السلام عليكم
صمودٌ وإنكسار
وأوراقٌ نِهايتُها إنتحار
وقلمٌ أدركَ مصيرهُ فَلَبَثَ بالفِرار
لكن إلى أين إلى أين
فالطيرُ فالسماءِ حزينُ
يُحلِّقُ هُنا وهُناك
وبعدَ حينٍ لابدَّ مِنْ يأتيهِ الهلاك
حكايةُ أنثى حكايةُ حزينة
حكايةُ أنثى حكايةُ أليمة
حكايةُ أنثى حكايةُ جِدُّ عجبية
نعم حكاية أُنثى التي سأرويها لكم بقلبي لا بأناملي وهذه الأنثى تُدعى مرام ذات إحدى وعشرينَ ربيعاً ناضجة البيان
فاهمةُ الإدراك قويّةُ الإرادة .. وهي بكل صراحه ووضوح من سُكانِ حيّيا المتواضع ( حي الوديعة ) إلتقيتُ بوالدها سلمتُ
عليه وعلى وجههِ الحُزنُ .. فَذكّرتهُ بالله حتى سَكَنْ أحسنَ الله عَزَائكَ يا أبا خالد وصبَّركم .. لَبِثَ مَليّاً وقال : الحمدُ لله
ماتت على أحسنِ هيئه ثم ذَهَبْ في طريق لا أعلم إلى أين يذهب .. !! وفي المساء وبعد صلاة العشاء إذ بخالد أمامي
السلام عليكم .. وعليكم السلام .. أحسن الله عزائكَ .. جزاك ربي الجنه يا حسن .. الحمدُ لله أنها ماتت على أحسن هيئه
ماذا على أحسن هيئه .. ماذا قُلتَ على رسِلِكَ ظُهرا هذا اليومَ قابلت أباكَ فقال في نهايه كلامة لي : الحمد لله أنها ماتت على أحسن
هيئه .. فوالله يا خالد لم تذهب هذه الجملة عن بالي .. أرجوك حدثني عن شأنها إن أذنتَ .. إن شاء الله سأُحدثُكَ بقصة أختي كاملة
ولكن بعدَ أسبوعاً من الآن قلتُ : خير إن شاء الله .. وانطلقَ الكلُّ في طريقه هذا إلى بيته وهذا إلى بيته .. وأنا لا أنسى
الحمدُ لله ماتت على أحسن هيئة .. كيفَ ماتت وعلى أيُّ هيئةٍ هذه .. ؟ أريدُ القصة أريدُها أريدُ أن أسمعها
مرّت الأيام وكأنها سنين وفي ذَلِكَ المكان وبالتحديد عِندَ الخبّاز إلتقيتُ بخالد .. فوعدني أن يأتي إلى بيتي بعدَ صلاة العشاءِ
أتى وأتى بقلبهِ وبكائهِ وأحزانهِ لنتشارك بقصة أختهِ التي أريدُ أن اسمعها منهُ .. وبعدَ ما شَرِبنا القهوة معاً دَخَلَ علينا أخي
الصغير عمر فسلّم على خالد ورحّبَ بهِ وبعدها سَكَنَتْ نَفسُ خالد وذكر الله وقال .. عِندَ بُلوغِها الثمانةَ عشرَ بدأت مرام البداية
الحقيقية .. عفواً خالد ماهي البداية الحقيقية .. ؟ آسف لا بأس .. الإستقامة على طريق الحق .. تابت على إحدى صَدِقَتِها في
المرحلة الثانوية وصَدِقتُها تُدعى ساره .. ساره هذه داعية إلى الله في مدَرستها .. أحبّت مرام ساره حُبَّاً جمّا وكانت لها مُلازمة
أشد الملازمةِ .. أُحَدِثُكَ عن مرام أتي أضاءت بيتنا نوراً وذكِراً وإيماناً فبها أبي تركَ التدخين .. فبها أمي تركت القذف والنميمة
والغيبة فبها أنا أخوها تركتُ كل شي لله من فضل لله ثم فضل أختي . دائماً بسّامة لي ولأبي ولأمي .. إن جلستُ معها ذكرتني بالله
والجنة والنار وبعد هذا تأتي بالمُزاح الصريح ألا كاذب .. تُصدق يا حسن وأنا في عملي تراسلني عبر الجوال برسائل إيمانية
فَقولُ في نفسي ( اللهم أحفظ أختي من كُلِّ مكروه ورزقها الزوج الصالح ) .. بدأت رحلة الدعوة إلى الله .. ما شاء الله يا خالد
أختك نِعمَ الأخت .. أكمل كيف تدعوا إلى الله .. تدعوا بأسلوبها المرح الشيّق .. فلا أخفيك يا حسن فقد تابت إحدى عشرَ فتاة
على يديها بعد توفيق الله سبحانه .. فساره ومرام داعيتان إلى الله كانتا قريبتان في كل شي وكذلك التواصل عبر الجوال فصدقني
يا حسن إن قالت لي أن هناك محاضرة دينية أذهب بها لكي تسفيد وأنا أستفيد وأيضا يا حسن باره بأبي وأمي .. ما شاء الله تبارك الرحمن
خالد .. نعم عمر .. أختك هذه هل تُصلي في الليل .. نعم يا عمر صوّامة قوّامة يا عمر .. فيا حسن هل تصدق أنها تأتي إلي في الليل
وتُطرق الباب وتقول : قم يا خالد وتقول حينها تُنادي ولا أنساها ( قم يا خالد الله سبحانه ينزلُ إلى السماء الدنيا ويقولُ هل من تائب
لأتوبَ عليه هل من مُستغفر لأغفرَ له هل من سائل لأُعطيهُ ) وكل يوم ليلا إلا إذا أتت دورتها الشهرية .. ما شاء الله أكمل أكمل
عِندما كنتُ في الظلال أخرج خارج البيت أتجوّل في الشوارع تائه .. ولكن الآن كُلُّ شي تغير أبي وامي وأنا كُلنا على إستقامة وهُدى
وخير عظيم الحمدُ لله على ذلك .. بعدَ سنه أتى خاطب يخطب ساره صديقة مرام أختي فَعَلِمت مرام بذَلِكَ ففرحت فرحاً .. وعَلِمت أيضا
أن الخاطب إنسان مُستقيم ذَكرت الله وحَمدتهُ وبعد زواج ساره انقطعت أو بأحرى أنقطع حبل التواصل ساره بمرام أختي ولكن بالجوال
الصداقة قائمة والحب في الله دائم .. وفي حياتنا الأخوية اليوميّه ذاتَ مره أتت إلى غرفتي ظُهرا تقول ( لو سمحت خالد اليوم بيجو بنات صدقاتي طبعا فأحبيت أقولك )
قلتُ إن شاء الله ولكن ماذا هناك .. ؟ تقول ( بسوي مسابقة الشريط ) أقولُ لها ( كيف يا مرام ) تقولُ ( شريط يسمعونه ثم يجاوبوا
وتأخذ هذه الشغله للصلاة العشاء آسفه ) أقولُ لها ( خيراً إن شاء الله ) وامضي إلى أي صديق لي لأقضي معهُ بعضَ الوقتِ وإذا لم
أجد فأذهبُ إلى المسجدِ لقراءة القرآن الكريم واستفد من وقتي وهكذا يا حسن .. ما شاء الله أكمل .. بعد سنة تابة أكثر من خمسينَ
فتاة على يدي أختي مرام .. ما شاء الله تبارك الرحمن .. سؤال هل تُشارك في مناسبات مثل " جهة خيّرية نسائيّه " .. نعم نعم الكثير الكثير
واذكر أنها شاركت في ملتقى النسائي تبع قافلة الخير سدد الله خطاهم .. وتعرفت على فتيات في سنّها والحمد لله ( حسن لو سمحت ماء )
( عمر انقز قو قو جب ماء ) ( إن شاء الله ) ما شاء الله يا خالد قصة أختك فعلاً قصة عجيبة .. ( تفضل الماء ) ( جزاك الله خير )
أنتشر أسم أختي في كل الحي أن على صغر سنّها داعية ووموجهه .. والذي جذبَ البنات إليها رقة أسلوبها المُحب .. هل تُصدق يا حسن
أني لا أريدها منها أن ( تسكت ) عن الكلام الذي يا حسن يشمل الخير والفلاح والصلاح والتقى والعفاف .. فهيَ أختي رَحِمَها اللهً وادخلها
الجنان .. وقبل شهر من الآن تعبت أختي مرام تَعِباً شديداً .. والذي أعرفه وإن لم يَخُن ظني أنها قرحة في المعدة .. تأتيها فترات ولا تُخبرنا
وإذا قلنا ( فيك شي ) تقول ( لا الحمد لله ربي راح يشفيني مافيني شي إن شاء الله ) وعلى هذا القول .. وبعدَ اسبوعين تسقط مرام مغشياً
عليها فالصالة أسرعَ أبي وأمي لها .. وتصلت أنا بالإسعاف وإلى العناية المركزة حسب الحالة .. أبنتكم أصابها نزيفٌ حاد في المعدة وأنا
يا حسن أتذكر عِندما قالت ( لا الحمد لله ربي راح يشفيني مافيني شي إن شاء الله ) شككت في الموضوع وما أغباني عِندما تناسيت ذلك ولكن
قدّرُ الله .. قال الدكتور لأبي لا بد من إجراء العملية الآن وعليكم بالتوقيع هنا نيابة عن أبنتكم .. واثناء التوقيع إذا بصُراخ أنثى من هي إنها
أختي الغالية مرام أتيتُ لها مُسرعاً رأيتها وهي تصرخُ من الألم .. عِندها يا حسن خَرَجَ مني كلام لا يخرج إلا لزوجة .. قلتُ لها وهي تصرخ
( شفيك حياتي .. تصبّري حياتي مرام يا قلبي .. الله هو الشافي ) صدقني خَرَجَ مني هذا الكلام .. فلا استطيع أن التحكّم بالحروف من هول ما
رأيت ولكن يا حسن هو الشوق هي الأخوة عِندما الأخ يحب أخته للخير .. قالت لي ( يا خالد مافي فايدة لا تعبون أنفسكم أنا أحس أن الروح
راح تطلع ) .. اقول لها ( لا لا لا أنتي بخير وعافية ) بهذا الصراخ أتت أمي وبدموعها الصادقة وأتى أبي والدكتور لكي ينقلونها إلى غرفة العمليات
سريعاً ولكن فات الآوان سكتت مرام وقالت بلسان متقطع ( أني أرها وربي أني أرها وربي تعالي يا ثِمار أني أرها وربي ) فقالت وهي تشخصُ بصرها
إلى السماء ( اشهدُ ألا إله إلا الله وأنَّ مُحَمَداً روسول الله " مرتين " ) بعدها مالت برأسها يميناً .. ماتت مرام وخرجت الروح إلى باريها .. ماتت
مرام إنها والله الخاتمة الحسنة والشهادة بأذن الله يا حسن فوالله ( يبكي ) فوالله أنها نطقت بالشهادة كاملة وبصوتٍ مسموع . أمي وأبي تسابقا لحظنها فوالله ( يبكي )
أني شممتُ رائحة تخرجُ من جسمها زكية فوالله يا حسن ( يبكي ) أني أحسستُ بشي غريب يبعدني عن أختي ليسَ أنا فحسب بل أبي وأمي والدكتور
ونيرسات كذلك .. لا أعلم أهي لا أدري أستغفر الله أهي الملائكة أهي .. ؟ ولكن قُدرة الله فوق كل شي سبحانه فوالله ( يبكي ) أن الجميع الذينَ في
قسم الطوارئ اجتمعوا الذي يقولُ ( من هو ألي حط العطر ذا جزاه الله خير ) والذي يقول أيضاً ( من وين هذا العطر ) وهم يا حسن لا يعلمون أن هذا
العطر أو الرائحة تخرجُ من جسد أختي مرام .. أتى رجلان من الشرطة من هذا المُستشفى طبعاً وأخلوا المكان .. واتى الغد وصليّنا عليها ودفنّاها
أن الذي دفَنتها لأن أبي يعاني من آلام في ظهره وأنا ماذا وأنا أبكي بما رأيتُ من أختي فرحاً .. وإلى يومُكَ هذا أبي يقولُ ( الحمدُ لله ماتت على أحسن هيئه )
وأنا كذلك .. أسال الله لها الجنة آمين آمين .. بعدها ذكرتُ خالد بالله وذكرته مافي الجنة من نعيم مقيم وذكرت كل شي ولا أخفيكم عندما اذكر صفات الجنة
أقول لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خَطَرَ على قلب بشر .. بعدها أعتذر خالد عن تناول العشاء فلديه عمل لابد أن يُنجزه .. تممت بحمد لله
نصيحه خاصه لكِ يا أختي خُذي نهجَ أختكِ مرام غَفَرَ الله لها .. ؟
القصة حقيقية..
منقـول
رد مع اقتباس
مواقع النشر