أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى تحية عطرة لكم جميعا
هذا الموضوع غاب عنا في هذا الزمان حتى أصبحنا نجني ثمار ضياعة يوما بعض يوم، وكثرت قلة الحياء وازداد أهل المعاصي قوة ونصرة في الباطل، وضاعت الحقوق وساد الضعف في أهل الخير ،
وهذا الموضوع ( الفريضة الغائبة ) هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... نعم إن ضياعه من أسباب هواننا على الله وضعفنا وكوننا أصبحنا كغثاء السيل وتكالب علينا الأمم بالحروب الفعلية والمعنوية حتى ضاعت هويتنا وكنا تابع لهم في كل شيء إلا من حفظ ربي .
قال عز من قائل : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) آل عمران وهذه الآية تدلنا على وجوب هذه الفريضة وهي فرض كفاية إذا قام بها البعض بصورة اليد واللسان سقط الإثم عن الباقين ولكنهم بقي عليهم الإنكار بالقلب
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) ، قال علماء السلف : فرض كفاية وهو من الجهاد فإذا لم يقم به من يقوم بواجبه أثم كل قادر بحسب قدرته وذلك يكون تارة بالقلب وتارة باللسان وتارة باليد فأما القلوب فيجب بأي حال إذ لا ضرر من فعله ومن لم يفعله فليس بمؤمن ....
قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )
وقال : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
ولا يظن أحدنا أن هذه الفريضة سهلة ولا يأتي منها أذى وإلا فكيف هي من الجهاد ، قال تبارك وتعالى : ( واءمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته : إنكم تقرأون هذه الآية : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا إهتديتم ) وانكم تضعونها في غير موضعها وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منها ))
وهذه الفريضة ليست سائبة ، بل لها أحكام وشروط ....... العلم ، والرفق ، والصبر
قال صلى الله عليه وسلم : (( ماكان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان العنف في شيء إلا شانه ))
وذكر القاضي أبو يعلى في المعتمد : لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه ....
ووضع العلماء (( القاعدة العامة )) :
فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت فإنه يجب ترجيح الراجح منها ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورا به بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته ... ولكن إعتبار مقادير المصالح والمفاسد ((( هو بميزان الشريعة ))) فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها ، وإلا إجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر
وهذا على أساس منهج علمي ليس للجاهل أن يجتهد برأيه أبدا لأن من إتبع هواه يضل ويضل من معه قال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث منجيات : خشية الله فى السر والعلانية ، والقصد - ضد التبذير- في الفقر والغنى ، وكلمة الحق في الغضب والرضا . وثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ))
وفي حديث أبي ثعلبة الخشنيّ : سألت عنها - أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بل ائتمروا بالمعروف وتناهو عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودينا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا بد أن لك به فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوام فإن من ورائك أيام ، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله )) بأبي أنت وأمي يارسول الله . فهل نحن في هذه الأيام التي ذكر ؟؟؟
http://www.hesbah.gov.sa/libraryDesc.asp?catID=38&ID=34
منقول للفائدة
مواقع النشر