في أكثر الأحيان، تمرّ نوبات الصرع لدى الأطفال الصغار كنوع من الاضطراب الطفيف، فيثبت نظره لدقائق معدودة ويضيع تواصله مع والدته. تحصل أحياناً وهو مستيقظ، وأخرى هو نائم، فيعضّ ويقوم بحركات غير إرادية وتلقائية... وبالإضافة إلى انقطاع تواصله مع والدته أو من يتواصل معه، يحصل له تشنّج في الوجه لبضع ثوانٍ، وقد يرمي برأسه إلى الخلف، وتتراجع عيناه، وتتقوّس ذراعاه قبل أن يبدأ بالبكاء. لا يمكن للطفل أن يفقد الوعي قبل مرور 15 دقيقة، ونادراً ما يصاب الصغار بما يسمّى نوبة صرع حادة، وهذا ما لا يجعله مريضاً بالصرع في ثلثي الحالات. أما سببها، فقد يكون عدم اكتمال نموّ جهازه العصبي المركزي.
ليست حالة صرع واحدة، بل أكثر من حالة
الصرع هو عبارة عن التعبير عن انقطاع مؤقت في النشاط الكهربائي في الدماغ، يُترجم بنوبات صرع. عندما تصبح الحالة متكررة خلال حياة الطفل، يصبح الوضع مرضاً مزمناً. فمن 5-10% من الحالات، يعود الأمر إلى وراثة عائلية، بينما في 40% من الحالات، يكون الأمر ناتجاً عن خلل عصبي كورم أو حادث ولادة أو خلل خلقي...
الوقاية
يسهل ارتفاع الحرارة كثيراً في دماغ الطفل الصغير، وهو في طور نموّه. من هنا، يكون عرضة للمشاكل العصبيّة أكثر ويصبح خطر نوبات الصرع أكبر. إذا تكرّرت وتطوّرت لتصبح اكثر خطورة، يمكنها أن تؤثر على المهارات المعرفية واللغة والحركية والتلقي الحسّي، وبالتالي تضر ببعض النقاط الوظيفية التي لم يكتمل توازنها بعد. هنا، تكمن اهمية التشخيص للبدء بالعلاج مبكراً وتفادي المضاعفات.
الأهل ومراقبة الطفل
أما العوارض والمؤشرات التي يجب على الأهل التنبه لها في حال حصولها فهي: ارتفاع شديد في الحرارة مصحوب بتشنجات؛ حتى لو لم تتكرر هذه النوبات، لا تهملي أي أثر رجعي للنوبات مهما كان سخيفاً لأنه قد يكون مؤشراً على إصابة أولية بالصرع. كما يمكن للأطفال أن يتعرضوا لغياب مفاجئ عن الوعي، وضجة غريبة يسمعها خلال الليل، وانقلاب كامل في العينين... في هذه الحالة يجب ألا تسلمي بأن صغيرك يرى الكوابيس. لذا، في جميع الأحوال، يجب أن تستشيري الطبيب حيال النوبات وردة فعل طفلك.
التمييز بين العوارض
كذلك يجب على الأهل أن يخلطوا بين العوارض ويفترضوا أن أي اضطراب يصاب به طفلهم هو نتاج لأزمات الصرع، إذ يمكن لنوم طفلك المفاجئ أن يكون ناتجاً عن بعض أنواع الأدوية التي يتناولها. كما لا تفترضي أن بعض ردود الفعل كارتجاج ذقنه دلالة، إذ إنها ربما ناتجة عن فرط البكاء أو الغضب
رد مع اقتباس
مواقع النشر