هذه زاوية اسطر فيها على مر الازمان ...
كل غربة يعيشها الانسان ...
وكل اهات يرنمها المكان ...
غربة في جميع الاحيان ...
بعيدة عن كل حبيب واخوان ...
الجزء الاول
غربتي ليست كغربة اي انسان ...
غربة عن ارض تحمل في طياتها اجمل شعور...
تعتز وتفخر حينما تذكره وتذكر المسير بين ارجائه ...
في بلاد الحب في ارض السلام ...
غربة تجعل الشخص يكتب بالالم ...
فتتساقط دموعه حرة على خديه ..
فتسافر روحه الفضاء ...
وتسامر نجمة السماء ...
فيتقلب في حلمه بين ارض و سلام ...
فيرى اهل لهم في قلبه كل المنى ...
ودعوات في ظهر الغيب يدعوها ..
فترتجف يداي ولا استطيع الاكمال ..
ولكن قبل الانتهاء سارحل معكم الى مكان اخر...
فهلموا معي و بحزام الامان تشبثوا ..
فرحلتنا بعيدة جدا ...
لننتقل الى موقف تشرئب منه النفوس ...
وتحزن منه القلوب ..
ودعوني اسطره من قلب عاش معاناة الرحيل ...
انظروا الى ذلك المكان .. واغمضوا الاجفان ..
حيث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
في رحلة هجرته ..
عندما يغادر مكة المكرمة ..
ارض ميلاده هنا ولد وهنا ترعرع ..
هنا اخذ الغنم وارتاعت معه..
وهنا مات جده..
وفي تلك الانحاء التقى بحبه خديجة وتزوجها ..
وهناك دفنها ودفن عمه وابنائه ..
فتسيل الدموع فليس هناك اسى اعظم من اهاته...
تخرج دموعه حرة و يبتعد ويكمل المسير ..
ثم يصل الى تلك المنطقة ..
ليقف ويلتفت الى ارض الحرم ...
الى البلد الامين ..
وهاهي تختفي عن ناظريه هوينا هوينا ..
فيقف على اطلال اواخرها ..
لينظرنظرته الاخيرة بكل ما تحمله الكلمات من احزان ..
ويشتد الالم عندما تكون محملة بدموع الحرمان ..
والطرد و الهوان ...
و تدمع عيناه على اشراف مدينته ..
ويقول مودعا وكانه يخاطب كائنا يسمع ويحس..
((: أما إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ماخرجت.))
واني لا بصم بان كل شجرة وحجرة مرى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم تتمنى ان لا تفارقها قدماه عليه السلام
فالنفوس مجبولة على حب الوطن وتشتاق للعيش بين رحاب مسقط رأسه ..
اطلت الحديث عن الغربة الاولى انتظروني في الغربة
الجزء الثاني لنرحل مع غربة من نوع اخر ...
*
مواقع النشر