اطفالنا والاجازة (قناديل الأمل) حملة لنرتقي بصيفنا
أقبلت الإجازة الصيفية، والكلٌ يرنو إليها بلهفة وأمل....
الجميع.. ينظر إليها على أنها محطة راحة واستجمام، لمعاودة الجد والعمل والنشاط من جديد.
ولكن المسلم العاقل ينظر للاجازة الصيفية نظرة خاصة، فهي عنده تجارة رابحة ولهو
مباح ووقت ممتع يقضيه مع أولاده وجولة إيمانية وتربوية هادفة..
فماذا أعددنا لها؟؟
لقد حثنا ديننا الحنيف على استغلال وقت الفراغ و لقد اعتبر الإسلام وقت الفراغ لدى
المسلم نعمة عظيمة تستحق التقدير والإستثمارفلهذا يحذرنا الإسلام من هدر وقت الفراغ
وعدم تقديرنعمته..
ففي الحديث الشريف الذي رواه إبن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ـ صل الله
عليه وسلم ـ (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) صححه البخارى.
ومن كلمات الحسن البصري في اغتنام فرص هذه النعمة العظيمة قوله رحمه الله : (( ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ
من قبل الحق : يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ))
وفي الحديث رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا تزولُ قَدَمَا
عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن
عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ".
إن اطفالنا امانة فى اعناقنا و سنُسأل عنهم يوم القيامة..هم نبتة صغيرة يجب علينا المحافظة عليها و مراعاتها لتزدهر و تُثمر بافضل الثمار..
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) (أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر)ماذا نعد لااطفالنا لتكون اجازة صيفية مثمرة نافعة لهم..؟؟
هناك 4 اهداف لتحقيق ذلك..
1) حفظ ماتيسَّرَ من القرآن والسنة أو ضبط القرآن قراءةً وتجويداً..
2) تخصيص وقت لتعليم الحاسب الآلي لمواكبة العصر الحديث و التكنولوجيا .
3) مزاولة نشاط رياضي بنية الترفية وتقوية البدن او اى نشاط منزلى محبب للطفل.
4) تقوية العلاقات الأسرية وصلة الرحم بالزيارات والرحلات الجماعية بين أفراد الأسرة وغيرها .
ان كثيرا من الآباء الذين يعتنون بأبنائهم من حيث: طعامهم, وشرابهم, وكسائهم, وحاجاتهم المادية،لا يلقون بالاً لدينهم, وأخلاقهم, وصلاتهم, ومستقبلهم الأخروي, ومصيرهم إلى الجنة أو إلى النار..دينهم الذى فيه صلاح امورهم كلها فى الدنيا و الاخرة..
إن الرعاية لا تتجزأ ، الرعاية وحدة متكاملة، كما أنك ترعى صحتهم , عليك أن ترعى دينهم، كما أنك ترعى حاجاتهم المادية, عليك أن ترعى حاجاتهم الروحية، كما أنك ترعى في ابنائك ارتباطهم في البيت, يجب أن ترعى ارتباطهم بالله عز وجل .
1) الهدف الاول..
حفظ ماتيسَّرَ من القرآن والسنة أو ضبط القرآن قراءةً وتجويداً..
من اجل تحقيق الهدف الاول يجب مراعاة حفظ كتاب الله عز و جل اولا و عمل ورد يومى لحفظ الجديد وورد اخر لمراجعة ما سبق ( كل حسب عمره و قدرته ) ، و يكون ذلك باسلوب رقيق لطيف و بالتشجيع و المكافأة حتى لا يشعر الطفل بثقل الحفظ او المراجعة و لا يكون ذلك عبئا عليه.. بل علينا ان نهيئ الجو المناسب لذلك..و نختار الاوقات المناسبة و خاصة بعد صلاة الفجر..و نكرر فضل و ثواب و منزلة حافظ القرآن الكريم لتكون دائما صوب عينيه..
ايضا المحافظة على الصلوات المكتوبة و النوافل اذا امكن و الاذكار اليومية التى تحصن الطفل بإذن الله تعالى..
و علينا ان نهتم بتحفيظ الاحاديث النبوية الشريفة و خاصة التى نرددها يوميا من دعاء الخروج و الدخول الى المنزل / الطعام و الشراب / دخول الخلاء/ النوم ...)
2) الهدف الثانى..
تخصيص وقت لتعليم الحاسب الآلي لمواكبة العصر الحديث و التكنولوجيا.
هذه الأنشطة تساعد على بناء الجوانب الإبداعية للطفل ، و كل من الوالدين عليهما توجيه الطفل دون تدخل يضر بشخصيته حيث ان تطويرهذه المهارات لدى الاطفال يُكّون لديهم خبرات فى هذا المجال يفيدهم مستقبلا..
3) الهدف الثالث..
مزاولة نشاط رياضى بنية الترفية و تقوية البدن او اى نشاط منزلى محبب للطفل.
ان تنمية الهوايات والمهارات عبر ممارسة الهوايات المختلفة ممن فنون والعاب رياضية وسيلة هامة لتنمية شخصية
الطفل وبناء ذاته.. و ذلك بمعرفة متطلباته البدنية و الترفيهية المناسبة(تحت اشراف الوالدين بالطبع).ان مناقشتهم فى ذلك يساعد فى بناء شخصية قوية قادرة على اتخاذ القرار.
4) الهدف الرابع..
تقوية العلاقات الأسرية وصلة الرحم بالزيارات والرحلات الجماعية بين أفراد الأسرة.
و هى نقطة هامة يجب تنشئة الاطفال عليها.. القيام بزيارات دورية للأقارب وعمل رحلات جماعية للأسرة ( مع مراعاة
الحدود و الاداب الشرعية) والقيام بواجبات الأسرة المتنوعة من زيارة المريض والقيام بواجب التعازي فى الاحزان و
مشاركة الاهل و الاقارب و الاصدقاء فى الافراح و غيرها..
تذكرى اختى الغالية..
ان الوقت الذى يمضى لا يعود مهما فعلت!!
تذكرى ان عمر الانسان يقاس بالثوانى والدقائق التى تمر !!
ان الله سوف يحاسبنا عن ذلك الوقت الذى نضيعه دون ان نستغله استغلالا صحيحا..
و تذكرى ان تنظيم الوقت لاطفالك عامل مهم لحياتهم ابدا و حسن استغلاله من اسباب نجاحهم فى كل امور حياتهم و الفوز
و السعادة فى الاخرة..
رد مع اقتباس
مواقع النشر