احذري من هدم مستقبلك وأهدافك!!


كانت هناك فتاة تطمح بصناعة مستقبل باهر لها فبدأت رحلة الكفاح.....

وبالفعل لقد حصلت على شهادة عالية ووظيفة مرموقة تحلم بها أي فتاة
وبالإضافة إلى هذا فقد كونت أسرة صغيرة تضمها هي وزوجها وأطفالها
لقد كانت تشتري كل ما تحلم به فالمال وفير ولم تحرم نفسها من شيء على الإطلاق
ومن الله عليها بالصحة و العافية فكانت تمتلك كل مقومات السعادة الدنيوية

وقد طمحت أن يرافق نجاحها الدنيوي نجاحا أخرويا
فحرصت على الصلاة والصيام والصدقة
وظنت أنها بذلك أدت كل ما يجب عليها فعله

ولكن!!!

أغفلت جانبا مهما لم يخطر ببالها ولو للحظه واحدة أنه سيهدم كل ما بنته
نعم لقد هدم مستقبلها الحقيقي
مستقبلها في الآخرة
فذهبت كل أعمالها هباء منثورا كأنها لم تكن
وبقيت الحسرة والندامة في وقت لم يعد ينفع فيه الأسف

ياليتها تنبهت له قبل وقوفها بين يدي الله
قبل أن يوضع الميزان
أما الآن فقد فات أوان الإصلاح

لقد أدركت أخيرا أهمية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
أدركت أهمية أحاديثه عليه الصلاة والسلام عن حسن الخلق وأنه أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة
وبأن الرجل ليدرك بحسن خلقة درجة الصائم القائم

لقد أفسد عليها سوء خلقها كل شيء
فلسانها قد يطيب بالحديث مع الغرباء ولكن مع زوجها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع أطفالها؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كان الصراخ والسباب رفيقها الذي لا ينفك عنها في المنزل
ظنت بأن سوء الخلق سيجعل زوجها ينفذ لها رغباتها خوفا من الدخول في شجار معها وأنها ستكون الرابحة بهذا
طنت أنها بسباب أطفالها والصراخ المستمر عليهم سيصبحوا قادة المستقبل وينفذوا أوامرها خوفا منها

وما علمت أنها بذلك تضيع الكثير و الكثير من حسناتها

كانت تعتقد أنها عندما تسب وتشتم بعض صديقاتها المقربات وأخوتها بأن هذا من المزاح والمداعبة اللطيفة
ولم تعرف أن السب والشتم من كبائر الذنوب
وأنهم يحصدون الحسنات
فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها فقال( لا خير فيها هي في النار)

فأين نحن من هذا الحديث؟؟؟؟؟

أما آن الأوان لنستفيق من غفلتنا ونتوقف عن هدم بنيانا في الجنة؟؟
أما آن الآوان أن نتقرب إلى الله بعمل عظيم عنده وهو حسن الخلق
فلا يسمع منا إلا أطيب قول وأرق حديث

؟؟؟؟؟؟؟؟

هذه القصة أتوجه بها لنفسي أولا ولكن ثانيا
راجية من الله أن ينفعني وإياكم بها