيطان وكأنه لايرى
نعم لا يستوي أبدا من أحاطت به ظلمات المعاصي والذنوب
بمن أحاط به نور الإيمان والهداية والرشاد.
ونور الهداية لا يمن الله به إلا لمن اصطفاهم
هو هبة من الله ولا تحصل بالدرهم والدينار
قال تعالى:" نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ "
و قال تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَالَهُ مِنْ نُورٍ"
فهيا أخيّة
***أمسكي بمصباح الفطرة التي فُطرت عليها:
"فِطْرَة اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عليْها"
***وسيري في طريق الهداية:
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُو االلَّهَ وَآمِنُوا
بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
***لتصلي إلى أبواب تقول لك خزنتها:
"سلامٌ عَلَيكُم طِبْتُم فادْخُلوها خَالِدين"
*
" اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً،
وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً،
وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً،
ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً،
ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً
وأعظم لي نوراً".
"اللهم أنر قلوبنا بنور الإيمان في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين"
مواقع النشر