أولادنا والامتحانات نصائح وإرشادات للطلاب
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أولادنا والامتحانات نصائح وإرشادات للطلاب

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    dfgdfg أولادنا والامتحانات نصائح وإرشادات للطلاب






    أولادنا والامتحانات نصائح وإرشادات للطلاب

    الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الأولاد، وفتح لنا من أسباب الهداية كل باب، ورغب في طرق الصلاح وحذر من طرق الفساد. وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، وعلى آله وصحبه الذين اختارهم لصحبة نبينه وطهرهم تطهيراً.

    أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فلا سعادة ولا صلاح ولا نجاح ولا فلاح إلا بالتقوى.


    إخوة الإيمان: في أيام الامتحانات تعلن حالة الطوارئ والاستنفار من الجميع من الطلاب والطالبات، ومن الآباء والأمهات، ومن المعلمين والمعلمات.


    أيها الطالب: أعانك الله ويسر لك أمرك، ورزقك العلم النافع، عليك بإخلاص النية في طلب العلم، فإنه من أجلّ نعم الله.


    وعليك بالاستعانة بالله، فألح عليه بالدعاء، واسأله العون والتوفيق بالدراسة والاستذكار، فإن مَن كان الله معه وفقه ويسر له؛ وإياك أن تعتمد على حولك وقوتك مهما كان ذكاؤك وقدرتك! فأنت مخلوق ضعيف مهما بلغْت، ولكنك بالله قوي.


    احذر من الغش والاحتيال؛ لِأن الله يراك ويطلع عليك، فعليك بمراقبة الله والخوف من الله لا من الناس.


    احرص على تنظيم وقتك، وضع لنفسك جدولا زمنيا للدراسة، وإياك وصحبة البطالين لصوص الأوقات! فكم من الساعات الثمينة سرقوها باسم المذاكرة الجماعية.


    واحذر -أيضا- أصحاب السوء ولصوص الأعراض والعقول، فإنهم يكثرون بمثل هذه المناسبات، فكم حبة قدمت بحجة أنها أنها تعينك على الحفظ والفهم والسهر، فكانت هي النهاية، وبداية رحلة الضياع!.


    ولا تسهر؛ بل نم مبكراً، واستيقظ وقت السحر فإنه من أجمل الأوقات للحفظ والاستذكار، ولا تنس أن تركع لله فيه ركعتين تسأله العون والتوفيق، ولا تكن من أولئك الذين لا يعرفون الله إلا في أوقات الشدة، فلا يعرف طريق المسجد إلا في أيام الامتحانات.


    واقرأ مادة الامتحان كاملة قراءة مركزة، ثم اعمد إلى تلخيصها في نقاط مرتبة؛ لتستطيع استذكارها عند الامتحان.


    وعند الامتحان اقرأ كل التعليمات والأسئلة بعناية شديدة قبل البدء بالإجابة، ولا تقف أمام سؤال صعب بل تجاوزه إلى غيره، وابدأ بالأسهل؛ كسبا للوقت، وإذا نسيت فاذكر الله، وأكثر من الاستغفار؛ فإنه يفتح لك المغلقات، وإياك واليأس! فإن لم تنجح في المرة الأولى فكن شجاعا وكرر المحاولة، أسأل الله لك التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.


    أيها الوالدان: أبشرا بكل خير! فلن يضيع ربي جهدكما، فهذا التعب والجهد وهذا السهر والتدريس وهذا الهم والمتابعة منكما للأبناء كله مخلوف عليكما في الدنيا والآخرة.


    أما في الدنيا فصلاح الأبناء وبرهم وتفوقهم وحسن أخلاقهم إن شاء الله، وفي الآخرة رضاً من رب غفور رحيم، وجنة لا ينفد نعيمها، فقد قمتما بالمسؤولية أحسن قيام، وحملتم أمانة الأولاد وتربيتهم ومتابعتهم ليل نهار، فهنيئا لكما صلاح الأبناء والبنات، ورضا رب الأرض والسماوات!.


    أما أنت -أيتها الأم- فلن نوفيك قدرك مهما كانت الكلمات، تدريس واهتمام، وإعداد للطعام، وتعب وهمٌّ وقلق، فلله درك! كم صبرت! وآها لك! كم تألمت! فاصبري واحتسبي وأخلصي النية، وأبشري! فالله يطلع ويرى، ويعلم السر وأخفى.


    أيها المعلم وأيتها المعلمة: جزاكم الله عنا وعن أبنائنا خير الجزاء، فأنتم من ندين لهم بالفضل بعد الله، فكلماتكم سراج للأولاد، وبين يديكم يتربى فلذات الأكباد، فأنتم تحملون رسالة كريمة، وأمانة عظيمة.


    صدق الذي قد قال إنكَ شمعةٌ *** أخَذَتْ تُنير الدرب للرُّوَّادِ
    كم كان يسعدها لتحرق نفسها *** ويفيد منها الغير أكرم زاد


    أسأل الله لكم العون على الدوام، وخاصة في مثل هذه الأيام، أوراق اختبارات، وكشوف الدرجات، وتصحيح ومراقبة، ورصد ومراجعة.


    فيا معلم الخير: لا نجد ما نقول لك إلا بشارة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وكفى بها بشارة للمخلصين أمثالك: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأراضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، لَيُصَلُّونَ على معلم الناس الخير".


    فهنيئا لك هذا الخير، فبمثل هذه المعاني الجميلة، وبمثل هذا التعاون والإخلاص والتفاني من الجميع يتخرج الرجال، وتربى الأجيال، وتنهض المجتمعات لمراكز الصدارة والريادة، نقول مثل هذه الكلمات لهؤلاء أصحاب الأيادي البيضاء من الطلاب والآباء والمعلمين الأوفياء، شكرا واعترافا لهم بالجميل.


    وبهذه المناسبة إليكم معاشر الآباء والأمهات بعض التوجيهات والملحوظات فأقول:
    أولا: إن بعض الآباء والأمهات يهملون أبناءهم في أيام الاختبارات، فلا توجيه ولا إعانة ولا إرشاد، حتى إن بعض الآباء لا يعلم في أي مرحلة هم فلا يبالي بهم، فأكبر همه نحوهم حين كانوا شهوة قذفها في رحم الأم، فإذا خرجت النتيجة فهو أول اللائمين للولد والشامتين به!.
    إن رعاية الأولاد، والعناية بهم في هذه الأيام خاصة، والسؤال عن حالهم وامتحاناتهم لَمن أكبر المؤثرات على نتائج الطلاب ونجاحهم.


    ثانيا: أن نربي في أولادنا وصغارنا الاعتماد على الله ثم على النفس، وأن يحذروا الغش في الامتحانات، وأن نملأ قلوبهم بمراقبة الله والخوف منه، حدثني أحد مدرسي الصف الأول الابتدائي وعلامة الذهول والتعجب على وجهه أنه وجد ورقة غش في يد أحد الطلاب في إحدى المواد!.


    فيا للعجب! طفل صغير في الصف الأول يفكر بالغش! سبحان الله! من أين جاءت تلك الأفكار السوداء لذلك القلب الأبيض البريء؟! إنهم أمانة سنسأل عنها، فهل أعددنا لهذا السؤال جوابا؟!


    ثالثا: إننا لنعجب من بعض الآباء والأمهات وحرصهم الشديد على إيقاظ أبنائهم لصلاة الفجر في أيام الامتحانات وربما قبل الفجر، فإذا انتهت هذه الأيام قالوا لنا: إنهم ما زالوا صغارا وإنهم مشفقون عليهم فلا يحبون أن تنغص نومتهم، ألا فليتق الله هؤلاء الآباء! وليغرسوا أهمية الصلاة في نفوس الأبناء منذ الصغر.


    أليس من الأجدر بهؤلاء أن يشفقوا عليهم وعلى أنفسهم من النار؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].


    رابعا: إننا ننبه الآباء ونحذرهم من مروجي المخدرات، وأيام الامتحانات من مواسمهم الرابحة، فهي تدس للطلاب والطالبات باسم المسكنات والمسهرات والمنشطات على المذاكرة، وإن مما يؤسف له أن بعض تجار المخدرات يستغلون الصغار مروجين لبضاعتهم الكاسدة، فهم صغار وتسهل السيطرة عليهم، وهم أبعد عن التهمة، أعاذنا الله وإياكم منهم، وحفظ أبناء المسلمين من كل سوء وبلاء.


    يقول شاب مدمن: كنت في أيام الامتحانات، وكان لي قريب وهو صديق في الوقت نفسه وثق به الأهل ووثقت به، وكنت في المرحلة المتوسطة، عرض علي أن نراجع ونذاكر معا فوافقت على ذلك.


    وفي العصر خرجنا إلى البر، وعندما وصلنا إلى مكان هادئ بعيد عن الناس وقفنا، وأنزل الفرشة وثلاجة الشاي وطلب أن نستريح قليلا ونتناول الشاي، وافقت على ذلك، وفجأة وأمام عيني أخرج حبة بيضاء وتناولها، فسألته عنها فقال: هذه حبة بيضاء تساعدني على المراجعة، فأنا لا أستطيع المراجعة والحفظ إلا عندما أتناولها، وعرض علي أن يعطيني مثلها إذا أردت النجاح بصدق، وقال: أكبر دليل التجربة. وما زال يغريني ويقول: جرب ولا يضرك شيء وستعرف إن كنت صادقا أو كاذبا.


    قال الشاب: وبعد تردد مني قمت بتناولها، وشربت الشاي، ثم ذهب كل منا يراجع وحده، وشعرت بكثرة الحفظ والمراجعة؛ بل والحماس لكل المواد، ووعدني بتأمين الحبوب لي طيلة ايام الامتحانات الباقية.


    يقول الشاب: أشعر أني أحفظ وأفهم ولا أترك الكتاب إلا وقد فهمته، ولكن عندما أتيت الامتحان وبدأت الإجابة ضاع أغلب ما فهمت وحفظت من الكتاب!.


    وهكذا تصنع المخدرات بأصحابها، فهم يعيشون في عالم الأوهام والخيال، يواصل الشاب المذكور فيقول: وفي آخر الامتحانات نجحت بتقدير جيد، مع العلم أن تقديري كان ما بين جيد جدا إلى ممتاز، وبعد الامتحانات استمررت في تناول الحبوب، ومع مرور الوقت بدأت أشعر بنقص في ذكائي وموت قلبي وتشتت أموري، وكنت أصلي فتركت الصلاة، كثر تفكيري حتى إنه حصل عندي آلام في المخ، وأمراض في الصدر، ووساوس، حتى ظن أهلي أني مسحور.


    إلى أن قال: وبدأت أخرج من البيت بكثرة وأعتزل الناس، صديقي الوحيد هو الدموع الغزيرة والضيق الشديد، لا قيمة عندي لحياتي، ترددت كثيرا على العيادات النفسية، اقسم بالله أنني فكرت بالانتحار أكثر من مرة!... إلى آخر قصته التي كتبها بيده في أكثر من ثلاثين صفحة.


    أسوق هذا الموقف للعظة والعبرة للآباء والأبناء وخاصة في هذه الأيام، فقد كانت البداية بحجة الدراسة والمذاكرة الجماعية وبدون متابعة ورقابة من الأهل، وما أكثر الأبناء -بل وربما البنات- الذين يخرجون من بيوتهم هذه الأيام وبحجة المذاكرة مع الزميل والزميلة! والله وحده أعلم بحقيقة الحال، ولا يعني هذا سوء الظن والشك بالأبناء، وإنما اخذ الحيطة والحذر وحسن المتابعة لهم، فهذا أوان انتشاء الشياطين، نعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.


    خامسا: وبعد انتهاء وقت الامتحان اليومي، وفي الساعة العاشرة تقريبيا من صباح كل يوم تعال وانظر للطرقات والشوارع حول المدارس وماذا يحدث هناك من المشاهد المؤلمة، فستجد لصوص الأعراض والشرف يقبعون في كل مكان حول مدارس البنات أو حول مدارس الصغار والمردان، فكم من مصيبة حصلت في هذه الأوقات! وكم من مصيبة حصلت بحجة الدراسة مع الزميل أو الزميلة! وكم من موعد ضرب في مثل هذه الأيام عبر الهاتف جهاز الشيطان!.


    عباد الله: إن على كل واحد منا أن يراقب أولاده في حركاتهم وسكناتهم، في ذهابهم وإيابهم، في أصحابهم وجلسائهم؛ حتى يكون على بصيرة من أمرهم، وعلى يقين من اتجاهاتهم وسيرهم، فيقر ما يراه صالحا، وينكر ما يراه فاسدا.


    وإياك إياك أن تكون مثل ذلك الأب الذي نبه وحذر فما انتبه إلا بعد فوت الأوان، وبعد أن سطت الذئاب على الأغنام، فما ملك إلا البكاء والآلام!.


    ومن المشاهد المؤلمة في صباح الامتحانات أنك تجد شابا غرا حدثا لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره وهو يقود السيارة وقد امتلأت بأقرانه وزملائه وهم يجوبون الطرقات طولا وعرضا! وانظر للاستهزاء والسخرية بالآخرين وإيذائهم لزملائهم وإزعاجهم للناس بالتفحيط وملاحقة الطالبات وكثرة الحوادث والمصائب! فأين آباء أولئك؟ أين حرصهم ومتابعتهم؟ أولم يخَف هؤلاء من عقوق هؤلاء الأبناء وفسادهم؟.


    لقد انشغل أقوام بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها فأشغلوا أفكارهم وأبدانهم، وانشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم، ثم نسوا أهلهم وأولادهم، فأصبح أولادهم محنة عليهم وعناء وشؤما وشقاء والعياذ بالله! فأين أولئك الآباء من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة".


    إن صلاح الذرية له أسباب يفعلها الوالد، من أهمها التربية الصالحة، والقدوة الحسنة، ودعاء الوالد بصلاح ذريته.


    كما أن فساد الذرية له أسباب من أهمها: إهمال الوالد لتربية أولاده، وكونه قدوة سيئة لهم؛ فعلى الآباء بذل أسباب الصلاح والابتعاد عن أسباب الفساد.


    أيها المعلمون والمعلمات: إن الاختبارات أمانة وحكم، فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة، وحكم حين التصحيح، فعلى واضع الأسئلة مراعاة مستوى الطلبة فلا تكون سهلة لا تشف عن تحصيل، ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز، وعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله، يقظا في رقابته، مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية، يسمع وينظر، وأن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم، فلا يراعي شريفا لشرفه، ولا قريبا لقرابته، ولا غنيا لماله، إن عليه أن يراقب الله -عز وجل- الذي يعلم خائنة الأعين وما تحفي الصدور، عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسؤول عنها يوم القيامة.


    وإن من الأساتذة من لا يتقي الله تعالى في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق إما لأنه ابن صديقه أو قريبه او ابن شخص ذي شرف أو مال أو رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوة شخصية بينه وبين الطالب أو بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الأسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر الله به ورسوله فإقامة العدل واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب إعطاؤه إياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه.


    إن العدل -أيها المعلمون والمعلمات- لا يجوز أن يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة:8], ويقول سبحانه: (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9]، ويقول تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) [الجن:15].


    القاسطون هم الجائرون، وهم من حطب جهنم, والمقسطون هم العادلون، وهم من أحباب الله, وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل- وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا".


    فاتقوا الله عباد الله، و(كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) [النساء:135].


    وفقني الله لأداء الأمانة، والحكم بالعدل والاستقامة، وثبتني وإياكم على الهدى، وجنبنا أسباب الهلاك والردى.


    هذه معاشر الإخوة بعض النصائح والتوجيهات بمناسبة أيام الامتحانات، وأسأل الله أن يعين المعلمين والمعلمات، وأن ييسر على الطلاب والطالبات.


    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولعامة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.



    الخطبة الثانية:

    الحمد لله رب العالمين، وهو الحكيم العليم، يعلم ما كان وما لم يكن وما لم يكن كيف يكون إذا كان، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ,خلق القلم وأمر بكتابة ما هو كائن الى يوم القيامة: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12].


    والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.


    وبعد: عباد الله، يختبر الطالب لمعرفة نشاطه وحرصه على العلم والتحصيل، وليتبوأ غدا الوظيفة والعلم لنفع أمته، فإذا لم ينجح تأخر وربما أدى الأمر إلى طرده من المدرسة؛ ومن أجل هذا ففي مثل هذه الأيام تضطرب النفسيات وتتعكر الأمزجة ويطول السهر، ويبلغ الحرص مداه، ولا أحد يُلام، فالأمر يتعلق بالمستقبل وحياة أفضل.


    ولكن؛ إذا كان هذا كله من أجل مستقبل الدنيا الدنية التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة, أفلا يختبر من أراد دخول الجنة؟ نعم، أيها الإخوة الكرام، أمامنا اختبار أهم من كل اختبارات الدنيا كلها ولابد أن نتذكره في مثل هذه الأيام، إنه اختبار عام شامل فيه نجاح وتفوق وقبول، وفيه رسوب وطرد وإبعاد، أسئلته مقدمة قبله مفتوحة معلومة للناس حرصا من المختبِر على النجاح، رحمة بالحريصين على السبق، وكأني بسائل يسأل: ما موضوع هذا الاختبار؟ وما أسئلته؟ وما أسباب النجاح؟ وأين مكان الاختبار؟ وما درجة النجاح؟ وما فائدته وثمرته؟...؟.


    فأقول: أما موضوع الاختبار فهو الإيمان، فقد قال الله تعال:ى (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت:1-2].


    وأما الأسئلة فهي المذكورة في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155], وفي قوله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35]، فأخبر قبل وقوعها بأنها اختبار وابتلاء وامتحان.
    ثم تأتي أسئلة الامتحان النهائي السهلة والمعروفة لمن يسرها الله عليه: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟.


    وأما مكان الاختبار فهو هذه الحياة الدنيا، فما دام الإنسان حيا فيها فهو تحت الاختبار، فليأخذ حذره واستعداده؛ فإن الحياة كلها ابتلاء وامتحان، فمَن جاهد نفسه وصبر وحرص على أحسن العمل فقد نجح وفاز: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك:2].


    وأما أسباب النجاح فهي المذكورة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]، وقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة:155-156]، فالصبر والصلاة وتفويض الأمر لله وشكر النعمة هي أسباب النجاح.


    وأما تقدير النجاح فقوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:157]، (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، تقدير ممتاز، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) درجة الشرف الأولى.


    قال الحافظ بن كثير -رحمه الله-: قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "نعم العدلان! ونعمت العلاوة!" (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)، فهذان العدلان، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، وهذه العلاوة، فهؤلاء أعطوا ثوابهم زيدوا عليه أيضا.


    وأما فائدة الاختبار، فكما قال تعالى: (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]، وقوله: (وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) [العنكبوت:11].
    الاختبار -إذا- لمعرفة القلوب الطيبة النظيفة المستنيرة بنور الإيمان التي تصلح لحمل أمانة الله، والعمل بها، وتبليغ رسالة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والدعوة إليها.


    وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أمر يفعله بعض الطلاب في كتبهم ودروسهم، فحين ينتهون منها يرمونها في الأسواق، وتداس بالأرجل والنعال؛ بل قد ترمى في المزابل مع الأوساخ والأقذار؟! غير مبالين بما فيها من كلام الله، أو تفسير لآيات، أو حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو غيرها من وسائل العلم النافعة!.


    فعلينا جميعا أن نتعاون، وأن نعظم ما أوجب الله علينا تعظيمه: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].


    ونقوم بشكر الله ليزيدنا من فضله، ولندخر هذه الكتب أو نهديها لمن ينتفع بها، وإن لم تكن صالحة فلتحرق ولا يبقى منها شيء.


    اللهم بارك لنا في أولادنا، وارزقهم التوفيق والنجاح...

    الشيخ إبراهيم الدويش حقظه الله


  2. #2
    كوكب الشبكة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    1,857
    معدل تقييم المستوى
    23
    الله يسهل لهم كل عسير

المواضيع المتشابهه

  1. نصائح وإرشادات لاستخدام فرن الغاز
    بواسطة قلب راض في المنتدى المطبخ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-05-2019, 01:29 AM
  2. العنايه بالمولود نصائح وإرشادات هامه
    بواسطة نورمين في المنتدى الحمل والولادة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-06-2009, 01:17 AM
  3. نصائح هامة وإرشادات
    بواسطة أم الوردة في المنتدى مدرسة, تعليم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-03-2009, 08:31 PM
  4. نصائح وإرشادات من أجل علاقة جنسية أفضل بين الزوجين .
    بواسطة لذائذ في المنتدى الحياة الزوجية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-01-2009, 02:36 AM
  5. نصائح وإرشادات منزلية للمرأة المسلمة فقط
    بواسطة امة الله 2 في المنتدى المطبخ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-01-2007, 12:55 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |