حجابي أخفى جمالي
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حجابي أخفى جمالي

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,125
    معدل تقييم المستوى
    24

    حجابي أخفى جمالي





    حجابي أخفى جمالي

    كعادتها كانت الأم تهيئ طعام الغداء بانتظار عودة أبنائها من المدرسة، فما هي إلا لحظات ويصلون واحداً تلو الآخر، خلال دقائق اجتمع أفراد العائلة حول المائدة ما عدا فريدة التي تأخرت في ذلك اليوم من غير سابق إعلام، ولم يكن من عادتها أن تتأخر، وحين حاولت الاتصال بها جاء الرد بأن الرقم خارج التغطية.



    بدأ القلق يتسلل إلى قلب الأم على ابنتها.. ترى أين هي الآن؟!
    لماذا لم تتصل؟!
    هل أصاب ابنتي مكروه؟!
    ومرت دقائق توقف فيها الزمن عن الدوران في خلد الأم وحار في أي مكان يستقر.


    وإذ بالباب يُفتح فتنفرج أسارير الوالدة للحظات قبل أن تصعق من هول ما رأت!
    أي حادثة وقعت لابنتي الحبيبة؟!
    ما الذي أحالها إلى هذا المنظر؟!
    اللهمّ الْطُف بنا!
    وتُبادر ابنتَها بالتحية مجاهدة ألا تكون كلماتها طلقاتٍ تقتل أو سُمّاً يُردي: أهلاً حبيبتي!!
    أرى أنكِ قد فقدت شيئاً في طريق عودتك؟.


    ولم يكن الأب أقل دهشة من الأمّ، فكيف لابنته أن تتبدل بهذا الشكل؟!
    “لماذا يا بنتي؟!
    لماذا فعلت هذا؟!.


    ردت "فريدة" بنار تكاد تحرق وداً وتعبث بروابط العائلة فيستحيل الهدوء إلى ضجيج والسكينة إلى اضطراب والقرب إلى بعد والمعلوم إلى مجهول: "من أنتم حتى تسألوني؟!
    ولماذا تستغربون من تصرفي؟!
    ألست حرة في حياتي؟!
    ألسنا نعيش في بلد الحرية الشخصية؟!
    أخيراً... الكابوس انتهى!!!
    " ألقت كلماتها متتابعة وانبرت تعبث بشعرها بعدما أرخته على ظهرها وألقت بحجابها في رياح الغرب العابثة بفكرها.



    أي كابوس هذا الذي تتحدثين عنه؟
    ونحن والداك اللذان حرصا على تأمين أفضل حياة لك ولإخوتك، فأتينا إلى هذا البلد مخلفين وراءنا وطناً وأهلاً وأصحاباً.. وبأفضل المدارس أدخلناكم لتتعلموا فيها علوم الدنيا ومعارفها"... بصوت الغضب كانت الكلمات تخرج من حنجرة الوالد المصعوق.



    هذا واجبكم، أولستم من أتى بنا إلى هذه الدنيا؟!
    فهل يحق لكم عندها أن تجعلوا منّا صوراً تتحرك كيفما تشاؤون وأن تُلبِسونا الزي الذي ترغبون؟!
    لماذا عليّ أن أضع فوق رأسي ما يخفي جمالي؟!.



    كم كنت بسيطة وساذجة!
    كيف استطعت أن أخفي جمالي كل هذه السنوات؟!
    كيف كنت أخرج من البيت؟!
    كيف كنت أتحدث إلى زملائي ورفيقاتي؟!
    بل كيف كانوا يحدثونني وأنا على تلك الحال؟!
    كيف كانوا ينظرون إلي؟!
    لست أدري!
    ولكن مهما كان الماضي، فقد انتهى... وهأنذا كما أحب أن أكون!
    فمن سيقيدني بعد منكما؟
    وتعلو فوق ثغرها ابتسامة ساخرة.


    هل تسمين الحجاب سجناً؟
    أليس الحجاب صوناً؟.



    طبعاً لا أظنه صوناً!
    فالفتاة تستطيع أن تحافظ على نفسها إذا كانت مؤدبة!
    وبالنسبة لي، فأنا الآن فقط أشعر أنني أتنفس بحرية تامة وبعشق للحياة، وقد كنت قبل ذلك أعيش في ضيق وغربة.


    لن يمنعني بعد اليوم هذا الشيء المسمى بالحجاب من التمتع بكل ملذّات الدنيا، انتهى ذلك العهد، ولن يهمني ما تقول يا أبي ولن أصغي لما ستقوله أمي ولن أكترث لنظرة الأهل والأقارب، فلا أحد يملك سلطة علي في هذا البلد الذي تحفه الحريات من جميع جوانبه.. ولن يستطيع أحد معارضتي.



    نحن لسنا في بلد شرقي ينادي بقوامة الرجل، هنا الأمر مختلف تماماً؛ فالكلمة والسلطة لي.. لن يمنعني مما أفعل أي أحد.. وإن تجرأ أحد فأنتم تعلمون أني سأترك البيت وأغادركم إلى مكان لا تصلون به إلي!
    فاتركوني وحالي ولا تزعجوني بكل تلك الكلمات التافهة: القيم والمبادئ والأعراف والتقاليد والدين.. ضجرت من تكرار ذلك السيناريو الذي لا ينتهي.. أريد أن أعيش حياتي.



    أمام ذلك كله لم يكن أمام الوالدين إلا أن يصمتا ويخفيا البركان الذي يغلي في صَدريْهما خشية أن ينفجر ويدمر كل شيء في طريقه، مراعين وجودهما في بلد أجنبي في قانونه حماية التفلُّت تحت مسمّى الحرية.



    وتمر الأيام ثقيلة على الوالدين وكأنهما يحملان جبالاً؛ فابنتهما الغالية تائهة التفكير، مخطئة في السلوك والتعبير، متجاهلة الحزن الذي خيم على والديها، متجنبة الحديث معهما إلا في ما ييسر لها أمور معيشتها.

    إلى أن كانت تلك الليلة التي عادت فيها فريدة شاحبة اللون وكأنها رأت الجان في يقظتها فسلبها شيئاً من روحها، فدخلت إلى غرفتها وتركت الباب مفتوحاً يستدعي قلباً حنوناً.



    لم تتردد الأم في تلبية الرجاء الخفي الذي سمعه فؤادها، فاستأذنت ودخلت لتجد مهجتها قد كساها الحزن من حلله حتى بدت شبحاً مصوراً في هيئة فتاة بائسة، فاحتضنتها وقبلت جبينها ومسحت الدمع من مقلتيها وخاطبتها بحبٍ ولهفة: "أي بنيتي! لم الحزن؟!
    ألست سعيدة في حياتك.


    أجابت والحيرة لا تفارقها والفكرة ما زالت تائهة في فضاء إدراكها: "أماه، هي الحياة التي أردتها!
    والسعادة التي أبحث عنها.. ولكني ما وجدتها!
    ما وجدت السعادة في أيٍ من الملهيات أو اللباس أو غيرها؛ لماذا؟!
    أردت أن أكون حرّة وأعيش سعيدة!
    ولكن أين أنا من كل ما تمنيت؟.


    أنت هنا يا بنتي...في قلبي، ولك الحق في التفكير والتعبير، وأسدل الليل ظلاله مودعاً صفحة من الجفاء متهيئاً لاستقبال فجر يوم جديد.



    بقلم ميمونة شرقية

  2. #2
    المشرفة العامة محررة مبدعة الصورة الرمزية قلب راض
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    مع الراحلين بقلبي.
    المشاركات
    23,349
    معدل تقييم المستوى
    169
    أسلوب تربوي جميل للبنات وهن من يحببن القصص

    فعلا , لا سعادة ابدا في غير ما أراده لنا مالك القلوب جل وعلا

    تشكري ام سارة على الموضوع الهادف ,,


    اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنّك حميد مجيد،
    اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد.
    .




  3. #3
    إدارية ومشرفة الركن الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    19,702
    معدل تقييم المستوى
    10
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    طرح مشوق وجميل وقلم عذب .. شكرالله للكاتبه ونفع بها .
    والسعادة كل السعادة في العوة الى الله تعالى واتباع اوامره واجتناب نواهيه ..

    الف شكر لك ياغاليه ولهذا الانتقاء المتألق ...
    دخول متقطع ،، ارجو المعذره ،،
    نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره
    (رحمك الله ياأبتاه وغفر لك وجعل مأواك جنة الفردوس الاعلى وجمعنا بك فيها )

    للمحتشمات ( أعجبني )
    هذا البهاءُ الذي يزدانُ رونقُـــــــهُ
    فيكن من يا تُرى بالطهـر حلاه ؟
    هل مثلكن نساء الارض قاطبـة
    أم خصكن بهذي الفتنــــةِ الله ؟
    (د. فواز اللعبون )


  4. #4
    ضيف مهم الصورة الرمزية عطر الشرق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    19,756
    معدل تقييم المستوى
    10
    قصة رااااائعة تحمل كثير من المعاني الجميلة والمعبرة

المواضيع المتشابهه

  1. قرآني نور حياتي **** (مشاركتي في مسابقه تجارب نورت حياتي)
    بواسطة القران كتابي في المنتدى الأسرة
    مشاركات: 128
    آخر مشاركة: 25-08-2018, 06:52 PM
  2. مشاركات: 85
    آخر مشاركة: 16-10-2012, 06:13 AM
  3. زوجى الحبيب انت شريك حياتى ولست كل حياتى
    بواسطة قلب راض في المنتدى الحياة الزوجية
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 20-08-2012, 08:03 AM
  4. شي بسيط ينور حياتج طول عمرج مممم و غير حياتج 100%
    بواسطة أم شهودي في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-12-2010, 07:53 PM
  5. شدة جمالى
    بواسطة sosoamora في المنتدى تأويل,(لكل عضوة رؤيا واحدة في كل اسبوع)
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-10-2005, 10:24 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |