[ALIGN=CENTER] يروي والد الشاب هذه القصة عن ولده فيقول .......[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER] كان أبني شاب مجتهد في دراسته... وأنسان خلوق متدين... يحب مساعدة الأخرين...كان مرح يتمتع بروح الدعابه خفيف الظل.. يدخل السرور في قلب كل من يقابلة ...لانمل أبدا من تعليقاته وفكهاته ....كان يتمتع بنفس طموحه تواقة للعمل ......نجح أبني في دراسته وتخرج من الجامعه في أحد الأقسام العلميه ...ظل فترة من الوقت يبحث عن عمل أو وظيفه ولكن دون جدوى .....ثم مضى الوقت وأنا أرى أبني المدلل بنفسيه طيبة ...ولا يطلب مني مصروف مثل قبل وكان يكثر الخروج والغياب عن البيت ..... وفي أحد الأيام خرجت إلى السوق لشراء بعض الحاجيات فمررت بسوق السمك ورأيت ماأذهلني .......
لقد وجدت أبني المتعلم الجامعي يرفع عقدة من السمك وينادي على بيعها ....أمتلكت أعصابي ثم تقدمت إليه ورمقته بنظرة غضب وخرجت ...... ما لبث أن لحقني إلى البيت .... دخل وقبل يدي ورأسي ثم بدأيحاورني وهو يقول ..( هل أنت غاضب مني ...هل عملي الحلال يزعجك هل كسبي من شقائي عيب ...أنا أعمل لكسب رزقي بيدي مثل كل الناس وخيرنا الأنبياء ورسل فلنا فيهم عبرة ...) سكت الغضب عن نفسي وهدأت وأخذت أناقشه ...بأن هذا العمل لايليق به وانني أستطيع أن اصرف عليه ولست متضايق من مصروفه وأنني في سعه من المال تجعلني أفتتح له مشروع يليق به .......ولكن دون جدوى وجدت أن ابني مصر على العمل وأنه يجد في عمله لذة ومتعه ...فتركته وأعطيته حرية الأختيار في شؤونه ......لم يكن (( أحمد )) بائع سمك فقط ولكن ... أكتشفت أنه يعمل سائق لموزين ....وأنه يذهب الى سوق مزاد السيارات ويعمل هناك ويكسب عمولة بسيطة تقارب 60ريال .وكان يذهب إلى سوق السمك يوم الخميس والجمعة في الصباح الباكر
وكان مكسبه في اليوم من 80 ـــــ 300 ريال ...وكان معدل دخله في الشهر من 6000 ــــــ 8700 ريال .....بعد عشرة شهور أصبح شريك في أحد المغاسل للتغسيل الثياب وكان مدخولها لايقل عن 5000 ريال في الشهر ....كان يعمل أبني بكل همة عالية ...بل أصبحت أفتخر به أمام الناس وبكفاحه وأنا مسرور من عمله ونشاطه .....كنت كلما نظرت إلى وقع شبابنا ومدى تكاسلهم وضعف همتهم ...حسدت نفسي على أبني .... بل أصبح أبني الأخر الذي يدرس في الثاني ثنوي ...يحرص على أنهاء دروسة بسرعه ليذهب في مساعدة أخيه في عمل المغسلة ..... وينظر إلى أخيه كقدوة يحتذا بها وكنت أشجعهم على ذلك بعدما رأيت النتيجة الطيبة .... فهؤلاء شباب لديهم الطاقة الكبيرة أن لم يستثمرونها ويصرفونها في الخير ..... فسيصرفونها في اللهو والعبث ...لم يكن أبني يهتم بتعليقات الأخرين أو أستهزائهم بل كان يتمتع بقوة أيمان وثقة كبيرة في الله وفي نفسه ...وبعد سنتين ونصف ....جاء تقرير بتعين أبني موظف في شركة أرامكو في ينبع برتبة سنير .... مع السكن ومرتب لايقل عن 12000 ريال ....وتوظف أبني ولكن .....مازال يمارس أعماله الاخرى ......بارك الله فيه وأطال في عمره ووفقه لكل خير [/ALIGN].
ياليت كل [ALIGN=CENTER]الشباب يقبلون بالقليل..حتى يأتيهم الكثير ويتواضعون في أمورهم ويرتفعون في طموحهم وأحلامهم ....والله أتمنى من كل قلبي يكون شبابنا مثل ولدي [/ALIGN]
مواقع النشر