بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا موضوع كثير ما كان يجول في خاطري
وأستغرب من بعض العوائل في نظرتهم السلبية تجاهه .. فالكل منا يعلم ان العقود في الإسلام أساسها هي تحقيق المصالح بين الطرفين والحفاظ عليها ..
وهذه تعني القبول بشيء ما والوفاء به.. مع استيفاء الشروط ومتى اختل شرط من الشروط قد يخل بالعقد .. ومن أهم العقود في الإسلام وأرقاها هو عقد النكاح ...
ولكن ما نلاحظ في بعض المجتمعات أو بعض القبائل أنهم يتهاونون في كتابة شروط الزوجة عند عقد النكاح بحجة أنه ليست من المرؤة أو خوفا من عنوسة الفتاة أو بحجة أن الرجل المتقدم للفتاة ثقة .. فبعد ذلك يحدث ما لا تُحمد عقباه .. بينما أن للفتاة حقا شرعي
أن تضع شروطها على من تريد الإرتباط به وقد أباح الإسلام ذلك للحفاظ على الحياة الزوجية
ولكي يأمن كلاً من الطرفين العيش بسلام ... والمثل الشعبي يقول :
(( إللي أوله شرط آخر نور ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج))
فمثلا بعض الفتيات تريد أن تتزوج وبنفس الوقت تريد أن تكمل دراستها فيتحرجون الأهل من وضع هذا الشرط حسب نظرتهم أنها ليست من المرؤة رغم انه حق شرعي للفتاة أن تشترط ما تريده في حدود المعقول .. فتتفاجأ الفتاة بعد الزواج أن زوجها لا يرد أن تكمل دراستها .. ومثال آخر
قد تكون موظفة وتريد أن تبقى في وظيفتها فيتجاهل الأهل هذا الشرط فتوضع أمام الأمرالواقع بعد الزواج فيخيرها زوجها إما الوظيفة أو البقاء معه .. !! وأيضا بعض الأزواج تكون نظرته مادية جدا فيقول إما أن تعطيني من راتبك شهريا أو تتركين الوظيفة والسبب تهاون الأهل في الشروط عند كتابة عقد النكاح .. وبعضهم يتهاون في شرط المسكن المستقل رغم انه حقا شرعي وإن لم تشترط .. فتجد بعض الفتيات في حاله مذبذبة لا تستطيع السكن مع أهل الزوج لسبب من الأسباب .. إما أن تكون وجود المشاكل والتشاحن أو ضيق المنزل وعدم توفر الخصوصية ... فيجبرها الزوج إما ان تعيشي معي على هذا الوضع أو أن تختاري الطلاق .. فتختار حسب ما يُقال (أهون الشرين )) ... وتجاهل هذه الشروط لا شك ان فيه غبن للفتاة من قبل الأهل
وذلك لأنه قد يسبب وجود الكثير من المشاكل بعد انتقال الفتاة إلى عش الزوجية ...
فالشروط في عقد الزواج حق شرعي ليس فقط للفتاة فحسب بل أيضا للشاب المتقدم لأن عقد الزواج مثل أي عقد من العقود لا يقوم إلا على اتفاق وقبول الطرفين (الزوج والزوجة ) ..
ودائما ما تحدث المشاكل بين الزوجين في حياتهما لأنهما في الحقيقة لم يحددا شروطهما أثناء كتابة العقد فتكون الأمور بينهما غامضة ومعقده .. ولا شك أن هذه الشروط هي التي تنصف المرأه في حياتها الزوجية وعدم النظر في شروطها هو استهتار من جانب الأهل وظلم لها إلى غير ذلك إني أتعجب من بعض العوائل عندما يقولون بالحرف الواحد (وتتشرط بعد !)
أليس هذا حق أباحه الله وشرعه !! فلماذا يحرمه المجتمع على الفتاة!! بالتأكيد السبب النظره الإجتماعية المتخلفة .. فالمرأه ليست كالرجل عندما تتنغص حياتها فتكون بين خيارين لا ثالث لهما أم الرجل عندما تحدث المشاكل له عدة خيارات .. أنا لا أتكلم عن الشروط الخيالية التي قد تشترطها بعض الفتيات ولكن أتكلم عن الشروط المعقولة التي فيها ضمان لعيش المرأه بسلام في حياتها الزوجية وأيضا تكون رادعا للزوج أن يخل بأحد هذه الشروط .. ..
وكذلك لا بد أن نضع بعين الإعتبار أن وضع الشروط عند كتابة عقد الزواج فيه تخفيف لكثير
من المشاكل بين الزوجين وهذا ما يجهله كثير من الأهل .. ولكن ما أتعجب به أن المجتمع يلتزم بشروط أي عقد من عقود الإسلام الأخرى ويرونه شيء مهم ليضمنون حقوقهم ومصالحهم ولكن أتعجب من اهمالهم للشروط عند كتابة عقد النكاح رغم أنه أهم عقد في الإسلام الذي على أساسه تُبنى ركائز الأسر ومن ثم المجتمع بأكمله ..
فما رأيكن في كتابة الشروط عند عقد النكاح هل هو مهم أم ترونه تعقيداً للزواج كما يراه البعض
الموضوع للنقاش أرجو التفاعل ..
أختكن ومحبتكن في الله
{~جوود~}
مواقع النشر