في يوم من الايام ، كانت هناك سفينة تبحر خلال عاصفة في البحر وغرق كثير من بحارة السفينة ، وبقي اثنين فقط من الرجال من هذه السفينة ، هم فقط من استطاعوا ان ينجوا فقد كانوا قادرين على السباحة ووصلوا سويا الى صحراء تشبه الجزيرة .
وكان هذان الرجلان الناجيين لا يعرفون ماذا يفعلوا ، فلم يكن لديهم اي ملجا آخر سوى الدعاء الى الله، ولكي يعرفون من كان اكثر قوة في صلاته، اتفقا على تقسيم الاراضي بينها وكل واحد منهم بقى على طرفي نقيض من الجزيرة .
وكان الرجل الاول يصلي كثيرا من اجل الغذاء، وبالفعل في صباح اليوم التالي، شهد الرجل الاول شجرة مثمرة الى جانبه على الارض، وكان قادرا على تناول الطعام والقطف من ثمارها ، اما عن الرجل الآخر فقد كانت ارضه قاحلة .
وبعد اسبوع، كان الرجل الاول وحيدا وقرر ان يصلي كثيرا من اجل الحصول على زوجة، وفي اليوم التالي، قد دمرت سفينة اخرى في البحر بالقرب من الجزيرة ، وكان الناجي الوحيد منها امرأة سبحت الى ارض الرجل الاول وتزوجا ، و على الجانب الآخر من الجزيرة، لم يكن عليه اي شيء للرجل الثاني .
وبعد فترة من الوقت ، الرجل الاول صلى كثيرا ودعا الى الله ان يرزقه بالمنزل والملابس والمزيد من الغذاء، وفي اليوم التالي، لم يصدق الرجل وزوجته ما حدث ، فقد كان الامر مثل السحر، فوجد كل ما صلى من اجله امامه ، اما عن الرجل الثاني لا يزال لا يمتلك اي شئ .
واخيرا، صلى الرجل الاول طالبا من الله سفينة، حتى يستطيع هو وزوجته ان يتركوا هذه الجزيرة، وفي صباح اليوم التالي ، وجد الرجل الاول سفينة راسية في جانبه من الجزيرة ، وفرح كثيرا هو وزوجته وقرر ان يصعد السفينة مع زوجته وقرر ايضا ان يترك الرجل الثاني على الجزيرة ، فهو اعتبر الرجل الآخر لا يستحق الحصول على جهده وتعبه في صلاته .
وبينما كانت السفينة على وشك الرحيل، سمع الرجل الاول صوت في عقله يقول له "لماذا ستترك صاحبك على الجزيرة"، رد عليه الرجل الاول قائلا " كل ما حصلت عليه حصلت عليه من كثرة دعائي في الصلاة وهو لا يستحق اي شئ لدي " ، وهنا رد عليه ذلك الصوت قائلا " انت مخطئ ، فقد كانت صلاته كلها عباره عن دعاء واحد فقط ولم يكن يدعوا لنفسه باي شئ" .
وهنا رد الرجل الاول قائلا " انا لا افهم شيئا ، فماذا كان يدعوا هذا الرجل اذا ؟ " ، رد عليه الصوت قائلا " كان يصلي دوما بان يستجيب الله لكل ما تدعوه في صلاتك وان يتم الرد على كل ما تبذلونه من جهد في الصلاة." ، وهنا فهم الرجل كل شئ وعاد الى رشده وقرر الرجوع بالسفينة لتلك الجزيرة واخذ صاحبه معه وان يقاسمه كل ما رزقه الله اياه من طعام وملابس .
وفي الواقع هذه القصة تعلمنا شيئا مهما للغاية وهو ان رزقك الذي يرزقك الله به ، قد يكون رزقك اياه لتشاركه اشخاص اخرين سواء كانوا من اقربائك او العاملين معك في شركتك او مصنعك او من اجل مساعدة الفقراء والمساكين
رد مع اقتباس
مواقع النشر