وقفت تعبث بجدائلها الذهبية وهي تنظر إلى الأفق البعيد
ترقب مجئ القادم بكل لهفة وشوق ..
في مقلتيها لمعان غريب يبدو أنه لمعان الثقة والتفاؤل
سألت الطفلة ذات العشر ربيعاً
- أماه ألا ترين أن والدي قد تأخر كثيرا شهر مضى ولم يعد؟!
- نعم ياحبيبتي تأخر وعذره معه وربما قد قرب مجيئه
- ربما ولكنه أخبرني أنه إذا نمت زهور الريحان ونبتت سوف يأتي
- نعم صحيح !!
- ولكنها لم تنبت بعد بل هي مازال الوقت مبكراً لكي تنمو!!
وأخذت تلك المرأة التي يشع الحنان والعطف من عينيها
تكمل احتساء القهوة وهي تفكر بعمق وقطع تفكيرها
- أمي سوف أذهب إلى الحديقة ألهو ..
- حسنا ياصغيرتي لمى ولكن لا تتأخري
- لن أتأخر ياأمي
وطبعت على خد أمها قبلة رقيقة كرقتها
****************************************
هههههههههه
ما أجمل الجو ما أجمل الطبيعة
سحرها خلاب و آسر لي
أخذت الصغيرة تردد هذه الأنشودة
وهي تلعب بمرح وتزهو ضاحكة
تارة تغطس قدميها في البحيرة
وأخرى على أرجوحتها تميل
ثم عادت بخفة الى كوخها
الجميل .. الهادئ ...الذي يقع في منطقة من أجمل مناطق الريف
- مرحبا أمي
- أهلا يا صغيرتي
- هل استمتعت اليوم ؟؟
- نعم ياوالدتي كثيرا
- ههههههه
- يالك من لطيفة ياحبيبتي
- هيا أذهبي واغسلي يديك كي تتناولى كعك الكاكاو
- يااااااااه ياأمي أِشكرك كثيراً
****************
خلدت إلى النوم وببراءة الصغار
لايدور في خلدها إلا شئ واحد أين أنت يا أبي؟؟
أخذت تسرح بخيالها بعيدا ...
( بأن تنمو زهرة الريحان ويعود والدها وتضمه
بشوق ولهفة .. ويحملها بين ذراعيه
وتركب في زروقه ليصيدا الأسماك
كما كانا من قبل )
ودخلت في نوم عميق
لتكمل أحلامها البريئة
ليس في قلبها حقد ولا ضغينه
هكذا هي الطفوله
************************************
- هيا حبيبتي تناولى كوب الحليب
- حسنا
وتناولت على عجل فهي تريد أن تسقى زهرة الريحان
حتى تكبر ويعود والدها بسرعة
وسرحت بخيالها الصغير في يوم وداع والداها
حينما أراد السفر .. وتذكر كم بكت وبكت
- أرجوك يأبي لا تذهب
- لا تبكي ياصغيرتي
- لن أتأخر أيام وسأعود
- لكني أحبك ولا أريدك أن تذهب
- وأنا أحبك أيضا ( قاوم دمعة في عينيه ينظر إلى هذه الصغيرة ويتأمل احمرار وجنتيها وتبللها بالدموع )
- لمى حبيبتي أعدك إذا ما نمت زهرة الريحان سوف أعود ..!!
- حقا والدي ؟!
- نعم ياصغيرتي
وطبع عليها قبلة حانية وغادر مسرعا حتى لا يتراجع في لحظة ضعف أمام دموع طفلته
***************************************
- لمى هل شربت كوب الحليب ؟
- لا لم أشرب .
- هي أشربي ياصغيرتي كي تسقى زهور الريحان
- وابتسمت ابتسامة آسرة نسيت بعدها تفكيرها .
تناولت وجبة الفطور ونهضت بكل حماس وسعادة كي تسقي زهور الآس
ومضى يومها كبقية أيامها باللعب واللهو
وبعد مرور شهران
في الصباح الباكر ذهبت الى الزهرة فوجدتها قد نمت
- أمي أمي
- خيرا ابنتي؟!
- لقد نما زهر الريحان
- سيعود أبي ... سيعود بكل تأكيد !!
وإذا بالباب يطرق
وعاد مع نمو الزهرة
وكأن هناك ارتباطاً وثيقا ً بينه وبين زهر الريحان..
انتهت
__________________
مواقع النشر