موجعهـ
..
اليوم سمعت خبر وفاتك
ماصدقت يوم قال لي ابوي
انك توفيت
بحادث سير
قالها لي بعد مقدمات
طويله
ولم تكفيني مقدماته
لم يكفيني حضنه الطويل
لم يكفيني تذكيره لي بأن هذا يومك
ابتسمت ببلاهه
لا انت مامت انت يمكن تمزح معي
لآني كنت مزعلك
انت اكيد تختبرني تبيني
ارجع لك
قبل يومين مكلمني
تبينا نرجع اصحاب
لا مامات
صاحبي
آخوي
مامات
لا
مامات
..
الحين حنا با الطريق رايحين الرياض
طوال الطريق
وانا اتذكرك
تذكرت اول يوم تقابلنا فيه في الابتدائي
شفتك متضايق
ورحت لك
ومن يومها صرنا اصحاب
طووول عمرك من عرفتني كنت خائف من اليوم الي تفقدني فيه
وانا كنت شايل هم كيف اتركك
؟؟
والحين رحت وخليتني
كنت تقول
عبد الله مراح اقدر اعيش من غيرك
عبد الله انتبه لنفسك
عبد الله خذ دواك بوقته
عبد الله نام زين
كنت خائف علي اكثر من نفسي
والحين انت رحت وتركتني
لا مستحيل تموت
آخوي مستحيل تموت
.
وصلنا الرياض
يآآآآآآهـ
ياهي كئيبه
الجو مكتوم
كن الرياض كلها اليوم بحداد
عليك
,,
ابوي قال لي انك
في المستشفي
فرحت
قلت ابوي هو يعني مامات !
جاني ذاك الآمل الي يجي بنفس كل انسان
فقد له غالي
آنه يمكن يكون مامات !
مارد علي
يمكن كان يبي يفاجئني
.
وصلنا المستشفي
شفت آخوك الي عمري ماشفته الا معك
اعرفك تحبه وتخاف عليه
دموعه ووجهه شهقاته ركض آتجاههي
وضمني
ويردد
مات مات مات
..
الحين انا واقف علي باب الثلاجه
المكان الي كنت اشوف نفسي فيه وانت الي تجيني
؟؟
الحين انا اشوفك وانت ميت
لا
اصحي قوم
خلاص انا مسامحك
بس قوم
حبيبي قوم
بس انت ماقمت
ضليت نائم
وكنت مرتاح
..
قالو بياخذوك
عشان يغسلونك
اصريت اني اشارك بغسلك
شالوك وودوك المغسله
وقلبي مو قادر يصدق
الي يصير
ودي ابكي بس خائف
ودي اتكلم بس شنو اقول
حطوك يا الغالي وسمي
وبدا يغسلك
ويدعي لك
وانا قلبي يبي يخرج من مكانه
...
هوشه غبيه صارت بينا
كنا دايم نتهاوش ونرجع بس هذه المره انا عاندتك
الشيطان
غرني
قلت بأدبك
ما استغربت اصرارك انك تراضيني
انت دايم تراضيني
بس هذه المره
انا تكبرت
عليك
قلت بخليك تتأدب
كنت كل يومين تكلمني
وتترجاني ارجع واسامحك
بس كنت ازعلك زياده
واحيان اطنشك
..
تراني انا الي غسلت شعرك
وعطرتك با الكافور انا الي لفيتك با الكفن الي كنت تخاف تشوفني فيه
,,
كنت دايم تقول
لو مت انا بروح وراك
كيف حياتي من دونك
وكنت تقولها بمزح
كيف راح اعيش بدون ما ازعلك واعصبك واحرق اعصابك
..
والحين انت رحت وشلون اعيش بدون ما تزعلني وتحرق اعصابي
..
شالوك يا الغالي علي خشبه
وودوك لآمك
سمعتها وانا بره
مع الرجال الي كانو يبكون مثل الآطفال
كانت تصرخ وتناديك
قوم
قوم
ياوليدي قوم
وانا امك قوم
وانا كنت اقول بنفسي ليته يقوم
ماقد عصي آمه دائم يسمع كلامها
,,
آمنياتي كانت امنيات آطفال
,,
الحين مابقي علي دفنتك
واجد
شوي وندفنك
انت ليش ماقمت
ليش
خلاص انا مسامحك
..
قلتها بمزح
آخر مره وضحكه
لو مارضيت ياعبد الله ورديت راح اموت
.
مارديت عليك وتجاهلتك
آخر يوم حنيت لك وقلت لاصحيت اتصل عليك
جاني ابوي العصر وقال انك مت الفجر
نفس الوقت الي حسيت فيه با الحنين
لك
انت مت !
..
ليش ليش
,,
....
,,,,
موجعه وجهة رحيلك موجعه
و التناهيد الشقيه و ضيقة الصدر و حنينك
من شعوري أدمعه
كل تفاصيلك معاي
الجراح .. السوالف .. الزعل .. ورضاك
مومهم رضاي !
بس ..
تعال
ولا أعيش بصمت أو خوف أو قلق
و إشتعال الأسئله ؟!
أو يحّت العمر كل ماأفرك يديني أدور اجوبه !
تسقط جروحي وسط روحي على حضن الدفاتر
وأتسائل ..!
ليش راح ؟
والصدى صوته يتشظـّىّ وسط قلبي !
ليش راح ؟
.....راح ؟
.....راح ؟
..
مواقع النشر