الرجل مثل المطاط عندما يحاول الإبتعاد والإنغلاق على نفسه قليلا ثم يعود
إلى وضعه الطبيعي وشبهته بالمطاط لأنه إذا أمسكنا طرف المطاط بيد وباليد
الأخرى بدأنا نسحب الطرف الأخر
فمالذي سيحصل
يتمدد المطاط ويستمر حتى يصل لنقطة لايستطيع السحب لأكثر من ذلك وذلك لأن
المطاط وصل إلى أقصى حد وأعطى أقصى مايمكن لذلك لو أستمررنا بمسك المطاط من
جانب وقمنا بترك الجانب الأخر فسيعود بشكل قوي وسريع لطرف المطاط الذي
تركناه فحالة الرجل تشبه تماما المطاط فعندما يصل إلى أقصى حد إلى الأبتعاد
فيحصل لديه التغيير في نفسيته ومزاجه ويعود بدون مقدمات يحبك ويشعرك بذلك .
هذا أمر طبيعي جدا يحصل لكل رجال العالم المتزوجين خاصة
غالبا ماتحتارين وتستغربين لماذا يقوم بذلك لأنك تعلمين مقدار حبه لك وتعلمين بأنك لم تقومي بأي أمر جعله يغضب أو يكون سبب في عزلته
لم هذا التصرف ياترى
هذه الحالة طبيعية جدا وليست من إختيار زوجك أو غلطته أو غلطتك فكثير في حياتنا أمورا لانستطيع التحكم بها
لكن للأسف بعض النساء لاتعرف هذا الأمر وتسيء فهم هذا الامر وتفكر بأمور
سلبية مما قد يصيبها التوتر والعصبية وقد تنطوي وتبتعد عنه وتشعر بخيبة
الأمل لأنها تشعر بأن زوجها غير متفهم لمشاعرها وبأنه يصدها ويؤذيها
بإبتعاده المفاجىء .
قد تكونين أنت وزوجك تعيشان بسلام وسعادة وصفاء وفجأة بعد شعوره بإشباع
الرغبة التي تكون غالبا بعد الزواج بفترة يبتعد عن كل من حوله وذلك لأنه
يريد أن يشعر بإستقلاليته وذاته وعندما يرتاح يعود طبيعيا كما لو لم يحصل
شيء وبشكل أقوى لأنه يشعر بحاجته للحب مرة أخرى ويكون مستعدا ومتلهفا
لتقديم الحب إليك ويشعر بالقوة ويكون مستعدا لتقبل حبك ومشاعرك العاطفية .
لكنه يتفاجأ بأنك غاضبة منه وتصدينه فيشعر بالإشمئزاز والإنزعاج لأنه يعلم بأنه لم يغضبك أو يسبب لك الاذى .
تزوجت سحر وكانت سعيدة جدا هي و وزوجها وبعد ستة أشهر من الزواج لاحظت سحر
تغير مفاجىء لزوجها خالد فبعد أن كان يلاحقها ويتودد إليها أبتعد عنها أصبح
صامتا عابسا لم يعد ذلك الزوج الذي أحبته سحر فاحتارت من ذلك التغيير
وأنتابها الشعور بالقلق والحيرة وأصبحت تستعيد في مخيلتها كل ماحصل في تلك
الفترة وتفكر في كل صغيرة وكبيرة حدثت لعلها تجد سبب لذلك التغيير المفاجىء
.
تارة تقول أصبح لايحبني كالسابق وتغيرت مشاعره نحوي .
هل قلت كلمة أثارت غضبه لايجب أن أقولها .
هل شعر بالندم من زواجه مني ويريد أن يغير رايه ويطلقني .
هل عصابتنا عين حاسدة أو سحر .
هل يوجد هناك إمرأة غيري في حياته .
يا إلهي ماذا حصل ياترى !!!!
بعد كل ذلك لم تتوصل سحر لأي نتيجة وبدأت تحاول إخراج خالد من حالته
النفسية الغامضة فبدأت بالكلام حتى تعرف ماوجهة نظره وأصبحت تتحدث كثيرا في
أمور شتى لتجره إليها وترجعه إلى حالته الطبيعية وتحاول إرضائه والدفاع عن
نفسها وتبرير أفعالها وإظهار حبها وإخلاصها وإهتمامها وقد تساله كثيرا :
مابك ؟
هل أغضبتك بشيء ما
هل تحبني
هل ،،،،،، الخ
إلا انه !!
غير متجاوب معها فبدلا من أن تتحسن النتيجة أزدادت أكثر سوء فكلما أبتعد
عنها خالد أكثر تحاول الإقتراب منه أكثر إلى أن بدأ يشعر بالغضب والإستياء
فبدأت هنا التشكيك في نفسها بأنها بالتأكيد غلطتها وأنها زوجة غير مقبولة
أو ناجحة وأخذت الموضوع بشكل شخصي
لذلك عليك عزيزتي الزوجة تفهم ذلك تماما فلا تفزعي أو تندهشي عند أبتعاد
زوجك عنك بسبب هذه الحالة الطبيعية التي يمر بها كل الرجال ولا تتصرفي أو
تقومي بأعمال لإصلاح هذه الحالة فكل ماقمتي بإصلاح ذلك ستقومي بتشتيت
أفكاره وتزيدي من حاجته أكثر في الإبتعاد
فأنت لست السبب في حدوث ذلك فاهدأي وأبعدي عنك القلق والأوهام وأنتظري زوجك
عندما تنتهي تلك الحالة سيعود بشحنة قوية من العواطف والحنين إليك وإلى
مجالستك بإذن الله.
عندما لايتمكن زوجك من إيجاد الفرصة للإبتعاد لاتساعده على ذلك لن يتولد لديه ذلك الشعور العاطفي والحنين ،
فيفقد عاطفته وشعوره بالرغبة بك وسيهرب عنك وسيختلق الأعذار والأسباب
للتهرب منك ، فتصبح حياتكما روتينية باردة فاترة خالية من العواطف تقضيان
أيامكما كأنها تأدية واجب لا أكثر ، فبمرور الزمن والمشاكل اليومية تشعري
أنت وزوجك بالتذمر والغضب وتبدأ المشاكل بينكما تكبر وتكبر .
أيضا عندما تنتهي تلك الحالة عند زوجك فيعود إليك يجدك مختلفة عن ماتأمله
أو أراده فتكوني جافة معه وباردة ،وأحيانا غاضبة ،صامتة، حزينة، فيتضايق
وتبدأ المشكلات .
فبعد أن تفهمت عزيزتي الزوجة هذه الحالة يفضل أن تهيئي مناخ مناسب لهذه
الحالة عندما يمر بها وأتركيه يهدأ مع نفسه ولاتفتحي معه الأحاديث أو
تحاولي التودد إليه وكوني مستعدة عند رجوعه من هذه الحالة وأستقبليه بكل حب
فذلك سيزيد إحترام زوجك لك وحبه وستصبح حياتكما أفضل بكثير مما كانت عليه
سابقا
أيضا من الممكن أن تتحدثي إليه في أمور عامة ليس بها أي شأن بعلاقتكما أنت
وزوجك مثلا عن الأولاد أو عن العمل أو عن الحياة بشكل عام فهنا سيشارك
النقاش .
إعلمي عزيزتي الزوجة أن الرجل تختلف طبيعته عن طبيعتك فتذكري دائما ذلك
وراعي إختلافاتكما فذلك سيخفف الكثير من المشاكل بينكما باذن الله .
أ.رغده صيرفي
منقول
رد مع اقتباس
مواقع النشر