على كل واحد منكم كل يوم صدقة
=================================
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقه ،
وكل تهليله صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ،
ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم
( السلامى ) بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم : المفصل
شــرح الحــديــث
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ) السلامى هي العظام ، أو مفاصل العظام ،
يعني أنه يصبح كل يوم على كل واحد من الناس صدقة في كل عضو من أعضائه ،
في كل مفصل من مفاصله ، قالوا :
والبدن فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً ، ما بين صغير وكبير ،
فيصبح على كل إنسان كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة .
ولكن هذا الصدقات ليست صدقات مالية ، بل هي عامة ، كل أبواب الخير صدقة ،
كل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ،
وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ،
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إنك إذا أعنت الرجل في دابته وحملته عليها أو رفعت له عليها متاعه فهو صدقة) متفق عليه
كل شيء صدقة ، قراءة القرآن صدقة ، طلب العلم صدقة ،
وحينئذ تكثر الصدقات ، ويمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدقات ،
وهي ثلاثمائة وستون صدقة.ثم قال : ( ويجزىء من ذلك ) ،
يعني: عن ذلك ( ركعتان يركعهما من الضحى )
يعني أنك صليت من الضحى ركعتين ؛ أجزأت عن كل الصدقات التي عليك ،
وهذا من تيسير الله ـ عز وجل ـ على العباد.
وفي الحديث دليل على أن الصدقة تطلق على ما ليس بمال .
وفيه أيضاً دليل على أن ركعتي الضحى سنة ، سنة كل يوم ،
لأنه إذا كان كل يوم عليك صدقة على كل عضو من أعضائك ،
وكانت الركعتان تجزي ، فهذا يقضي أن صلاة الضحى سنة كل يوم ،
من أجل أن تقضي الصدقات التي عليك.
قال أهل العلم : وسنة الضحى يبتدئ وقتها مع ارتفاع الشمس قدر رمح ،
يعني حوالي ربع إلى ثلث ساعة بعد الطلوع ، إلى قبيل الزوال ،
أي إلى قبل الزوال بعشر دقائق ، كل هذا وقت لصلاة الضحى ،
في أي وقت فيه تصلى ركعتي الضحى ،
ما بين ارتفاع الشمس قدر رمح إلى وقت الزوال ، فإنه يجزي
لكن الأفضل أن تكون في آخر الوقت ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) (رواه مسلم) ،
يعني حين تقوم الفصال من الرمضاء لشدة حرارتها ؛ ولهذا قال العلماء :
إن تأخير ركعتي الضحى إلى آخر الوقت أفضل من تقديمها ،
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن تؤخر صلاة العشاء إلى آخر الوقت ،
إلا مع المشقة .
فالحاصل أن الإنسان قد فتح الله ـ عز وجل ـ له أبواب طرق الخير كثيرة ،
وكل شيء يفعله الإنسان من هذه الطرق ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ،
إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة .
والله الموفق .
شرح رياض الصالحين(ابن العثيمين)
مواقع النشر