جاء العيد

بحلله القشيبة
وثيابه البهيجة
فهيج الأحزان
وأثار الأشجان
وأعاد الذكرى
ذكرى الشهداء






مابال عيدك واجما متجهما
قد خلته من فرط وجدك مأتما
عيد مضى من عمرنا وتصرما
من يرجع العيد البهيج الباسما
إني ذكرت أبا الزبير( وصحبه )
فبكيت حتى كاد يدركني العمى
أضجرت من شجوي الحزين وعبرتي
فأتيت تسمعني الغداة تلوما
كف الملام فقد أثرت مدامعي
وملأت قلبي حسرة وتألما
لا تقرعني بالملام على الأولا
سكبوا الدما كي ما أعيش مُكرما
البائعين نفوسهم لمليكهم
الله أمضى بيعهم وتكرما
والحاملين إلى الوغى أرواحهم
وعلى نحورهم تحدرت الدما
قوم كأن وجوههم شمس الضحى
طلعت ففر الليل كالحا مظلما
إن أسدل الليل البهيم ستاره
عكفوا على آيي الكتاب ترنما
أو أشرق الصبح البهيج فلن ترى
إلا الكتائب حاسرا ومعمما
صوت النفير يهزهم هز الندى
ويقودهم نحو المعالي قودما
ألفوا الصعاب فبات يسهل عندهم
قرع الكتائب والتلاحم والدما
ملكوا الفؤاد وما دروا يا ويحهم

أن الفؤاد بهم يهيم مُتيما
سكنوا شغاف القلب ليس لهم به
غير الشغاف تفضلا وتكرما
إن أطرقوا ملأوا النفوس تفطرا
أو أضرموا ما في القلوب تضرما
أحيوا قلوب الغافلين فأشربت
حب الجهاد فكان حبا مُفعما
يتلذذون ببذلهم ويرونه
حقا أكيدا للإله ومغنما
لا تنظمن قصيدة في مدحهم
أعيا السلاحف أن تطول القمما
لكن حسبك بعض ما قاموا به
سطر بحد السيف وانقل طالما