أّلَِسِـعٌـــِـأّدٍةّ أّلَحًقُيِّقُيِّــِـِـِـِــةّ
أّلَحًمًدٍلَلَهّ وٌأّلَصّـلَأّةّ وٌأّلَسِـلَأّمً عٌلَئ أشُـرفُ أّلَأنِبًيِّأّ وٌأّلَمًرسِـلَيِّنِ ' سِـيِّدٍنِأّ مًحًمًدٍ وٌعٌلَئ أّلَهّ وٌصّـحًبًهّ أّجّـمًعٌيِّنِ.
وٌبًعٌدٍ.
فإن السِـعادة كلمة خِـفيفة على اللسِـان، حبيبة إلى قلب كل إنسِـان، وهّـي شُـعور داخِـلي يحسِـه الإنسِـان بين جّـوانبه يتٌـمًثل فُـي سِـكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشُـراح الصّـدر ، وراحة الضًـمير, وما من إنسِـان إلا وهّـو يسِـعى إلى تٌـحقيقها فُـي حياته، فأكثًـر الناس يظن أن السِـعادة في المال والثًـراء ، ومنهّـم من يتصّـور أن السِـعادة فُـي أن يكون له بيت فاخِـر وسِـيارة فارهّـة، ومنهّـم من يعتٌـقد أن السِـعادة فُـي كثًـرة الأولاد والأحفاد ، أو تٌـكون له وجاهّـة في المجّـتٌـمع، أو يتٌـبوأ أعلى المناصّـب ، ويظنهّـا البعض الآخِـر فُـي أن يتٌـزوج امرأة ذات مال وجّـمال ودلال.. وللناس فيما يعشُـقون مذاهّـب,
يا متٌـعب الجسِـم كم تٌـسِـعى لخِـدمتٌـه : : : أتٌـعبت جّـسِـمك فُـيما فُـيه خِـسِـران
أقبل على الروح واسِـتٌـكمل فُـضًـائلهّـا : : : فُـأنت بالروح لا بالجّـسِـم إنسِـان
إن هّـذه المتٌـع متٌـع دنيوية زائلة من عاش لأجّـلها والتٌـكثًـر منهّـا ولم يبتٌـغ غيرهّـا لم يذق طعم السِـعادة الحقيقية وليس له فُـي الآخِـرة من حظ ولا نصّـيب ,
فالسِـعادة ليسِـت في مال يجّـمعه الإنسِـان وإلا لسِـعد قارون، وليسِـت في طلب الوزارة والمنصّـب ولو كانت كذلك لسِـعد هّـامان وزير فُـرعون، وليسِـت في متٌـعة دنيوية ما تلبث أن تنقضًـي بل السِـعادة الحقيقية فُـي طاعة الله، والبعد عن معصّـيته التٌـي هي سبب في الفُـوز الأبدي (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فُـَقَدْ فَاز) )َسورة آل عمران(185)، وذلك بأن يسِـير الإنسِـان في هّـذه الدار على الصّـراط المستقيم، وأن يتٌـبًع الرسِـول الكريم، وأن يتٌـقي الله ويراقبه في السِـر والعلانية، والغيب والشُـهادة، فبذلك يفُـوز الإنسِـان ويسِـعد..
ولسِـت أرى السِـعادة جمع مال : : : ولكن التٌـقي هو السِـعيد
〰〰〰〰〰
إن القليل من الناس هّـم الذين عرفُـوا حقيقة السِـعادة فُـعملوا من أجّـلها وجّـعلوا مقامهّـم في الدنيا معبراً للآخِـرة ولم تلهّـهم الدنيا وزينتٌـها عن الآخِـرة (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينتٌـهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهّـُمْ فِيهَا وَهّـُمْ فِيهَا لا يُبْخِـَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)هود:15-16] وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * وقال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)
إن من أراد أن يحقق السِـعادة في حياتٌـه فليلتٌـزم بالأسِـباب التٌـي من قام بهّـا حصّـلت له السِـعادة والحياة الطيبة في دنياه وأخرهّ
•°•°•°•°•°•°•°____~___~
*الإيمان والعمل الصّـالح:
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ} [سورة النحل: 97]. وقال أيضا*
(..فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•__~__~
فالحياة الطيبة تٌـكون لأهّـل الإيمان والعمل الصّـالح وأما غيرهّـم حتٌـى وإن تٌـمًتعوا بالملذات المحسِـوسة فإنهّـم في ضًـيق ونكد؛ لأن مدار السِـعادة على القلب وراحتٌـه وصّـدق من قال:
لبيت تخِـفق الْأَرْوَاح فُـِيهِ ... أحب إليّ من قصّـر منيف
وَلبس عباءة وتٌـقر عَيْني ... أحب إليّ من لبس الشُـفوف
•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°___~___~
بل إن المؤمن الذي يرجّـو ما عند الله حتى وإن ضًـيق عليه في الدنيا وامتٌـحن فيها فُـإنه بإيمانه وعمله الصّـالح يشُـعر بسِـعادة غامرة, ولهّـذا يذكر ابن القيم رحمه الله أنه سِـمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جّـنِة من لم يدخِـلها لا يدخِـل جنة الآخرة, وقال لي مرة (يعني شيخ الإسلام): ما يصنع أعدائي بي؟ إن جنتي وبسِـتاني في صّـدري إني رحت فُـهّـي معي لا تٌـفارقني، إن حبسِـي خلوة وقتٌـلي شهادة وإخِـراجي من بلدي سِـياحة. وكان يقول في محبسِـه في القلعة: لو بذلتُ ملء هذه القلعة ذهّـباً ما عدل عندي شُـكر هذه النعمة، وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تٌـعالى والمأسِـور من أسره هّـواه. ولما دخِـل إلى القلعة وصّـار داخل سِـورها نظر إليه وقال فضًـرب بينهم بسِـور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله عذاب, يقول ابن القيم: ( وعلم الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه مع ما كان فيه من ضيق العيش فهو من أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدراً وأقواهم قلباً وأسرهم نفساً تلوح نضرة النعيم على وجهه)*
〰〰〰〰〰
*الإحسِـان إلى الخِـلق بالقول والعمل وأنواع المعروف فإن الله يدفُـع به الهّـموم والغموم عن العبد، ويعاملك الله وفُـق معاملتٌـك لعباده قال الإمام ابن القيم رحمه الله: \"من رفُـق بعباد الله رفُـق الله به، ومن رحمهّـم رحمه، ومن أحسِـن إليهم أحسِـن إليه، ومن جّـاد عليهم جّـاد عليه، ومن نفُـعهم نفُـعه، ومن سِـترهم سِـتره، ومن منعهّـم خِـيره منعه خِـيره، ومن عامل خِـلقه بصّـفة عامله الله بتلك الصّـفة بعينها في الدنيا والآخِـرة، فُـالله لعبده حسِـب ما يكون العبد لخِـلقه\" . قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [سورة النساء: 114].
*الاشُـتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافُـعة مما تٌـأنس به النفُـس وتشُـتاقه، فُـإن ذلك يلهّـي القلب عن اشُـتغاله بالقلق الناشُـئ عن توتٌـر الأعصّـاب، وربما نسِـي بسِـبب ذلك الأسِـباب التي أوجّـبت له الهّـم والغم، ففُـرحت نفسِـه وازداد نشُـاطه.
-*اجّـتماع الفُـكر كله على الاهّـتمام بعمل اليوم الحاضًـر، وتٌـرك الخِـوف من المسِـتقبل أو الحزن على الماضًـي، فيصّـلح يومه ووقتٌـه الحاضًـر،ويجد ويجتٌـهد في ذلك. قال صّـلى الله عليه وسلم: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) رواه مسلم.*
〰〰〰〰〰
-*الإكثًـأّر من ذكر الله، فُـإن ذلك من أكبر الأسِـباب لانشُـراح الصّـدر وطمأنينة
القلب، وزوال هّـمه وغمه،قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }. [سورة الرعد: 28].
-*أن ينظر الإنسِـان إلى من هّـو أسفل منه ولا ينظر إلى من هّـو أعلى منه في الرزق والصّـحة وغيرهّـا وقد ورد في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ) رواه مسلم.
فُـبهذه النظرة يرى أنه يفوق كثيراً من الخلق في العافية وتٌـوابعها، وفي الرزق وتوابعه، فيزول قلقه وهّـمه وغمه، ويزداد سِـروره واغتٌـباطه بنعم الله.
*السِـعي في إزالة الأسِـباب الجّـالبة للهّـموم، وفي تحصّـيل الأسِـباب الجّـالبة للسِـرور، وذلك بنسِـيان ما مضًـى عليه من المكاره التٌـي لا يمكنه ردهّـا، ومعرفتٌـه أن اشُـتغال فُـكره فيها من باب العبث والمحال، فيجاهّـد قلبه عن التٌـفُـكير فُـيها.
〰〰〰〰〰
تٌـقُويه القلب وعدم التٌـفاته لَلاهّـأّام وٌالخِـيالات التي تجلبهّـأّ الافُـكار السِـيئه لَان الانسِـان متٌـى أّستسِـلم لَلَخِـيالات وٌأّنِفُـعٌلَ قلبه لَلَمًؤثًـرأّتٌ من الخوف وٌالامراض وٌغُيِّرهّـأّ أوٌقُعٌهّـ ذِلَکْ فُـيِّ الهموم والغموم والامراض أّلَقُلَبًيِّةّ وٌأّلَبًدٍنِيِّةّ والانهيار العصبي.
الاعتماد والتوكل على الله وأّلَوٌثًـوٌقُ بًهّ الطمع في فضله فأّنِ ذِلَکْ يِّدٍفُـعٌ أّلَهّـمًوٌمً وٌأّلَغُمًوٌمً ويحصل للَقُلَبً من القوه والانشراح وٌأّلَسِـروٌر الشُـيء الكثًـير
انِه اذا اصّـابه مًکْروٌهّ أّوٌ خِـأّفُ مًنِه فُـلَيِّقُأّرنِ بينه وبين بقيه النعم الحاصله لَهّ دٍنِيِّوٌيِّةّ أّوٌ دٍيِّنِيِّة فُـأّنِهّـ سِـيِّظُهّـر لَهّ کْثًـرةّ مًأّهّـوٌ فُـيِّهّ مًنِ أّلَنِعٌمً وٌتٌـسِـتٌـريِّحً نِفُـسِـهّ وٌتٌـطِمًئنِ لَذِلَکْ.
〰〰〰〰〰
خِـتٌـٌـــــأّمًٌــٌـــٌـأ :::
أّتٌـمًنِئ قُدٍ أّسِـتٌـفُـدٍتٌـوٌأّ مًنِ هّـذِأّ أّلَمًوٌضًـوٌعٌ أّلَجّـمًيِّلَ....
اسال الله سبحانه وتعالى أّنِ يِّوفُـقني اياكم لتٌـحقيق الاسِـباب السِـعاده الحقيقيه لان نحًـِـيأّ حياه طيبه فُـيِّ الدنيا وٌنِفوز بجّـنه ربنا فُـيِّ أّلَأّخِـرةّ وصّـلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسِـلم
أّعـــٌـٌـٌـٌدٍأّدٍ خِــدٍمًــٌـٌـةّ/
هّـنِأّ نِبًـٌــدٍأ وٌفُـيِّ أّلَجّـنِةّ نِلَتٌـقُيِّّ
مواقع النشر