حبة الشعير وصايا نبوية وفوائد مذهلة
مع انتشار الأمراض بشكل واسع اليوم؛ وعلى رأسها أمراض القلب وضغط الدم، وسُوء التغذية، والسكري، يرى العلماء أن الحل يكمن في كون غذاء الإنسان هو دَواءه في ذات الوقت؛ حتى يكون دواءً طبيعيًّا ليس له آثار جانبية يناسب جميع الطبقات.
ويأتي العلم والتجارب المعملية اليوم لتثبت أن حبة الشعير خلق الله فيها ما يكفي احتياج الإنسان من الغذاء والدواء مصداقًا لكلام من لا ينطق عن الهوى –صلى الله عليه وسلم- الذي كان يأكل خبز الشعير ويشرب ماء الشعير، ويوصي بتلبينته.
فقد جاء في البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت إذا مات الميت من أهلها اجتمع لذلك النساء ثم تفرَّقنَ إلى أهلهن، أمرَتْ بالتلبينة، فطُبِختْ وصنعتْ ثريدًا، ثم صبَّت عليه، ثم قالت: كلوا منها؛ فإني سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((التلبينة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض، تَذهَب ببعض الحزن)).
الفرق بينها وبين ماء الشعير
ماء الشعير هو الناتج عن نقع أو غلي الشعير الجيِّد غير المطحون، وطريقته المثلى كالتالي:
ــ نصف كوب من الشعير الصحيح
ــ ثلاثة أكواب من الماء
ــ توضعان قِدرٍ نظيفٍ، حتى درجة الغليان، ويستمر الغليان على نارٍ معتدلة حتى يتبخر معظمه ولا يبقى منه سوى خمساه، ثم يُصفَّى ويشرب، ويمكن تحليته حسب الحاجة.
أمَّا التلبينة فهي الحِساء الناتج من دقيق العشير بنُخالته(جميع مكونات حبة الشعير) وتصنع على النحو التالي:
ــ ملعقتين من دقيق الشعير غير المنخول
ــ يضاف لهما كوب من الماء
ــ يطهى المزيج على نار هادئة لمدة (5) دقائق
ــ يضاف إليه كوب من اللبن وملعقة من عسل النحل، ويمكن تناول التلبينة كبديل عن وجبة الإفطار أو وجبة العشاء.
والفرق بين التلبينه وبين ماء الشعير أنَّه يُطبَخ من الشعير الصحيح، والتلبينة تُطبَخ منه مطحونًا، وهي أنفع منه؛ لِخُروج خاصيَّة الشعير بالطحن.
خبز الشعير
الشعير أقدم غذاء للإنسان على وجه الأرض، وحتى القرن السادس عشر كان المصدر الرئيس لدقيق خبز الإنسان وكان العرب في البدو والحضر يعتمدون عليه وبالنظر إلى خُبز القمح والدقيق المبالغ في نخله الأبيض والمسمى بـ (الفاخر) فهو المسؤول الأول عن السمنة، وتصلُّب الشرايين والسكري رغم أنَّ عناصر دقيق الشعير كافية لجعل خبزًا أصحَّ وأصلحَ من غيره.
الميلاتونين:
بعد اكتشاف أهميَّة مادة الميلاتونين للإنسان، انهمرت الأبحاث المعملية للعثور عليها في الأطعمة المختلفة، حتى وجده العلماء في الشعير بطريقة طبيعية، والميلاتونين هرمون يُفرَز من الغدَّة الصنوبريَّة الموجودة في المخ، ويقلُّ إفرازه مع تقدم الإنسان في العمر.
وظائف الميلاتونين
علاج حالات الاكتئاب، والعمل على تأخير ظُهور أعراض الشيخوخة، ورفع مناعة الجسم بشكل عام والوقاية من أمراض القلب المختلفة، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم، وتنظيم ضغْط الدم، والوقاية من الشلل الرعَّاش عند كبار السنِّ.
وأثبت الباحثون أن الإنسان يمكن أن يحصل على تلك الفوائد بتناوُل الشعير كحساء (شوربة) أو كخبزٍ، حيث يمد الجسم بمادة الميلاتونين المذهلة، ويعوِّض النقص في إفرازه مع تقدُّم العمر.
الفوائد الطبية لحبة الشعير
خضعت حبة الشعير لدراسات وتجارب عديدة، خلصت إلى النتائج التالية:
ــ غنية بمضادات الأكسدة مثـل فيتـاميـن (E) وفيتـاميـن (A)، وهذه المضادات يمكنها منع وإصلاح تلف خلايا الجسم والتي بدورها قد تكون بداية نشوء الأورام الخبيثة.
ــ مضادات الأكسدة منوطة بحماية الحمض النووي (DNA)، الذي قد يتعرض للتلف عند حدوث السرطانات وأمراض القلب.
ــ الشعير يقلل الإصابة بسرطان القولون وعلاج بطء النمو لدى الأطفال.
ــ أثبتت فعالية في الحماية من تصلب الشرايين (خاصة شرايين القلب التاجية).
وفي الختام يوصي خبراء التغذية بتغيير العادات الغذائية من أجل خفض معدلات الإصابة بأمراض السرطان والسكري المتفشية بالبلاد العربية والإسلامية، مع مراعات التقليل من اللحوم والإكثار من الخضروات والفاكهة، واستبدال النشويات والمعجنات بالخبز الخفيف المفيد المتمثل في خبز الشعير.
أ - نجاح شوشة
مواقع النشر