[ALIGN=CENTER]
شاب موظف ملتزم.. بار بوالديه..وكان والده يحبه حبا عظيما..وفي المنطقة التي
يعمل بها شباب ملتزمون وبقربهم مسجد يرتادونه دائما..فكان يلزمهم وحفظ ما
شاء الله من القرآن..وكان كثير الصدقات..محبوب دمث الاخلاق..وتم نقله إلى
منطقة اخرى ..وفقد تلك الصحبة..ولم يكن يعتقد ان ثباته بفضل الله ثم البيئة
الصالحة..كان معجبا بتدينه..وظن انه جبل على ذلك..في هذه المنطقة كان زميله
مدخنا.. يدخن بنهم..ورويدا رويدا..بدأ صاحبنا يدخن..ثم بدأ يستمع إلى
الاغاني ..ثم بدأ يتهاون في الصلوات.. وفي نهاية الاسبوع يذهب إلى
اهله..فأعطاه صاحبه..نصف حبة..وقال له: كل هذه الحبة فطريقك طويل
وأخشى عليك أن تغلبك عيناك..فسأله صاحبنا..أخشى ان يكون فيه شيء!!
فقال أعوذ بالله هل تظن بي!! انها منشطات يا رجل..(بالله عليكم هل سيقول
هذا مخدر..لتدمن عليه وتهلك!!)..عموما أخذ صاحبنا الحبة وصار مثل
الحصان..لدرجة لم ينم ليلتها والليلة التي بعدها..فسأله والده المحب:ولدي عسى
ما شر؟..طبعا أجاب: ما فيني شي بس.. ما نمت البارحة . وهنا الطامة.. لكان
ادرك نفسه..وعاد الى منطقة عمله.. ونام يومين كاملين !! وحز في نفسه..انه لم
يصلي في هذين اليومين.. وهذه اول مرة يترك فيها الصلاة هذه المدة.. ثم توالت
الجرعات فكلما عاد إلى اهله تناول هذه الحبوب الملعونة.. وبدأ ينجرف في
الهاوية..تغير حاله..طلق زوجته..ثم تزوج بأخرى..فقال له حماه: إذا صرت رجلا
تعال وخذها اما الان فلا!! بدأ يخسر كل شيء ..والده الذي كان يفخر به صار
ينكس رأسه..فطلب نقلا إلى منطقة اخرى..وازداد الامر سوءا..فهو لم يغير
الصحبة..وصار مروجا للمخدرات..وجعل أبناء عمومته وعشيرته مدمنين!!!! ثم ترك
العمل..وقد وصل مكانة جيدة..حاول مسؤوله أن يثنيه عن الاستقالة بلا
فائدة..وصار صاحبنا يكسب ذهبا من تجارة المخدرات..لكن محقت البركة
منه..فكما تأتي بسرعة تذهب بسرعة.. لا تكفيه.. بينما عندما كان راتبه الحلال
الذي هو ربع ما يجنيه الآن..يصرف على نفسه وينفق على اهله ويتصدق!! وصار
يشتري اشرطة الاغاني بالعشرات..ثم يلقي بها من نافذة سيارته واحدا تلو
الاخر..من الضيق والهم.."ومن أعرض من ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى"..وكان يسرع بالسيارة من امام المساجد حتى لا يصل إلى
مسامعه.. ذكر الله؟؟؟ وكان يطارد من الشرطة..وفي مرة من المرات قتل احد
اصحابه امامه ولم يهتز له جفن!!أي قسوة؟؟ ودخل السجن مرة.. فنصحه
أحدهم ..فدخل الكلام قلبه.. ناصح مخلص قال كلاما يسيرا..لكن من القلب إلى
القلب ..فلما خرج من السجن ايقن أنه خسر أهله وصحبه و دنياه و آخرته..لم يكن
يسأل عنه إلا المدمنين للحصول على المخدر..ثم جاء ذلك اليوم العظيم.. عندما
ضاقت عليه الدنيا بما رحبت..يوم عرفة.. فخرج من بيته وقد انزل الله سكينته
عليه وأيقن رحمة ربه..وأخذ ينظر إلى الشمس المتأهبة للغروب..وتذكر آلاف
الحججاج على صعيد عرفة يدعون ربهم للمغفرة..ومباهاة الله بهم
للملائكة..عندها رفع يديه ودعا: ياربي..يارب..ياربي..اللهم ان رحمتك تتنزل
على أهل عرفة..فأنزل علي رحمتك.. تعزني بها عزا لا أذل بعدها ابدا..
فانهمرت دموع ساخنة على وجنتيه..ونزع الله من قلبه حب المخدرات..وعاد على
بيته منشرح الصدر..وقال لرفاقه المدمنين: والله منذ اليوم لا تجدون عندي
شيئا..ثم ذهب إلى شباب صالحين وسألهم عن الأهل ؟ فقال: الجماعة مدعوون
عند فلان بمناسبة بيته الجديد..فهناك وليمة وحلقة ذكر يحضره الشيخ الفلاني..
فقلت سأذهب معكم..فاستبشر..وقال لأصحابه الذين يعدون البرنامج..لدي لكم
مفاجأة!! فذهبوا..الرجال في مجلسهم والنساء في مجلسهن..ووضعت مكبرات
الصوت..وتهيأ الشيخ للحديث..فما أجمله من حفل..فدخل عليهم..فحبس الناس
أنفاسهم..فلان ما الذي جاء به هنا؟؟ فجلس بجانب الشيخ..فقال منظم الحفل:
لدينا لكم اليوم مفاجأة..الاخ فلان سيتحدث إليكم..فقام والناس مندهشون وفتح
الله عليه بمحامد لم تخطر بباله إلا ساعتها ..قرابة ربع ساعة.. وصلى على النبي
الكريم صلى الله عليه وسلم..ثم قال : ايها الناس إني كنت في طريق لا يسر.. ولم
يكن لأحد ان يسير فيه ولا أقول ذلك افتخارا..اما اليوم فاني اعلنها لكم جميعا
اني كنت في طريق ظلال.. وبعيدا عن الله هئنذا.. الآن أعلن لكم توبتي..اللهم ان
كنت تعلم اني تبت لأجل الدنيا فلا تقمني من هذا المجلس وان كنت تبت لأجل
مرضاتك وابتغاء ما عندك..فاقبلني من التائبين..فقال للناس: قولوا: آمين..فأمن
الناس وسط بكاء أبيه واخوته وأهله ومنهم من ينتحب منهم من أغمي عليه وأخذ
الناس يهنئونه في فرح ويعانقونه..ويقول الشاب: أما الآن فيكفيني لقيمات
وماء أسد به جوعي من هذه الدنيا وأن اعبد الله وملازمة الصالحين فيكفيني ما
مضى..كفاني ذل المعاصي[/ALIGN]
ــــــــــــــ
المصدر : قافلة الداعيات
مواقع النشر